طعم رمضان وليالى رمضان مختلف من بلد لآخر.. وفى هذه الزاوية نستنشق نسائم رمضان بالعربي.. ففى مصر تتزيَّن الشوارع والحارات بالأعلام والبيارق الورقية منذ الأسبوع الأخير من شهر شعبان، بحيث تشهد الأحياء والأزقة فى مصر ظاهرة جميلة بربط الحبال بين البيوت المتقابلة، تعلّق عليها الرايات والفوانيس. وقصة استعمال الفوانيس بكثرة فى رمضان هى قصة طويلة تعاد فصولها فى كل رمضان ضرورة، فقد كان المصريون فى القديم يستعملون الفوانيس (الشمعية) التى تستعمل الشمع كأداة للإضاءة. والأطفال فى الشهر الفضيل حكاية ظريفة وجميلة، فهؤلاء يخرجون ليلة رؤية هلال رمضان إلى الطرقات سواء مع أقرانهم من الأطفال، أو إلى جانب أفراد عائلتهم، مرتدين أحلى ما عندهم من ثياب، وحاملين الأعلام والفوانيس الرمضانية، يغنون الأناشيد والأهازيج الخاصة بهذا الشهر الكريم فى فرحة جماعية عارمة. أما فى السودان مثل كثير من الدول الإسلامية، يترقّب الناس فى السودان قدوم هذا الشهر الفضيل بفيض من الشوق والاستعداد، ويدخرون له ما طاب من المحاصيل الزراعية والبقوليات والتمر منذ وقت مبكر، وقبيل حلول الشهر الكريم يقوم السودانيون بشراء التوابل وقمر الدين ويقومون بإعداد مكونات شراب شهير يسمى (الحلومر) وهو يصنع من عدة مواد أهمها الذرة والتوابل وغيرها، وتحتوى المائدة السودانية على بعض الأكلات المقلية والحلويات و(العصيدة) والسلطات، وأنواع عديدة من المشروبات المحلية والعصائر المعروفة، فضلاً عن (سلطة الروب) والشوربة وغيرها من مكونات المائدة الرمضانية العامرة. شيء مهم ولافت للنظر فى العادات السودانية فى رمضان، وهو إفطار الناس فى المساجد وفى الساحات التى تتوسط الأحياء، وعلى الطرقات تحسباً لوجود مارة ربما يكونون بعيدين عن منازلهم أو وجود عزّاب فى الأحياء قد لا يتوفر لديهم الوقت لصنع الطعام بالطريقة التى يريدونها، فقبل الغروب بدقائق تجد الناس يتحلَّقون فى جماعات خلال لحظات الإفطار لاصطياد المارة ودعوتهم لتناول الإفطار معهم. وبعد الفراغ من الإفطار يتناولون القهوة ثم يقضون بعض الوقت قبل الذهاب إلى صلاة التراويح.