قال الكاتب الأمريكي نيك دانفورث, إنه رغم تأكيد واشنطن دعمها للحكومة المنتخبة في تركيا, إلا أنها كانت ستعمل مع الانقلابيين في حال نجاحهم في الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان. وأضاف دانفورث في مقال له بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية, أن علاقات واشنطن مع أنقرة منذ الحرب العالمية الثانية, تؤكد أن الديمقراطية في تركيا ليست من ضمن شروطها أو حتى فيما يتعلق بالعضوية بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ولذا فإن الولاياتالمتحدة كانت ستقف إلى جانب الانقلابيين في حال نجاحهم وتابع " تحالف الولاياتالمتحدةوتركيا بدأ في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما قامت واشنطن بدعم أنقرة اقتصاديا وعسكريا, للتصدي للغزو السوفيتي لأوروبا، ولم تكن تركيا دولة ديمقراطية في ذلك الوقت". واستطرد " عندما قام الجنرالات الأتراك بأول انقلاب عسكري في بلادهم عام 1960 كانوا يخشون أيضا معارضة الولاياتالمتحدة, إلا أن المفاجأة أن السفير الأمريكي في تركيا آنذاك امتدح هذا الانقلاب, ووصفه بأنه الأكثر كفاءة وسرعة". وخلص الكاتب إلى القول :" أن الديمقراطية ليست أولوية للولايات المتحدة فيما يتعلق بتركيا, وأنها كانت ستقف مع المحاولة الانقلابية لو ضمنت نجاحها". وكانت صحيفة "حرييت" التركية قالت في 17 يوليو إن ضباطا في البنتاجون هم وراء تسريب الأنباء عن طلب الرئيس رجب طيب أردوغان، اللجوء إلى ألمانيا, بعد وقوع المحاولة الانقلابية. وقالت الصحيفة في مقال لها, إن أحد هؤلاء الضباط تحدث إلى شبكة ""MSNBC الأمريكية بهدف تسريب هذه المعلومة إلى وسائل الإعلام العالمية. وتابعت أن مراسلها في واشنطن "طولجا طانش" ذهب إلى الخارجية الأمريكية وتحدث مع بعض الدبلوماسيين والمسئولين الأمريكيين، وسألهم عن مصدر خبر أن أردوغان طلب اللجوء إلى ألمانيا، فقيل له إنه لا يمكن أن يكون مصدر الخبر جهة رسمية، وحاولوا نفي أي مسئولية لهم. وأضافت الصحيفة التركية " شبكة MSNBC لا يمكن أن تخترع الخبر أو تؤلفه", مستشهدة أيضا بتصريحات الإدارة الأمريكية بعد وقوع الانقلاب, التي اكتفت بجملة "نتابع عن قرب"، ولم تكن هناك أي إدانة فورية للانقلاب. كما استشهدت الصحيفة التركية بتصريحات الضابط المتقاعد في المخابرات العسكرية للجيش الأمريكي "رالف بيترز", الذي ظهر على شاشة "فوكس نيوز", معلنا تمنيه نجاح الانقلاب ضد أردوغان. وقال بيترز :"هذا الانقلاب هو الفرصة الأخيرة لتخليص تركيا من هذا الديكتاتور الإسلامي، أرجو ألا تتسرع إدارة الرئيس باراك أوباما, وتتخذ خطوات خاطئة كرد فعل، الجنرالات الذين قاموا بالانقلاب رجال طيبون". وكان الرئيس الأمريكي قال في مؤتمر صحفي في 22 يوليو :"إن أي معلومات مفادها أننا علمنا بمحاولة الانقلاب في تركيا، أو أن هناك ضلوعا ما للولايات المتحدة، أو أننا قمنا بشيء آخر مغاير للتأييد التام للديمقرطية التركية، هي خاطئة تماما". وأضاف أنه أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأن مطالبة أنقرة بترحيل المعارض التركي فتح الله غولن ستخضع للإجراءات القانونية المعمول بها في الولاياتالمتحدة. كما أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في 16 يوليو أن الادعاءات بتورط واشنطن في الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا "كاذبة", وتضر بعلاقات البلدين. ونقلت "الجزيرة" عن جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله في بيان له إن كيري حث تركيا على ضبط النفس واحترام سيادة القانون أثناء تحقيقاتها في هذه المؤامرة. وأضاف "لقد أوضح كيري أن الولاياتالمتحدة ستكون مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات التركية التي تباشر هذا التحقيق، ولكن التلميحات أو الادعاءات العلنية عن أي دور للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة كاذبة تماما وتضر بالعلاقات الثنائية بيننا". وتناولت تقارير إعلامية معلومات وتحليلات تثير التساؤل حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة على علم مسبق بالمحاولة الانقلابية في تركيا. يذكر أن أنقرة طالبت واشنطن بتسليم ما تسميه بزعيم الكيان الموازي فتح الله جولن, بتهمة التورط في المحاولة الانقلابية الفاشلة.