أكد العديد من الخبراء المتخصصين في الشأن التركي أن محاولة الانقلاب الذي حدثت في تركيا من قبل بعض العسكريين ليست وليدة اللحظة، وإنما أُعد لها مسبقًا، مؤكدين أنها جاءت من قبل أشخاص داخل المؤسسة العسكرية يدينون بالولاء لفتح الله كولن وجماعته "الكيان الموازي". وقال كرم سعيد، الباحث في الشئون التركية بالمركز الإقليمي، إن هناك أسبابًا عدة وراء محاولة انقلاب بعض العسكريين على التجربة الديمقراطية في تركيا وهي ما ستتضح في الأيام القادمة. وأضاف سعيد في تصريحه ل"المصريون"، أن السخط السياسي على أردوغان من جانب بعض العسكريين، والتغييرات المنتظرة في سبتمبر المقبل داخل المؤسسة العسكرية هي ما دفعت بعضهم إلى الانقلاب. وأوضح أن محاولة الانقلاب التي حدثت كانت من جانب بعض العسكريين الذين ليس لديهم مصالح مع النظام القائم في تركيا، مشيرا إلى أن من قام بمحاولة الانقلاب هم أنصار فتح الله جولن. واستبعد الباحث في الشأن التركي أن تكون هناك مؤامرة خارجية من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية وإيران في العمل على الانقلاب الذي حدث في تركيا. وفي السياق ذاته، قال صلاح لبيب، الباحث في العلاقات التركية، إن من قام بالانقلاب العسكري هم خليط من أجود المتآمرين على تركيا. وأوضح في تصريح خاص ل"المصريون" أن سبب القيام بالانقلاب ما حققته تركيا من تنمية كبيرة في جميع المجالات. وتابع: كان لا بد على تلك الجهات الناقمة على التجربة التركية من وقف المد التركي الذي أصبح يقلق الكثير من الدول. من جانبه، أكد الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن الانقلاب الذي حدث في تركيا ليس وليد اللحظة، مشير إلى أن العسكريين الذين عملوا على الانقلاب كانوا يعملون لتلك اللحظة منذ فترة. وأوضح، أن هؤلاء الانقلابيين عملوا على قتل التجربة الديمقراطية لأنهم لم ينسجموا في العمل السياسي القائم في ظل هذا النظام. وأشار إلى أن هذا الانقلاب جاء في توقيت ليس مناسبًا وخاصة في ظل انتعاش العلاقات الدولية التركية في الفترة الأخيرة مع روسيا وإسرائيل.