شكت الكنائس في تركيا من تعرضها للانتهاكات من جانب أنصار الرئيس طيب أردوغان، فيما اعتبره محللون محاولة لجر البلاد إلى أزمة طائفية. وقال سفير دولة الفاتيكان، إن وضع المسيحيين في تركيا بعد فشل الانقلاب صعب للغاية، فيما نقلت إحدى القنوات التركية المسيحية، عما أسمته مصادر لها، أن عدد من الكنائس تضررت مساء السبت الماضي من أنصار الرئيس التركي. وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن هناك محاولات لإشعال الفتنة داخل تركيا تقف وراءها منظمات إرهابية هناك فشلت في الانقلاب على السلطة الشرعية. وأوضح صادق ل "المصريون"، أنه "لايمكن لشعب قاوم الانقلاب ورمى نفسه أمام الدبابات أن يعتدي على حقوق الآخرين في العبادة"، مشيرًا إلى أن "الأديان السماوية الثلاثة في تركيا رفضت الانقلاب وممثليها قاموا بذلك". وأضاف "الشعب التركي متحضر، ويعلم جيدًا وجود مخططات خارجية تقف ورائها أياد خفية لا تريد النهوض أو التقدم للشعب التركي، لذلك فإن تركيا ستتخطى فخ "الفتنة" التي يحاول البعض أن يُدخلها فيه".
واعتبر أن "محاولات خلق جبهة جديدة داخل تركيا تهدف إلى إثارة البلبلة وتوتر العلاقات بين النظام هناك والمعارضة، حتى يقال إن الأقباط أقلية مضطهده وتتمكن الدول الأجنبية من التدخل في الشأن التركي". وتابع: "هذه الأحداث تؤكد تورط بعض قيادات الأقباط في الانقلاب على أردوغان لذالك يتم مهاجمتهم وحرق كنائسهم نتيجة اشتراكهم في الانقلاب"، مؤكدًا أن الشعب هو من يحاسب قيادات الانقلاب وليس أنصار أردوغان. من جانبه، اعتبر الدكتور سعيد الغريب، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن رفض وتنديد الاتحاد الأوروبي وأمريكا بإعادة عقوبة الإعدام في تركيا إثر الانقلاب الفاشل يؤكد أن الغرب لا يهوى القتل بالقانون. ورفض الغريب تدخلات الغرب في شؤون تركيا، لافتًا إلى أن الغرب هو نفسه الذي يؤيد ويمارس القتل خارج القانون وليس للمجرمين ولكن للأبرياء وليس أفرادًا كما في عقوبة الإعدام ولكن بالمئات والآلاف بل بالملايين. وأضاف: "تاريخ الغرب في الحروب معروف ويظهر الآن واضحًا في سوريا والعراق ويشهد على ذلك، فضلًا عن تأييدهم للانقلابات في دول المنطقة وما يتبعها من تصفيات جسدية في الميادين".