"سُنساعد إثيوبيا في الحفاظ على مائها".. بتلك العبارة اختتم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته لإثيوبيا، التي جاءت ضمن جولة إفريقية وتُعد الأولى منذ "عشرات السنين" شملت دول حوض النيل، وهي أوغنداوكينيا ورواندا، بجانب إثيوبيا. وعلى الرغم من نفي سياسيين مصريين وجود نوايا سيئة في جولة نتنياهو الإفريقية، إلا أن تلك النوايا ظهرت واضحة للجميع عندما أعلن أن إسرائيل ستساعد إثيوبيا في الاستفادة من وجود سد عملاق كسد النهضة. وبالأرقام، تتحكم إسرائيل فعليًا في خريطة إفريقيا المائية، فهي تُدير سد النهضة من حيث الشركة المسئولة عن توليد الكهرباء في السد، وهي شركة أكثر من ثلثي أسهمها مملوكة لرجال إيطاليون من أصل يهودي. أيضًا؛ أقنع نتنياهو كينيا وهي إحدى دول حوض النيل بأن إسرائيل ستساعدها على بناء جدار عملاق بطول 700 كلم تقريبًا يفصلها عن الصومال ويكون سببًا في منع تدفق المسلحين خصوصًا حركة "شباب المجاهدين" الصومالية. وفي أوغندا، التقى نتنياهو أيضًا برئيسي جنوب السودان وتنزانيا. وفي تصريحات سابقة إلى "المصريون"، قلل سياسيون بارزون من احتمالية أن يكون هدف نتنياهو هو السيطرة على الخريطة المائية في إفريقيا أو الضغط على مصر، مؤكدين أن مصر تربطها علاقات قوية بإسرائيل حاليًا لليونة الجانب المصري، بحسب وصفهم. واستبعد مساعد وزير الخارجية الأسبق، ناجي الغطريفي، النوايا السيئة عند النظر لما يقوم به نتنياهو داخل إفريقيا، لافتًا إلى أن القاهرة وتل أبيب تربطهما علاقة قوية حاليًا. وأكد الغطريفي أن مصر لايوجد لديها تشكك في الموقف الإسرائيلي، معتبرًا أن توغل إسرائيل في إفريقيا هو نتيجة حتمية لإهمال مصر لها طوال السنوات الماضية، مضيفًا: "نحن من أتحنا الفرصة لإسرائيل لكي تتوغل في إفريقيا". من جانبه، قال حسن هريدي مساعد وزير الخارجية السابق، إنه لا يصح الربط مطلقًا بين زيارة نتنياهو لإثيوبيا وسد النهضة، معتبرًا أنه من السابق لأوانه الحديث عن نوايا إسرائيل "غير شريفة".
أما خبراء الموارد المائية والري، فلم يستبعدوا مطلقًا النوايا السيئة لدى نتنياهو في زيارته الإفريقية. فأكد الخبير المائي ضياء القوصي، أن إسرائيل لديها مخطط داخل إفريقيا تسيطر من خلاله على الخريطة المائية للقارة بأكملها في مقابل استثمارات تضخها في عدد من الدول. وأوضح القوصي ل "المصريون"، أن "إسرائيل ترسم لتحصل على المياه بطريقة أو بأخرى ولديها مخططات منذ القرن الماضي هدفها هو أن تتحكم في المياه والكهرباء"، لافتًا إلى أن "هذا المخطط مدعوم من أمريكا والصين". فيما حذر خبير المياه بالأمم المتحدة أحمد الشناوي من أن تغييب مصر عن المشهد بهذا الشكل يُفاقم الكارثة الموجودة بالفعل، مطالبًا بمصر بمتابعة التحرك الإسرائيلي في إفريقيا ورصده ومواجهته.