قبره ب"أسطال" لم يزره أحد.. وأسرته: استبدل معاشه من أجل زواج ابنته لنجل شقيق عبد الناصر والده باع 400 فدان من أجل الفقراء ومات مديونًا نجل شقيقه: "السادات معملناش حاجة واكتفى بالبكاء".. ومبارك طردنا من منزله بالجيزة
حين تأتى ذكرى ثورة 23 يوليو، من كل عام يأتى اسم المشير عبد الحكيم عامر، ابن قرية أسطال بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، الذى مات يوم 5 سبتمبر عام 1967، أى بعد هزيمة يونيو بعدة أشهر وعمره لا يتعدى 48 عامًا. كتب التاريخ ما زالت تذكر المشير بأنه خائن، وكان سببًا فى هزيمة حرب يونيو 67، وأنه كان محبًا للنساء بعد وقبل زواجه بالفنانة برلنتى عبد الحميد، كما جاء فى كتاب أنا والمشير، الذى أصدرته اعتماد خورشيد. "المصريون"، اقتحمت مسقط رأس المشير والتقت نجل شقيقه العميد بحرى سابق وحيد عامر نجل شيخ البرلمانيين مصطفى عامر، الذى ظل فى مجلس الشعب قرابة ال30 عامًا. عامر، أكد ل"المصريون"، أن قبر المشير للأسف الشديد لم يزره أحد منذ وفاته، بعد أن شوهوا صورته ووصفوه بأنه خائن لبلده ووطنه بعد هزيمة 67، وأنه بسب سهراته النسائية وحبه الحريم جلب على مصر النكسة، لكن سيأتى يومًا يظهر الحق وتعود كرامة المشير إلى أولاده وأحفاده. من اللافت للنظر، أن قبر المشير عبد الحكيم عامر لم يزره أحد من زملائه أو القادة لعسكريين الذين تتلمذوا على يديه منذ وفاته عام 1967 وحتى اليوم، وجثمانه يقبع داخل حوش محاط من الطوب اللبن بجوار والده العمدة على عامر وشقيقه المرحوم مصطفى عامر، مقبرة مبنية من الطوب الأحمر لكنها من دورين، والأقفال كاد أن يأكلها الصدأ. من غرائب الزمن، أن المشير عامر عام 1963 زوج ابنته لنجل شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان والده فى أيامه الأخيرة قد مات مديونًا بعد أن باع حوالى 400 فدان على الفقراء والمساكين من أهالى القرية وأضطر عبد الحكيم عامر، إلى أن يستبدل معاشه بسلفة من القوات المسلحة من أجل أن يتمم زواج ابنته الكبرى لنجل شقيق الرئيس عبد الناصر، حسب ما جاء على لسان نجل شقيقه وحيد عامر. لم يكن عامر، غنيًا أو قادرًا كما قيل ولم يملك سوى الفيلا التى كان يسكنها بمحافظة الجيزة بالقرب من منزل الرئيس السادات بشارع الطحاوية بعد ان تغير اسم الشارع من اسم عبد الحكيم عامر إلى شارع الطحاوية، حتى قريته لم توجد أى منشأة باسم المشير سوى مدرسة واحدة تحمل اسم المشير وهى مدرسة قديمة لم تدخل حيز التجديد والإحلال حتى اليوم. منزل المشير القديم بالقرية، تصدع وانهار ولم يتبق من أطلال عبد الحكيم عامر سوى فيلا بالقرب من قرية منقطين، التى كانت استراحة للمشير حين كان ينزل إجازة أو لقضاء مصلحة فى قريته بمركز سمالوط. وقد شهدت الفيلا قدوم الرئيس أنور السادات عام 1977، حين نزل بطائرته الخاصة إلى القرية للصلح بين عائلة عامر وعائلة يوسف مكادى عضو مجلس الأمة فى ذلك الوقت، وبكى الرئيس السادات على وفاة عامر حين تذكره فى منزله رغم أنه كان صائمًا، ورفض أن يبقى للإفطار فى منزل المشير بأسطال، قائلاً: "رحمة الله عليك يا عامر عشت بطلاً ومت رجلاً لم تلد أم مثلك". فى داخل الفيلا، توجد أول شهادة حصل عليها المشير من كلية القادة والأركان من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1953، كما شاهدنا صورة والد المشير المرحوم على عامر عمدة قرية اسطال، والذى كان يطلق عليه نصير الفقراء. وفى منزل المشير بالمنيا، فيلا قديمة تحمل ذكريات المشير عبد الحكيم عامر حين عاصرت اعتقال أسرة عبد الحكيم عامر بالكامل فى سجن القلعة عقب قرار الرئيس عبد الناصر بعزل المشير من السلطة، وعندما حاولت أسرته الذهاب إلى منزله بالجيزة، قامت القيادة السياسية باعتقال أسرة المشير بالكامل بسجن القلعة وتم نقل المشير من منزله بالجيزة إلى استراحة المخابرات العامة بالمريوطية، والتى ظل بها لمدة أسبوع فقط بعدها أعلن انتحاره. فيما أوضح نجل شقيق المشير، أنه حينما تم نقل المشير إلى استراحة المخابرات بالمريوطية لم يكن سوى السفرجى والطباخ وبعض الحراس من الجنود، وتم سحب الحراسة العسكرية عنه والقبض على كل تلاميذه وضباطه حين كان بمنزله فى محافظة الجيزة. وأضاف، أن المشير طلب من الرئيس عبد الناصر أن يقوم بالضربة الأولى فى نكسة يونيو، ولكن عبد الناصر رفض وقال له بالحرف الواحد يا ريس لو انضربنا بالضربة الأولى سوف نعجز عن المقاومة لأن ربع قواتنا المسلحة ما زالت موجودة باليمن. وبعد النكسة، قدم استقالته وتنحى عن كل مناصبه، حيث طلب منه عبد الناصر أن يغادر البلاد، فقال له بالحرف الواحد أنا مصرى وهموت داخل بلدى ومش ممكن أفرط فى بلدى، إلى أن تم التحفظ عليه بعد النكسة. وأشار إلى أن المشير قال يومها لو تركت أبنائى وزملائى فى الكفاح سوف تفترسهم القيادة السياسية . ويصفه أهل القرية، بأنه كان محبًا لأولاده وأهل قريته ولما كان بينزل أسطال فى بعض الأحيان كان يجلس مع والده، كان شديدًا وحازمًا وعطوفًا فى نفس الوقت رفض الوساطة فى خدم أحد من أهله وبسب عامر تمت إحالة نجل شقيقه من القوات البحرية إلى وظيفة مدنية بعد تعيينه بأسبوع واحد من تخرجه فى الكلية البحرية، إلى أن أعاده السادات بعد توليه الحكم. وتابع نجل شقيقه وحيد عامر، أن السادات لم يقدم لنا أى خدمة كل ما فى الأمر أنه قال لعامر "اللى يموت قبل الثانى يسأل على أولاده ويرعاهم ويخلى باله منهم ويحافظ عليهم، لكن للأسف السادات معملش حاجة لينا رغم أن المشير خيره على السادات وغيره". وأضاف، أن الرئيس المخلوع مبارك، قام بطردنا من منزل المشير الكائن بجوار منزل السادات، وتحول من منزل المشير إلى مكتبة مبارك العامة التى تغير اسمها الآن باسم مكتبة مصر العامة بعد ثورة يناير . الرحلة الأخيرة فى حياة عامر، أنه كان يعانى من تسوس بالأسنان، لأنه كان مدخنًا للسجائر بشراسة، حيث أثرت على أسنانه فى أيامه الأخيرة فكان معه طبيبان وسفرجى والحراسة وبعد اعتقاله منفردًا بالمريوطية تم سحب كل هذا، فكان محبًا للقراءة ومثقفًا جدًا لدرجة أنه كتب مذكراته خلال المدة التى قضاها داخل منزله بالجيزة بعد تنحيه عن السلطة. نجل شقيق المشير أكد أنه مات مقتولاً ومسمومًا بحقنة سامة والذى أكد ذلك أن تقارير الطب الشرعى الرسمية فى أوائل التسعينيات أشارت إلى وفاة عبد الحكيم عامر بالسم، من خلال حقنة سامة، ولما فتحنا التحقيق فى القضية، استعنّا بمذكرات المشير التى سوف تخرج فى وقت مناسب لا تتماشى والظروف الحالية والتى كشفت عن أسماء وقيادات عسكرية وسياسية حية وميتة طالت من تاريخ وحياة المشير بكل أذي. واختتم قوله، أن السفرجى والطباخ والحارس الخاص اختفوا من الوجود عقب وفاة المشير مباشرة، ولم نعرف أين هم حتى الآن لأنهم شهود عيان على مقتل المشير . شاهد الصور..