مستشار الرئيس: «انضممت للإخوان.. وعمر هاشم نصحني هتلف وترجع تاني يا أزهري» السيسي كلفّه بملف تجديد الخطاب الديني.. ورسخ نظريات لإحياء علوم الشريعة ناظر إسلام بحيري فأفحمه .. ودعا له بالفرج بعد حبسه.. ودخل «العقرب» لتقويم أفكار قيادات الإخوان عضو هيئة كبار العلماء: نابغة وأتوقع له الخير بالمستقبل.. صديق عمره: تتلمذ على يد قطب الإخوان «أحمد محرم» وكفّر «ابن تيمية» ومنتمي للصوفية.. وأتوقع اعتلاءه لمنبر الأزهر «ويكيبيديا الإخوان» وصفته ب «العلامة الفقيه المحدث».. وحذفت سيرته بعد ثورة 25 يناير وهاجمته في عيد الفطر بسبب «أنوار الوحي»
أسامة الأزهرى.. الداعية العصري الذي يجمع بين أصالة الماضي وعصرية الحاضر، وذاع صيته بقوة خلال السنوات الخمس الماضية، فبدا وكأنه علامة زمانه الحد الذي دفع أساتذته بداية من الدكتور أحمد محرم، وصولًا للدكتور على جمعة، والذي قدمه للأوساط العليا كأحد أنجب ما فاضت به باحات الجامع الأزهر. وسرعان ما لفت أعين الجميع بدعوته الوسطية ومناداته بتجديد الخطاب الديني ليكون موائمًا للعصر الحالي، استعان به الرئيس عبدالفتاح السيسي، كمستشار ديني له، عقب وصوله إلى السلطة في عام 2014، وهو العالم الذي لم يتجاوز الأربعين من عمره بعد. وبدا الأزهري على أنه الخطيب المفضل للرئيس في أي مسجد يذهب إليه، فخطب في حضور شيخ الأزهر ووزير الأوقاف ومفتي الجمهورية، والدكتور على جمعة، وغيرهم من كبار علماء الأزهر وهو ما عكس تقديرًا كبيرًا للشاب الصعيدي، ولا عجب فقد قدمه الدكتور على جمعة ليلقى خطبة الجمعة بجامع السلطان حسن بالقاهرة، نائبًا عنه لمدة 4 سنوات، منذ عام 2005 وحتى أوائل عام 2009. الأزهري ورحلة العلم ولد أسامة السيد محمود سعد، والذي لقب ب" الأزهري" نسبة إلى الأزهر في الإسكندرية عام 1976، إلا أنه نشأ في سوهاج، وحصل على ليسانس أصول الدين قسم الحديث عام 1999 ثم عمل معيدًا بقسم الحديث بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بأسيوط سنة 2000، ثم مدرسًا مساعدًا بنفس الكلية سنة 2005، وحصل في ذات العام على درجة الماجستير، والدكتوراه عام 2011، كما عمل مدرسًا مساعدًا بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالزقازيق، وخطيبا لمسجد السلطان حسن بالقاهرة، وحاضر في رواق الأتراك بالأزهر. يتمتع الأزهري بقوة الذاكرة والفطنة حيث أُهل بهما ليسبح من أبرز علماء الأزهر وأحد أصغر أعلامه، وبات يظهر في أوقات الحاجة كما حدث في أزمة الباحث إسلام بحيري، ويختفي في أحيان أخرى إذا لم يكن سيضيف إليه الظهور شيئًا جديدًا، كما عقد عددًا من المحاضرات للدفاع عن صحيح البخاري الذي تناوله البحيري بالنقد. نظرية علمية دعا الأزهري، إلى إعادة التعامل مع العلوم الشرعية من خلال نظرة كلية أرسى دعائمها علماء الأمة الأجلاء مثل أبو حامد الغزالي في المستصفى، ابن خلدون في المقدمة، والعلامة سعد الدين التفتازاني والتي تضع العلوم في دوائر مختلفة ومتقاطعة مثل علوم النص وعلوم الواقع والعلوم الرابطة لا بد وأن تحكم مناهج التعليم وتؤثر في أساليب التدريس وفي إعداد وتكوين طلبة العلم الشرعي لإحداث اتساقا فكريا بين طلاب العلوم المختلفة وانسيابية علمية ترجع بالنفع والفائدة على العلوم والمتعلمين والبيئة العلمية ومن ثم على الأمة الإسلامية والحضارة الإنسانية جميعها. هيرمينوطيقا إسلامية نادى العالم الشاب بإنشاء ما قد يسمى ب"هيرمينوطيقا إسلامية" لفهم النصوص، تكون نابعة ومستمدة من مناهج الفهم العريقة التي أسستها الأمة عبر تاريخها العلمي الطويل، وقد قام بشرح تلك الدعوة وذلك المفهوم في كتابه المدخل إلى أصول التفسير، حيث دعا من خلال مؤلفاته وخطبه إلى إحياء سنة عرض الإنتاج العلمي على المختصين والخبراء في كل علم أو مجال حتى تعود سنة التلقي بالقبول إلى مكانتها كمعيار لصناعة العلم عند الأمة المحمدية والتي على أساسها أخرج الإمام البخاري صحيحه، حيث قام بعرضه على عدد من طبقة مشايخه مما مهد لأن تتلقى المدارس الحديثية في المشرق والمغرب صحيح البخاري بالقبول. ودعا الأزهري، لإعادة دراسة علوم الحديث عن طريق إنشاء التصور الكلي للعلم، وذلك من خلال دراسة القواعد، ثم الممارسة والتطبيق، ثم التوسع في دراسة كتب الرجال والجرح والتعديل، ثم التوسع في مطالعة كتب سير المحدثين والحفاظ والنقاد، ثم الإلمام بالبحوث الحديثية المعاصرة. إحياء الإسناد كرس العالم الأزهري، جهده وكتاباته لإحياء فكرة الإسناد من حيث تصحيح نقل المصادر وتوريث مناهج الفهم وتلقي الخبرات والمهارات والمفاتيح العلمية وتوريث الأخلاق والأداب الشريفة، فهو دراسة الوظائف الكاملة له من رواية ودراية وتزكية بالإضافة إلى وجوب فتح صفحات حياة كل فرد من الأعلام الذين ترد أسمائهم في سلاسل الأسانيد حتى يَرى أدوارهم العلمية التي قاموا من خلالها بواجب زمانهم. نظرية الاستيعاب القرآني طالب الأزهري، بوجوب التفات المسلمين إلى نوعي الهداية الذين يقدمهما القرآن الكريم والذي يختص أحدهما بالمؤمنين به ويشمل الأحكام والتكاليف الشرعية والأوامر والنواهي وأن تلك هي الهداية الخاصة.، والنوع الآخر هو الهداية العامة التي يخاطب القرآن بها الناس أجمعين والإنسانية كلها ويرشدهم إلى الأصول العليا التي تتفاعل من خلالها الثقافات وتتعارف من خلالها الحضارات ليكون هذا الطرح القرآني بديلا عن فلسفة صدام الحضارات التي نادى بها الكثير من المنظرين المعاصرين مثل "صامويل هنتنجتون وفرانسيس فوكوياما" وليعلم الناس أن هناك ملجأ أمنا للبشرية وخطابا قرآنيا يحمل لكل إنسان حظا من الهداية خاصًا به فيما يعرف بنظرية الاستيعاب القرآني للحضارات والثقافات المختلفة. طالب بضرورة سنّ تشريعات تحمي الفتوى من غير المؤهلين لها، وحلل مراحل التطرف في أربع مراحل، تبدأ بمرحلة التدين ثم التطرف ثم التكفير، إلى أن يتحول إلى آخر مرحلة ويصبح المتطرف قاتلاً. كما طالب بالأخذ بالثوابت، لكن من دون رفض معايشة الواقع وإدراك سمات العصر، بدلاً من الانغلاق على النفس والتجمد الفكري والوقوف خلف عجلة الزمن. واحتسب له الجميع موقفه من الباحث إسلام بحيري بعد مناظرته التي أحدثت ضجة كبيرة وكشفت إفلاسه الفكري، وقال له بعد أن تم الحكم عليه بالحبس لمدة عام لازدراء الأديان: "أحترم أحكام القضاء تمامًا، ولا أعلق عليها من جهة، لكني من جهة أخرى أدعو للأستاذ إسلام بحيري أن يفرج الله كربه". مراجعات الإخوان في السجون وقد ترددت أنباء خلال الفترة الماضية عن دوره في ملف مراجعات أفكار الإخوان في السجون، إلا أنه خرج ليكشف الحقيقة، قائلاً: "محاضراتي داخل السجون دورية ومتكررة وليست الأولى، وتأتي في إطار التعاون الدائم بين وزارة الداخلية والمؤسسات الدينية بهدف حث السجناء الذين ينتمون للتيار الإسلامي وغيرهم، على الانضباط والإصلاح والتهذيب وإسداء النصح، سواء داخل السجن أو عندما يخرجون للمشاركة في بناء الوطن الغالي بإيجابية تجاه المجتمع، وهو تقليد معمول به في كل بلاد العالم، وليس مصر فقط". وأشار الأزهري إلى أن لقائه بعدد من المساجين الذين ينتمون للتيار الإسلامي، داخل سجن "العقرب" شديد الحراسة، جاء بمناسبة دخول شهر رمضان المعظم لإعادة تأهيل النفس وجدانيًا ومعرفيًا وأخلاقيًا، ومناقشة الحجة بالحجة. تجديد الخطاب الديني أكد الأزهري أن هناك 5 معوقات تواجه تجديد الخطاب الديني، قائلًا:" هذه المعوقات تتمثل في صعوبة الإلمام بتضاريس الواقع شديد التعقيد فلسفيا ومعرفيا واقتصاديا، وهشاشة التكوين الفكري في خريجي المدارس الأصيلة القديمة، وشيوع العشوائية والخطاب الديني الفوضوي، والتخلف الحضاري، إضافة إلى ضبط القيم الإنسانية في الخطاب الديني". ورأى أن تنظيم "داعش" كالخوارج ترفع راية التكفير وتحمل السلاح في وجه المواطنين وهو نفس منهج تنظيم القاعدة السابق، حيث يلجأ لاصطياد العقول الضعيفة، ويحولها لأداة تخريبية. وعن الإخوان، قال: "أساتذة حسن البنا أجمعوا على خطئه فيما يخص أطروحة الإخوان، وهو ما اعترف به حسن البنا ذاته، مؤكدًا أن تلاميذه سجلوا له شهادة بأنه لو عاد به الزمان لعاد بالإخوان للمنطق الدعوي. إمامة وإشادة وبعد أن أمّ الأزهري علماء الأمة في عيد الفطر يوليو 2015، بحضور الرئيس السيسي والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أبدى العديد من العلماء والساسة إعجابهم بالعالم الشاب. وقال الدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، معلقًا على إمامة الشاب الصغير لأئمة الإسلام في مصر، قائلاً: "قيام الدكتور أسامة الأزهري بإمامة المصلين وإلقاء خطبة صلاة عيد الفطر في حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفي ظل وجود جمع من العلماء الأكابر، أمر طبيعي ولا يحمل غضاضة لأحد من العلماء، حيث شَهد للأزهري بالكفاءة". ويكيبيديا الإخوان وهجوم الجماعة وقدمت موسوعة الإخوان التاريخية الدكتور أسامة الأزهري، باعتباره ضمن أعلام الحركة الإسلامية، حيث إن هذه الموسوعة مخصصة من قبل الجماعة لعلماء الإخوان فقط، فيما قامت بحذف سيرته الذاتية في أكتوبر 2011، لأسباب غير معلومة. وتعرض لهجوم من الجماعة بعد خطبته لعيد الفطر أمام السيسي، كما دأبت على انتقاد العلماء حول النظام القائم وخاصةَ مع توليه منصب المستشار الديني للرئيس، فنسبت إليه قوله "مصر تتقدم بنور الوحي الذي يتنزل على المخلصين من أبنائها". ورد الأزهري، عبر صفحته الرسمية، قائلًا: "هل يمكن أن يقول عاقل بنزول الوحي بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفصل بيننا تسجيل خطبة العيد والذي نشرته أنا شخصيًا على صفحتي الشخصية، وكررت في الخطبة كلمة الوحي 17 مرة، والإخوان اختطفوا واحدة منها وألصقوا بها كلمة من عندهم". وأضاف: "أنوار الوحى أي الفهم الصحيح للقرآن سوف تسري للبشرية على يد المخلصين من أبناء مصر الذين هم العلماء الأمناء على الدين". اعتراف الشيخ وقال الأزهري، في تصريح بتاريخ 14 يونيو 2013 - قبل 30يونيو بأسبوعين- وخلال مشاركته في اعتصام العاملين بوزارة الثقافة ضد الوزير المنتمي للنظام حينها: "كنت عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين وانشققت عنهم لأنني تأكدت إنهم ليسوا وطنين ولا تهمهم سوى مصلحتهم، وكان هدفي حين انضممت للجماعة كشف مخططاتهم وحصلت على وثائق ومستندات كثيرة تؤكد زيفهم وإدعاءاتهم، وعلى استعداد أن أحمل "جسدي" على يدي وأنا أهاجمهم". وتابع وقتها: "عندما انضممت لجماعة الإخوان المسلمين، نصحني الشيخ أحمد عمر هاشم ألا أقدم على تلك الخطوة وقال لي "هتلف تلف وترجع تانى يا أزهرى" وهو ما حدث، وحينما انشققت عن الجماعة رجعت للشيخ عمر هاشم مبديًا امتعاضي من أشياء كثيرة تأكدت من خلالها أنهم لاينتمون إلى مصر، واكتشفت أن الإخوان كبيرهم ممول وصغيرهم مضلل وأنهم جماعة مدمرة يضحكون على الشباب السذج لتضليلهم ، فقال لي الشيخ عمر هاشم، "أنا أعرف ذلك تماما ولم تأت بجديد عن الإخوان". عضو هيئة كبار العلماء وصديق العمر وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه المقارن وعضو مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في تصريح خاص ل"المصريون"،:" الدكتور أسامة الأزهري من أبناء الأزهر النجباء وأتوقع له كل خير في المستقبل". وعن علاقة الأزهري، بجماعة الإخوان، قال عثمان: "أنا أعرفه شخصيًا ولا أظن أنه كان ضمن علماء جماعة الإخوان كما أن ما يتردد عن تأهيله لتولي مشيخة الأزهر أمر غير صحيح إذا أنه يفتقد لشروط ترشيح العلماء لهذا المنصب والتي من أهمها أن يكون عضوًا بهيئة كبار العلماء وأن ترشحه لهذا المنصب والدكتور أسامة الأزهري ليس عضوًا بالهيئة". من جهته، قال الدكتور عادل محمود المراغي، من علماء الأزهر وإمام مسجد النور بالعباسية السابق: "الدكتور أسامة الأزهري كان صديق عمري ولم أر في العلم من هو أفضل منه فهو بحر لاساحل له وضرب بسهمه في كل العلوم وشاعر كبير ونحوي بليغ ومفسر جليل، وكان يلقب بالشعراوي الصغير، إذا أنه تأثر بالإمام الشعراوي وقراء تفسيره وتفاسير أخرى فهو علامة العصر وفريد الدهر". وأضاف المراغي ل"المصريون": "الدكتور الأزهري كان زميلي في الدراسة ومكثنا سويًا 4سنوات بالمرحلة الثانوية ولديه ذكاء فطري وسرعة حفظ، وأتوقع أن يتولى منصب شيخ الأزهر بعد الدكتور أحمد الطيب ويتم الآن صناعته لهذا المنصب بنسبة 100%". وتابع: "الأزهري درس بكلية أصول الدين بجامعة أسيوط وتتلمذ على يد القطب الإخواني العالم الدكتور أحمد محرم، وتأثر به وكان يقول أسامة ابني وكان الشيخ الصغير يذهب ليقرأ على الدكتور محرم". وأردف: "ورغم ذلك لم يتأثر بالإخوان حيث إنه طيلة حياته صوفي ووالده من أقطاب الصوفية وكان الأزهري يناهض جماعة الإخوان وفكرهم وكّفر الإمام ابن تيمية وذهب للفكر الوسطي والإخوان ادعوا أنه تابع لهم عبر موسوعتهم "ويكيبيديا الإخوان" فيما لا يوجد بين عائلة الأزهري أي شخص إخواني وكلهم صوفية".