احتفلت مصر أمس، الخميس، بالذكرى الثالثة لأحداث 30 يونيو، التي انتقلت بالوضع السياسي في مصر من نظام يرأسه الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي تم الإطاحة به بعد تظاهرات ضده، إلى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. المتابعون للأحداث شعروا أمس بالاختلاف بين تلك الذكرى وما سبقها من ذكرى للثورة في السنوات الماضية؛ لغياب الفعاليات الثورية واختفائها، مع الاكتفاء بالإدلاء بالتصريحات المؤيدة أو المناهضة للثورة من قبل القوى الثورية المختلفة. ورصدت "المصريون" أبرز ملامح وفعاليات ذلك اليوم.. كلمة للرئيس أكد السيسي أن 30 يونيو دليل إصرار الشعب على تحقيق أهدافه، مشيرًا إلى أن تلك الثورة صوب بها الشعب مساره ليثبت أن إرادته لا يمكن كسرها. وأوضح "السيسي"، أن الثورة أثبتت أن لا أحد يستطيع فرض الأمر الواقع على المصريين، وأن من يتخيل نجاحه في ذلك واهم. وقال حرصت منذ تولي المسئولية على الاطلاع على التحديات التي تواجه تطوير كل قطاع من قطاعات الدولة؛ بهدف الارتقاء بما يتم تقديمه للمواطنين من خدمات. وتابع: "لا يخفى عليكم أن حجم التحدي كبير، وأن علينا بذل جهود مضاعفة من أجل تعويض ما ضاع من وقت خلال السنوات الماضية، ولاسيما في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن، موجهًا التحية للشعب والقوات المسلحة. القوى الثورية بين مؤيد ومعارض رغم عدم نزول أي من القوى الثورية لإحياء ذكرى الثورة إلا أنهم أدلوا بتصريحات تعبر عن موقفهم من الثورة سواء كانت تلك التصريحات تؤيد أو تعارض الثورة، أو تعبر عن تغير موقف تلك القوى من الثورة من التأييد إلى المعارضة أو العكس. التيار الشعبي أعلن تمسكه بدوره في مواجهة احتكار الوطنية واستعادة السياسات القديمة،التي عادت بالبلاد لما قبل 25 يناير، وانقضت على ما حققته من مكتسبات خاصة في مجال الحقوق والحريات، ونكصت عن الاستجابة لأهداف الثورتين في العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني. وأضاف التيار في بيان له، كل ما سبق يستدعي ضرورة إجراء مراجعات من كل الأطراف، بالإضافة إلى الاعتراف بأخطاء من جانبنا وغيرنا تزامنت مع أخطاء من الأنظمة التي حكمت فوصلت بنا إلى ما نحن فيه الآن. وفي ذات السياق تساءلت حركة شباب 6 إبريل "في ذكرى 30 يونيو": "ألم يئن أوان المراجعة والنقد الذاتي والاعتراف بالخطأ؟ ألم يئن أوان المكاشفة والمحاسبة؟ السؤال موجه للجميع ولا نستثني أنفسنا". أما الناشط الثوري والباحث السياسي تامر وجيه، فعبر عن ندمه على المشاركة في 30 يونيو، قائلًا "أخطأ بعض الثوريين وأنا منهم حين تصور أن 30 يونيو يمكنها أن تمثل تحديًا ثوريًا لسلطة الإخوان المسلمين الهشة". وأضاف "وجيه"، في منشور له على "الفيس بوك"، الغضب الشعبي الذي كان واحدًا من روافد مظاهرات 30 يونيو كان تحت الهيمنة شبه الكاملة للثورة المضادة، ليس لأن كل جماهير 30 يونيو كانوا ينتمون إلى طبقات مضادة للثورة، ولكن لأن من كان منهم لا ينتمي إلى الثورة المضادة لم يكن لديه مانع من هيمنة مشروع الثورة المضادة، بل كان يعتبر من يرى في هذه الهيمنة خطرًا كبيرًا مزعجًا ومعطلًا. وتابع: هذا من نتائج نجاح إستراتيجية زرع الرعب في النفوس التي اتبعتها أجهزة المخابرات وعصابات الدولة وعلى خلفية الفراغ السياسي على اليسار. وفي سياق مختلف،قال النائب محمد بدراوي، إن ذكرى الثورة تأتي هذا العام، وقد أتم المصريون خارطة الطريق التي أقروها عندما ثاروا على الفاشية الدينية، حيث انتخب الشعب المؤسسات الدستورية والتشريعية والتنفيذية لاستكمال بناء الدولة لتحقيق استقرار لشعب انتفض على الظلم والتطرف. وأضاف في بيان له، أن المصريين أجهضوا مشروعًا لتأسيس دولة طائفية في مصر مبدأها السمع والطاعة وولاؤها للمرشد. «الخارجية» تحتفل بذكرى الثورة نشر المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، صورتين لاحتفالات وزارة الخارجية بذكرى الثورة. وأكد "أبو زيد"، في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، أهمية الدور الذي لعبته الخارجية خلال الفترة الماضية لتوضيح حقيقة الثورة أمام العالم الخارجي. ميدان التحرير بدون ثوار رغم وجود الأضواء والطائرات في ميدان التحرير، المعروف باحتوائه للثوار واعتباره رمزًا للثورة على مر العصور، إلا أنه لم يوجد به أي ثوار أو محتفلون بذكرى الثورة. واقتصرت أجواء الاحتفال على مبنى مجمع التحرير لتظهر كلمة كبيرة مكتوبة بالأضواء "تحيا مصر"، إلا أن رجال الشرطة منعوا المواطنين من تصوير ذلك المشهد. الإخوان يلتزمون الصمت اختفت أي فعاليات لجماعة الإخوان في ذكرى الثورة، حيث لم تدعُ إلى النزول أو التظاهر مثلما اعتادت أن تفعل في السنوات الماضية. وعلقت جماعة الإخوان في منشور لها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" على ذكرى الثورة، قائلةً "لا ثورة إلا يناير، ولا حل إلا بمراجعة الجميع مواقفه". ومن جانبه قال محمد منتصر المتحدث الإعلامي، إن يناير هي الثورة الحقيقية، والانقلاب عليها ومكتسباتها، في 30 يونيو جريمة أضاعت الوطن وسلبته حريته،حسب قوله، مشيرًا إلى أنه لا حل إلا بمراجعة الجميع مواقفهم ومن ثم وحدتهم. محافظات مصر تحيي ذكرى الثورة أحيا عدد من محافظات مصر ذكرى الثورة بأساليب مختلفة، احتفلت محافظة القليوبية بذكرى الثورة بحضور عدد من الأحزاب، وعدد من القوى السياسية والشبابية،كما حمل أهالي المحافظة الأعلام المصرية والتقطوا الصور التذكارية مع قوات الشرطة. وفي محافظة المنيا أقامت مديرية التربية والتعليم، احتفالًا أمام ديوان عام المحافظة قدم خلاله طلاب المدارس، عددًا من الأغاني الوطنية، والفقرات الرياضية، والاستعراضات الغنائية، كما تم إطلاق الألعاب النارية. وفي الأقصر تم تنظيم عدة فعاليات وعروض كرنفالية بدأت بعروض البالون الطائر، وعروض مائية للمراكب الشراعية، بالإضافة إلى انطلاق المناطيد الطائرة محلقة في سماء المحافظة حاملة أعلام مصر.