كُنت أتمنى عند كتابتى لهذه السطور عن مدينتى الغالية الإسكندرية ، أكتب عن انجازات و تطويرات لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، و أشعر و كأن أصابعى ترتجف من شدة الضيق أثناء كتابتى لما يحدث فى الإسكندرية هذه الأيام من إهمال و تسيب . الإهمال الذى أصبحت ظواهره و علاماته واضحة وضوح الشمس لمن يتجول فى شوارع الإسكندرية . و أصبح لا يستطيع أن يداريها حتى أشد المعجبين و المؤيدين للسادة المسئولين بها . فالعروس أوشكت أن تكون عجوز بفعل اهمال السادة المسئولين . فالإسكندرية التى كانت فى الماضى يُضرب بها المثل فى الجمال و الرقى و التى كانت من أبرز مدن البحر المتوسط . تغيرت ملامحها و أصبح يغلب على ملامحها العجز بعد أن كانت شابة و عروس جميل تتباها بها مصر فى محافلها العالمية . اسكندرية التى اختارها الإسكندر المقدونى لتحمل أسمه لما كان لها من جمال . اسكندرية التى كانت منارة للعلم و العلماء منذ قدم التاريخ و حتى وقت قريب . اسكندرية التى لقبت بعروس البحر الأبيض المتوسط . اسكندرية العاصمة الثانية و أقدم مدن جمهورية مصر العربية . أصبحت تأن و تشتكى من مسئوليها . فإنك إن أردت أن تتجول هذه الأيام فى شوارع الإسكندرية لن ترى الفيلات ذات الطابع الفنى الجمالى التى كانت تتميز بها بعض المناطق و لكن سترى أبراج و قد تكون هذه الأبراج فى شوارع لا يتعدى عرض الشارع 6 أمتار مما يحجب الضوء و الهواء عن قاطنيها إضافة لإنتشار المبانى المخالفة و التى تعد قنبلة موقوتة ستنفجر فى أى وقت على رؤوس المواطنين . و لا تتعجب من لو انك اشتممت رائحة كريهة فى الشوارع لأنه أصبح لا يخلو أى شارع من شوارع الإسكندرية من أكوام القمامة و التى قد تصل فى بعض المناطق إلى تلال قمامة قد تسد بها معظم الشارع . و أما عن مشكلة الصرف الصحى فحدث و لا حرج و يكفى أن نذكر ما فعلته نوة الشتاء الماضى فى شوارع الإسكندرية و التى بسببها شُلت حركة المرور فى المدينة بكاملها على مرأى و مسمع من العالم كله من خلال وسائل الإعلام المختلفة . و إن أردت أن تركن سيارتك لتترجل فى شوارعها فقد يمنعك انتشار الموانع الحديدية أمام المحلات التجارية و المبانى و منع وقوف السيارات أمامهم بالقوة و البلطجة بالرغم من أنها مخالفة للقانون إلا أن من يفعلون ذلك يدركون تماما أن لا يوجد تفعيل للقانون مما يؤدى إلى تماديهم و زيادة عنفهم و بلطجتهم . ناهيك عن انتشار الفوضى المرورى النابع من انتشار التوك توك دون تقنيين أو انضباط و الحوادث الكثيرة التى تكون بسبب التوك توك خاصة و أن معظم من يقودوه من الأطفال . أما عن المقاهى و ما أدراك ما المقاهى التى أحتلت ليست الأرصفة فقط بل و نصف الشارع ايضا مما يعوق حركة المارة و يزيد من حالة الإزدحام و الإختناق المرورى خاصة فى فصل الصيف . و لكن يبقى السؤال إذا كان كل مواطن فى الإسكندرية يعلم ما سردته فى السطور السابقة بل و المصطافين يعلمون ايضا . إذا فالموضوع ليس سرا و الكل يعلم به . إذا فأين دور السادة المسئولين من هذه السلبيات التى يعلمه القاصى و الدانى . و قد كنت أتمنى أن أقول أن من سيغير هذه السلبيات و يحولها إلى إيجابيات أن يتم إختيار السادة المسئولين فى إدارة الإسكندرية من السادة اللواءات الذين تربوا على النظام و الحسم و الحزم و الإنجاز . إلا أن ما أذهلنى كثيرا هو أن معظم رؤساء الأحياء فى الإسكندرية من السادة اللواءات السابقين . إذا فأين النظام و أين هذا الحسم و تلك الحزم . و كأن ذلك يؤكد ما أؤمن به أن الكفاءات ليست مقتصرة على مؤسسة معينة بعينها . فمصر ولادة و بها كفاءات فى مجالات كثيرة . و الحكم هنا هو حُسن الإدارة فليس معنى أن شخصا يجيد فى مجال معين أن يجيد فى مجال آخر . و فى النهاية أستغيث بعد الله عز وجل بالسيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى لأعطاء تعليماته لكلا من السيد المهندس محمد عبد الظاهر .. محافظ الإسكندرية و السادة اللواء / محمد كمال حسين بنداري .. سكرتير عام محافظة الاسكندرية اللواء/ احمد محمود محمد احمد متولى .. سكرتير عام مساعد محافظة الاسكندرية اللواء / أحمد محمود أحمد أبو طالب .. رئيس حى المنتزة أول اللواء/ عادل سلامه .. رئيس حى المنتزة ثان . اللواء / خالد محي الدين .. رئيس حى شرق . و باقى السادة رؤساء الأحياء بوضع خطة متكاملة لإزالة هذا الضرر من على المواطن السكندرى . فالإسكندرية تستغيث فهل من مُغيث