" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " القاعدة أن هذا الدين يسر لا عسر فيه وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها ولا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها . والله سبحانه لا يرضى لعبده أن يعبده وهو يتألم فلقد مر النبى صلى الله عليه وسلم برجل قائم فى حر الشمس فسأل فقالوا نذر أن يصوم لله قائماً فى حر الشمس ، فقال صلى الله عليه وسلم : " مروه فليقعد وليستظل وليتم صومه " واليسر قاعدة فى الصيام فمن كان مريضاً أوعلى سفر فعدة من أيام أخر ، ولقد ذكر القرآن العسر مرة واحدة إذ جاء بالتعريف وذكر اليسر مرتين إذ جاء بالتنكير " إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا " لذلك قال صلى الله عليه وسلم : " لن يغلب عسر يسرين " والذين يعرضون الإسلام على الناس مشقة وعسرا إنما المشقة فى صدورهم والعسر فى نفوسهم والضيق فى أفهامهم " ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا " لقد صلى معاذ بن جبل رضى الله عنه بالناس العشاء فقرأ سورة البقرة فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : " أفتان أنت يا معاذ إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فان فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة " وكان صلى الله عليه وسلم إذا خُير بين أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه . وفارق كبير بين التيسير والفوضى فإن التيسير أخذ التكاليف بما فى وسع الإنسان واستطاعته أما الفوضى فهى ترك الأوامر وفعل النواهى دون احترام لأدب شرعى أو أصل مرعى ، ان كل التكاليف يسر لا عسر فيها والله يقول فى الأوامر " فأتقوا الله ما أستطعتم " ولو أن مسلما به مرض مزمن لا يقدر على الصيام فإن عليه كفارة إطعام كل يوم مسكيناً . والصلاة : صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب فإن لم تستطع فأومئ " لا ريب أن العبادة ثقيلة على النفس المريضة يسيرة على النفس السوية الزكية " وأستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " "اللهم يسر لنا طاعتك وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "