"الشهد المملح"، لقب يطلقه المواطنون بالدقهلية على فسيخ مدينة نبروه التى تشهد خلال عيد الفطر زحاما شديدا لقدوم المواطنين لشراء الفسيخ لتناوله بالعيد بعد انقطاعهم عنه طيلة شهر رمضان لاحتياجه كميات كبيرة من المياه. محمد شاهين صاحب أحد محلات الفسيخ قال إن عيد الفطر هو موسم شراء بالنسبة لنا لأن الفسيخ أول يوم العيد هو عادة مصرية وبالرغم من ارتفاع أسعاره إلا أنه أساسى على المائدة حيث يصل سعره إلى 80 جنيهاً والرنجة نحو 25-30 جنيهاً والملوحة ب 60 جنيهاً. أهالى المدينة يعمل قطاع كبير منهم فى تلك المهنة، يقول "محمد راشد" صاحب أحد محلات بيع فسيخ بالمدينة إنهم توارثوا تلك المهنة أبا عن جد فكبر وجد نفسه يعمل بمحل والده لبيع لفسيخ والأسماك المملحة. وأشار إلى أن الفسيخ عبارة عن سمك بورى ويتم تمليحه بخطوات معينة تبدأ بتنظيفه ثم وضعه فى أفران منخفضة الحرارة، ويضاف إليه الملح ويخزن جيدًا فى البراميل المخصصة له لمدة لا تقل عن 10 أيام، بعد تفريغها من الهواء للحفاظ عليه ثم بيعه للجمهور عقب ذلك. وأضاف أن النطافة والاهتمام بنوعية الملح المستخدم أهم ما يميز تلك الصناعة خاصةأن الفسيخ من الأطعمة التى من الممكن أن تسبب حالات تسمم إذا تم صنعها بطريقة خاطئة لذا لقبت المدينة بقلعة الفسيخ لتمكن أهلها من صنعه بطريقة أمنة وصحيحة، مشيرًا إلى أن المحلات تشهد رقابة دورية ومستمرة من قبل مديريات الصحة للتأكد من سلامة وجودة الأسماك المقدمة للجمهور. وقال أحمد السيد صاحب محل آخر إن محلات بيع الفسيخ تظل مغلقة طيلة شهر رمضان وتستعد للعودة للعمل مجددًا بنهاية الشهر مع حلول العيد حيث تشهد إقبالاً كثيفًا من قبل المواطنين لكسر الرتابة والملل خاصة بعد تناول كميات كبيرة من اللحوم طيلة الشهر. منال عبد الله ربة منزل من مدينة المنصورة قالت إنها اعتادت هى وأسرتها تناول الفسيخ أول أيام عيد الفطر بعد الانقطاع عنه طيلة شهر رمضان وتقوم بإحضاره من مدينة نبروه الشهيرة بصناعته وتناوله. وأضافت أن العائلات تصبح مشتاقة لتناول الفسيخ والرنجة بعد الانقطاع عنه طيلة رمضان لأنه يسبب العطش فأصبح تناول الفسيخ وشرائه بالعيد عادة اعتاد عليها المصريون. الأمر لا يقتصر على سكان محافظة الدقهلية فقط فالمدينة تشهد توافد مواطنين من محافظات أخرى بعد أن استطاعت أن تحصد اللقب بجدارة وتفوز بالريادة فى صناعة هذا النوع من الأسماك المملحة حيث يوجد بها 40 مصنعا وآلاف العمال وتقع على بعد 7 كيلو مترات من مدينة المنصورة، وعلى الشاطئ الغربى لفرع دم .