تحدثت صحيفة "جونش" التركية، عن مفاجأة جديدة مفادها أن المحاولة الانقلابية كانت جزءًا من مخطط خارجي أوسع يستهدف التدخل العسكري في تركيا, حسب تعبيرها. وقالت الصحيفة في مقال لها اليوم الأحد, إن هذه المحاولة كسابقاتها من الانقلابات العسكرية في تركيا تمت بدعم وتخطيط أمريكي, وكان هدفها الأساسي هو إثارة فوضى عارمة في البلاد, ما يعطي ذريعة لواشنطن وحلف الناتو للتدخل العسكري بحجة حماية قاعدة "أنجرليك". واستطردت الصحيفة " هدف المحاولة الانقلابية كان لا يقتصر فقط على اغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان, بل توريط الجيش والشرطة أيضا في مواجهة ضد بعضهما البعض, وبالتالي يسهل على واشنطن تنفيذ مخططها ضد تركيا". وأشارت "جونش" إلى أن أهداف واشنطن في تركيا أكبر من مجرد استخدام قاعدة إنجرليك الجوية في عملياتها العسكرية ضد تنظيم الدولة "داعش", حيث تسعى لتحويل تركيا من موقع الحليف إلى مجرد أداة تستخدمها لفرض هيمنتها في الشرق الأوسط, على حد قولها. وكانت صحيفة "حرييت" التركية قالت أيضا في 17 يوليو، إن ضباطًا في البنتاجون هم وراء تسريب الأنباء عن طلب الرئيس رجب طيب أردوغان، اللجوء إلى ألمانيا, بعد وقوع المحاولة الانقلابية. وقالت الصحيفة في مقال لها, إن أحد هؤلاء الضباط تحدث إلى شبكة ""MSNBC الأمريكية بهدف تسريب هذه المعلومة إلى وسائل الإعلام العالمية. وتابعت أن مراسلها في واشنطن "طولجا طانش" ذهب إلى الخارجية الأمريكية وتحدث مع بعض الدبلوماسيين والمسئولين الأمريكيين، وسألهم عن مصدر خبر أن أردوغان طلب اللجوء إلى ألمانيا، فقيل له إنه لا يمكن أن يكون مصدر الخبر جهة رسمية، وحاولوا نفي أي مسئولية لهم. وأضافت الصحيفة التركية " شبكة MSNBC لا يمكن أن تخترع الخبر أو تؤلفه", مستشهدة أيضا بتصريحات الإدارة الأمريكية بعد وقوع الانقلاب, التي اكتفت بجملة "نتابع عن قرب"، ولم تكن هناك أي إدانة فورية للانقلاب. كما استشهدت الصحيفة التركية بتصريحات الضابط المتقاعد في المخابرات العسكرية للجيش الأمريكي "رالف بيترز", الذي ظهر على شاشة "فوكس نيوز", معلنا تمنيه نجاح الانقلاب ضد أردوغان. وقال بيترز :"هذا الانقلاب هو الفرصة الأخيرة لتخليص تركيا من هذا الديكتاتور الإسلامي، أرجو ألا تتسرع إدارة الرئيس باراك أوباما, وتتخذ خطوات خاطئة كرد فعل، الجنرالات الذين قاموا بالانقلاب رجال طيبون". وكان الرئيس الأمريكي قال في مؤتمر صحفي في 22 يوليو :"إن أي معلومات مفادها أننا علمنا بمحاولة الانقلاب في تركيا، أو أن هناك ضلوعا ما للولايات المتحدة، أو أننا قمنا بشيء آخر مغاير للتأييد التام للديمقرطية التركية، هي خاطئة تماما". وأضاف، أنه أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأن مطالبة أنقرة بترحيل المعارض التركي فتح الله جولن ستخضع للإجراءات القانونية المعمول بها في الولاياتالمتحدة. كما أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في 16 يوليو، أن الادعاءات بتورط واشنطن في الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا "كاذبة", وتضر بعلاقات البلدين. ونقلت "الجزيرة" عن جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله في بيان له، إن كيري حث تركيا على ضبط النفس واحترام سيادة القانون أثناء تحقيقاتها في هذه المؤامرة. وأضاف "لقد أوضح كيري أن الولاياتالمتحدة ستكون مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات التركية التي تباشر هذا التحقيق، ولكن التلميحات أو الادعاءات العلنية عن أي دور للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة كاذبة تمامًا وتضر بالعلاقات الثنائية بيننا". وتناولت تقارير إعلامية معلومات وتحليلات تثير التساؤل حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة على علم مسبق بالمحاولة الانقلابية في تركيا. يذكر أن أنقرة طالبت واشنطن بتسليم ما تسميه بزعيم الكيان الموازي فتح الله جولن, بتهمة التورط في المحاولة الانقلابية الفاشلة.