أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، أن قمة نواكشوط تعقد في مرحلة تاريخية استثنائية، معربًا عن أمله في أن تسهم قمة "الأمل" في التوصل إلى نتائج حاسمة تبث الأمل في مواجهة التحديات والتعامل مع القضايا الراهنة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. واعتبر بن حلي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسئولين التحضيري لاجتماع وزراء الخارجية المقرر بعد غد السبت الذي سيتم خلاله وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال القمة العربية ووثائقها الأساسية، أن انعقاد القمة العربية في نواكشوط يشكل فرصة أيضا للتواصل مع الشعب الموريتاني الذي يستضيف لأول مرة مثل هذه القمة. كما أعرب بن حلي، عن عميق شكره وتقديره لمصر وجهودها في ترأس الدورة السابقة للقمة العربية وأسلوبها الناجع في قيادة العمل العربي المشترك وخاصة دعمها الكبير للقضية الفلسطينية التي تشكل قضية العرب الأولى. وأوضح أنه تم إعداد كل الملفات والوثائق لتكون جاهزة أمام القادة العرب في القمة العربية التي ستعقد يوم الاثنين المقبل. من جهته، أكد السفير طارق القوني مندوب مصر الدائم في الجامعة العربية، أن انعقاد القمة العربية السابعة والعشرين في موريتانيا يوم الاثنين المقبل يمثل نقطة انطلاق جديدة لمسيرة العمل العربي المشترك نظرا لانعقادها في ظل ظروف بالغة الصعوبة وفي منعطف مهم في تاريخ المنطقة العربية، داعيا إلى تكثيف التعاون والتنسيق لإنجاحها بما يمكن القادة العرب من التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه المنطقة العربية. وقال القوني، في كلمته أمام الاجتماع الذي شهد تسليم الرئاسة من مصر إلى موريتانيا، إن مصر سعت خلال رئاستها للقمة العربية السادسة والعشرين التي عقدت في مارس عام 2015 سعت إلى الارتقاء بالعمل العربي المشترك والدفاع عن المصالح العربية في وقت اتسمت فيه أوضاع المنطقة ولا تزال بالتعقيد معتمدة في ذلك على تفعيل تحركها السياسي والدبلوماسي من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن والأفريقي لإعلاء المصالح القومية العربية. وجدد السفير القوني، تأكيد الموقف المصري الذي يقوم على اعتبار القضية الفلسطينية ما زالت على رأس الأجندة العربية باعتبارها قضية العرب الأولى ومفتاح السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن الرئاسة المصرية وظفت إمكاناتها واتصالاتها الإقليمية والدولية لخدمة هذه القضية ونقل الرؤية العربية إلى المجتمع الدولي والتي تقوم على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يوليو من 1967وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا في ذلك إلى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية سامح شكري إلى كل من إسرائيل وفلسطين مؤخرا والتي استهدفت إحياء العملية السلمية وتهيئة المناخ لاستئناف المفاوضات مع التأكيد على رفض سياسية فرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني واستمرار التمدد الاستيطاني. وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، لفت القوني، إلى أن مصر لم تدخر جهدا في مساعدة الليبيين ودعم العملية السياسية والمجلس الرئاسى برئاسة فايز السراج لاستعادة الأمن والاستقرار وإعادة بناء الدولة الليبية، مشددا على أهمية توحيد جهود المؤسسات الشرعية في ليبيا. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، طالب القوني، بتكثيف جهود المجتمع الدولي لإعادة العملية السياسية بين مختلف أطرافها وفك الحصار عن المناطق المنكوبة منتقدًا استمرار أعمال العنف وتزايد أعداد اللاجئين خاصة في دول الجوار.. وقال إن مصر أكدت خلال مشاركتها بفاعلية في جميع المؤتمرات الإقليمية والدولية الخاصة بسوريا على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة باعتباره الحل الوحيد. وفيما يتعلق باليمن.. جدد مندوب مصر الدائم لدى الجامعة، دعم مصر للجهود الدولية الرامية لإنجاح مشاورات الكويت للتوصل إلى اتفاق شامل يفضي إلى حل نهائي للأزمة اليمنية، مشيرًا إلى تصاعد الإرهاب والتنظيمات المتطرفة في الدول العربية فضلا عن تدخل القوى الإقليمية في شئون الدول العربية وهو ما أدى إلى اقتراح مصر بإنشاء القوة العربية المشتركة والتي انتهى رؤساء أركان الجيوش العربية من إعداد البروتوكول التنفيذي الخاص بها، ودعا إلى إصلاح وتطوير الجامعة العربية لتكون أداة فعالة في العمل العربي المشترك وتعكس الإرادة العربية الحقيقية للتعامل مع التحديات الراهنة وتلبية تطلعات الشعوب العربية. من جانبه، أكد ودادي ولد سيدي هيبة، مندوب موريتانيا لدى الجامعة العربية، أن قمة نواكشوط تعقد في ظروف عربية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد، ويدرك القادة العرب حجم التحديات التي تواجه تلك القمة، معربا عن أمله في أن تسهم في تحقيق عمل جديد يستجيب لتطلعات وآمال الشعوب العربية لينعم المواطن العربي بحياة كريمة. كما أكد، أهمية الاجتماع حيث يتناول العديد من البنود المتعلقة بالعمل العربي المشترك وسترفع مشروعات القرارات الخاصة بها أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر بعد غد السبت. وأعرب ولد سيدي هيبة، عن تطلعه لأن تشهد الجامعة العربية ومنظومة العمل العربي المشترك في ظل توجيهات القادة العرب، تحولاً سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا مع ترؤس بلاده للقمة العربية، مؤكدا أنها في ظل قيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ستكون قادرة على الدفع نحو عمل أرحب خلال الفترة المقبلة. ناقش الاجتماع الذي شارك في جانب منه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، مشروع إعلان نواكشوط ومشاريع القرارات للبنود المدرجة على مشروع جدول أعمال القمة والذي يتضمن 17 بندا منها تقرير رئاسة القمة"مصر" عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك، وبندا حول القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته بما فيها متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية ومتابعة التطورات في القدس، والاستيطان والجدار العازل والانتفاضة واللاجئين والأونروا والتنمية ودعم موازنة الدولة الفلسطينية. كما يناقش الاجتماع تطورات الأزمة السورية والوضع في الجولان العربي السوري المحتل والتضامن مع لبنان ودعمها، وكذلك تطورات الأوضاع في ليبيا واليمن والعراق ودعم جمهورية الصومال وخطة تحرك السودان لتنفيذ إستراتيجية خروج اليوناميد من إقليم دارفور. كما ناقش الاجتماع بندًا حول احتلال إيران للجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة لدولة الإماراتالمتحدة في الخليج العربي، والتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وصيانة الأمن القومى العربي ومكافحة الإرهاب وناقش المجتمعون كذلك تطوير الجامعة العربية ودعم العمل العربي المشترك وتحديد موعد ومكان انعقاد الدورة العادية 28 لمجلس الجامعة على مستوى القمة، وبندا حول التضامن مع دولة قطر وإدانة اختطاف مواطنين قطريين في العراق، كما يتضمن جدول الأعمال بندا حول الترحيب بتعيين أحمد أبوالغيط أمينًا عامًا للجامعة العربية، والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.