سلطت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، الضوء على المنحى الذي اتخذته مصر تجاه تركيا خلال الفترة الأخيرة، مؤكدةً أن مصر تحدت أنقرة ووضعت إصبعها في عين أردوغان عبر تعطيلها قرار صادر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة السبت الماضي لتأييد حكومة تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان. وقالت الصحيفة، إن القرار الذي كان من المفترض صدوره من مجلس الأمن يعرب عن القلق حول الوضع في تركيا، ويحث جميع الأطراف على ضبط النفس، والتعهد بتقديم الدعم لحكومة أنقرة المنتخبة، موضحةً أن مصر اعترضت على عبارة "الحكومة المنتخبة" في تركيا وسعت لاستبدالها. وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما رفضت أمريكا وبريطانيا إزالة الجملة، عرضت القاهرة جملة بديلة تدعو الأطراف المتحاربة في تركيا ل "احترام مبادئ الديمقراطية والدستور وسيادة القانون"، ومع تمسك كل طرف بموقفه اضطر المجلس لإلغاء صدور البيان لأنه لابد من موافقة جميع الأطراف البالغة عددها 15. وبحسب الصحيفة، لم تكن الأمور دائما على هذا النحو، خلال ثلاثة عقود من رئاسة حسني مبارك، بين مصر وتركيا علاقات منافسة ودية مع سعيها أنقرة لكسب نفوذ في شرق البحر المتوسط، ولكن العلاقات توترت منذ وصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للسلطة، حيث سعت حكومته الاسلامية لتوطيد علاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين. وزادت التوترات بعد الربيع العربي، والإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 2013، حينما أعرب السفير التركي عن غضبه، وردت القاهرة على ذلك بطرد السفير، بحسب الصحيفة. اليوم، تركيا تستضيف عددا من وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وأردوغان يسيء للحكومة التي يقودها الجيش في القاهرة في كل فرصة. في الأسابيع السابقة لمحاولة الانقلاب، سعت تركيا لإصلاح بعض علاقاتها المتوترة التي أنتجتها لسياسة أردوغان الخارجية، وشملت إسرائيل، روسيا، وربما حتى النظام السوري، لكنها تجنبت مصر من تلك الاصلاحات.