ربط البعض بين ظاهرة ظهور الحيتان والقروش وبين تفريعة قناة السويس، في ظل تحطم السلسلة الملاحية للبحيرات التي تمنع مثل هذه الكائنات من التنقل من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر ؛ كنتيجة للتفريعة الجديدة للقناة، وسط تخبط وتضارب في الأقوال، فوزارة البيئة تعلن استحالة ربط هذه الظاهرة بالقناة، بينما يرى كثيرون وفقًا لدراسات عدة أن سبب ظهور ومهاجمة هذه الكائنات بسبب قناة السويس. في البداية انتشرت المعلومات التي تفيد بغزو قناديل البحر اللاسعة شواطئ دول شرق البحر الأبيض المتوسط، عقب توسيع قناة السويس، وحفر القناة الجديدة، ومن ثم حدث هجوم أثناء حفر قناة السويس على شواطئ جمصة الصيف الماضي من قناديل البحر، في ظل وجود الهيامات النباتية وتواجدها على شواطئ جمصة. وعقب ذلك انتشرت الأقاويل التي تفيد بتدمير الحاجز الطبيعي من البحيرات المرة نتيجة التوسع في التفريعة الجديدة لقناة السويس والتي كان لها دور فعال في منع الحيوانات البحرية من المرور من البحر المتوسط للأحمر والتنقل عبر الشواطئ والبحار . جدير بالذكر أن عملية حفر تفريعة جديدة لقناة السويس من الكيلو متر 61 إلى الكيلو متر 95 بطول 35 كم، بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كم ليصبح الطول الإجمالي للمشروع 72 كم من الكيلو متر 50 إلى الكيلو متر 122. قال محمود النقيب، المعهد القومي لعلوم البحار ، أن ظهور ثلاثة حيتان حالة فردية لأن أسماك القرش موجودة في المياه الإقليمية في منطقة البحر الأحمر ، منوهًا إلى أن ما حدث من مهاجمة هذه الكائنات يرجع لأسباب عدة أهمها أن هذه الكائنات قد يكون تم استفزازها لعدم وجود طعام أو تلوث المياه أو الصيد الجائر . وأشار النقيب، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أن هناك دراسات عدة أثبتت تأثير التفريعة الجديدة لقناة السويس على ظهور هذه الكائنات؛ نتيجة تحطم السلسلة المائية من البحيرات المرة شديدة الملوحة التي تمنع هذه الحيوانات من الاقتراب إلا أن معظم هذه الدراسات إسرائيلية، مؤكدًا ملاحظة تغيرات عدة في طبيعة الكائنات القاعية، وهو ما يشير إلى واقعية فكرة تأثير قناة السويس. فيما نفى مجدي علام، مستشار وزير البيئة، علاقة تفريعة قناة السويس بظهور الحيتان وأسماك القرش، مشيرًا إلى أن البحر المتوسط والأحمر نظامان مختلفان تمامًا، وظهور هذه الكائنات على السطح يعني أنها ضلت الطريق باحثة عن الطعام؛ بسبب ظاهرة تغير المناخ التي تنذر بمهاجمة العديد من الكائنات فيما بعد؛ وهي ظاهرة خطيرة تهدد السواحل. وأشار علام، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أن هذه الظاهرة تسبب زيادة في ظهور كائنات وانقراض البعض الآخر ، مؤكدًا أن احتمال ارتباط الأمر بقناة السويس بعيد لأن هذه الحيتان مدرجة ضمن الكائنات الموجودة في البحر المتوسط، وبالتالي لا يمكن اعتبار الأمر مرتبط بالقناة. وأضاف علام، أن علاقة الأمر بقناة السويس يظهر في انتقال الكائنات الموجودة بالبحر الأحمر إلى المتوسط، مؤكدًا ظهور ثلاثة حيتان في مارينا ومطروح وفي محمية وادي الجمال، مشيرًا إلى ضرورة التصدي لهذه الظاهرة.