طارق الزمر: مشروعهم ضل الطريق.. وعبود: تصاعد المطالب بانسحاب الجماعة من تحالف «دعم الشرعية» اندلع سجال وتلاسن وانتقادات متبادلة بين جماعة "الإخوان المسلمين" و"الجماعة الإسلامية"، الحليفين الرئيسيين في "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، الداعم للرئيس الأسبق محمد مرسي، بعد أن خروج الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، عن صمته الطويل موجهًا انتقادات حادة لجماعة "الإخوان". وأنهت تدوينة للزمر، حالة من الصمت والمهادنة التي لجأ إليها في التعامل مع "الإخوان"، في إطار الرغبة في الحفاظ على وحدة "تحالف دعم الشرعية" المتداعي، الذي لم يبقَ فيه إلا "الإخوان" و"الجماعة الإسلامية"، بل إنه تصدى في أوقات سابقة لأصوات دعت لإخراج الجماعة كان يقودها عبود الزمر، عضو مجلس الشورى. وقال الزمر، إن "كل شخص أو كيان لا يقدم جديدًا ميدانيًا أو فكريًا في مواجهة خصوم شعبه سوى هدم وتخوين رفقاء الطريق فهو لايمتلك مشروعًا، أو أن مشروعه ضل الطريق"، في اتهام مبطن إلى "الإخوان". وتمر العلاقة بين "الإخوان" مع "الجماعة الإسلامية" بمحطات من التوتر، كان أبرزها الانتقادات التي وجهها الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، إبراهيم منير، حين شدد على رفض الإخوان العنف الذي مارسته الجماعة ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك في تسعينيات القرن الماضي قبل اعتذاره عنها. وكشفت مصادر مقربة من "الجماعة الإسلامية"، عن أن انتقادات الزمر للإخوان "جاءت بعد أن طفح الكيل من ممارسات "الإخوان" التي علا صوت رموزها خلال الفترة الأخيرة ضد جهود عدد من الشخصيات الوطنية المقيمة خارج مصر؛ لإيجاد اصطفاف وطني بين القوى المحسوبة على ثورة 25 يناير، وتدشين توافق بينها يحافظ على أهداف الثورة، واستعادة المسار الديمقراطي؛ حتى لو تم التنازل عن بعض المواقف المثيرة للجدل". ولم تكتفِ "الإخوان" فقط بالتشكيك في جدوى الاصطفاف الوطني بين القوى المحسوبة على ثورة 25 يناير، بل أنها اتهمت الشخصيات العشر الساعية لتحقيق الاصطفاف، ومن بينهم الدكتور طارق الزمر، والدكتور أيمن نور، مؤسس حزب غد الثورة، والمهندس حاتم حزام، والدكتور محمد محسوب، نائبا رئيس حزب الوسط، والوزيران السابقان عمرو دراج، ويحيى حامد، والشاعر عبدالرحمن يوسف، وغيرها، من الشخصيات الوطنية بالسعي لخدمة نظام السيسي، والتآمر على الجماعة والرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي. وأشعلت انتقادات "الإخوان" للمجموعة الداعمة لتحقيق الاصطفاف الوطني، حالة من الغضب، وعمقت الانقسامات داخل القوى الداعمة لاستعادة المسار الديمقراطي بشكل حدا بالزمر إلى بكيل الانتقادات للجماعة، واتهام مشروعها بأنه ضل الطريق. وأعطت الانتقادات مؤشرًا على قرب نهاية التحالف بين "الإخوان" و"الجماعة الإسلامية"، وانسحاب الأخيرة من "تحالف دعم الشرعية"، والحذو حذو أحزاب "الوسط" و"الوطن" و"الجبهة السلفية". وكانت الخلافات بين الطرفين تفاقمت في ظل استمرار عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، في توجيه الانتقادات لجماعة الإخوان، بل وكشفه خلال الفترة الأخيرة عن تفاصيل اللقاء الذي تم داخل قصر الاتحادية بين الرئيس محمد مرسي ورئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان، الذي أبلغ الدكتور مرسي بتفاصيل محاولات الإطاحة به، وهو ما سخر منه، وبل سأل المسئول التركي عن مظاهرات ميدان تقسيم، وهو ما أغضب المسئول التركي الذي استأذن بالانصراف وتبدو عليه ملامح الغضب. وواصل عبد الماجد، انتقاداته للإخوان عندما أوضح أن الإخوان بتركيبتها الفكرية والنفسية وتربيتها وتعليمها أضعف من أن تقود الأمة، مؤكدًا أن معالم هذا الضعف سواء في قراءة المشهد أو الانتباه للمخاطر، أو رسم السيناريوهات المحتملة والتخطيط لمواجهتها أو الجاهزية والاستعداد، أو القدرة على التعامل مع الأزمات الطارئة أو الإقدام وامتلاك شجاعة المبادأة بشكل يؤشر إلى أن الخلافات بين الجماعة الإسلامية والإخوان وصلت لمرحلة اللاعودة؛ في ظل الردود القاسية على مواقفه من قبل أعضاء جماعة الإخوان. ودخل "الحزب الإسلامي"، الذراع السياسية ل "جماعة الجهاد" على خط الأزمة، ورفض محمد أبوسمرة، القيادي بالحزب، الاتهامات التي توجهها "الإخوان" لرموز "الجماعة الإسلامية". وقال إن "مواقف الإخوان، والتي كان آخرها تأكيد إبراهيم منير، الأمين العام للإخوان أمام مجلس العموم البريطاني، بأن الإخوان هم من حموا مصر من إرهاب الجماعة والجهاد، تشير إلى أن صبر الجماعة الإسلامية والجهاد قد نفد". واتهم أبو سمرة، الإخوان، ب "الاستفادة من حكم مبارك عبر تحقيق مصالح مالية وسياسية والتمكين للجماعة وقياداتها فيما كانت الجماعة الإسلامية والجهاد في سجون مبارك"، مطالبًا جماعة الإخوان بأن "تتقي الله في التيار الإسلامي، وتدعها من النزعات العنصرية فإنها "منتنة". في ظل هذه الأجواء المتوترة، يطرح التساؤل نفسه: إذا كانت الخلافات بين "الإخوان" و"الجماعة الإسلامية" قد وصلت لهذا الحد فلماذا لا تتخذ الجماعة قرارًا بالانسحاب من "التحالف الوطني لدعم الشرعية". وقال عبود الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، إن رفض الجماعة الإسلامية للطريقة التي أطيح بها الرئيس محمد مرسي؛ باعتبارها مخالفة للمعايير الديمقراطية واللجوء للقوة لحسم الصراع السياسي، هو ما يدفعها للتمسك بهذا التحالف؛ رغم وجود أصوات عالية ضده داخل الجماعة. وأشار إلى أن استمرار "الجماعة الإسلامية" في التحالف لا يعني دعمًا لجماعة "الإخوان" بل وفاء فقط لمبادئ الجماعة، مشددًا على أن الجماعة أو تيار غالب داخلها يرى أن "الإخوان" لم تكن مؤهلة لقيادة البلاد في مرحلة انتقالية، وأن الرئيس محمد مرسي لم يكن رجل المرحلة المناسب. وأوضح أن "الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية، وحزبها ستنعقد قريبًا لحسم مصير الانسحاب من تحالف دعم الشرعية". واستهجن الزمر بشدة الانتقادات التي توجهها جماعة "الإخوان" لمجموعة من الشخصيات الوطنية الداعمة للاصطفاف الوطني، متسائلًا: "هل وصل الأمر بالإخوان لاتهام حلفائهم بالخيانة والعمالة للنظام، وهو أمر يؤكد أن الجماعة فقدت بوصلتها، ولم تعد ترى إلا نفسها، ويجب تأكيد عدم قبولها للآخر "الإسلامي" بشكل يشير إلى مدى الأزمة التي تمر بها الإخوان".