غابت الاحتفالات الشعبية في الذكرى الثالثة لأحداث 3يونيو التي مهدت للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، على الرغم من الدعوات التي أطلقتها رئاسة الجمهورية والحكومة والقوات المسلحة وعدد من مؤسسات وأجهزة الدولة، للنزول للميادين، والاستعدادات للمناسبة بالموسيقى والألوان والزينة والأعلام. إلا أن معظم المحافظات شهدت هدوءًا تامًا، فلم تؤت الدعوات ثمارها ولم تلق استجابة واسعة كما هو متوقع، حيث لم يظهر إلا رجال الأمن بالشوارع؛ استعدادًا لتأمين احتفاليات ليلية لم تعلن عنها إلا دواوين المحافظات. ففي القاهرة والجيزة ومع الساعات الأولى من صباح 30 يونيو، حلقت طائرات هليكوبتر عسكرية في سماء العاصمة، كما قدمت القوات المسلحة عروضًا جوية لفريق الألعاب الجوية في سماء القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات، داعية الشعب للنزول والمشاركة في احتفالات الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو، والتي بدأت في الساعة الحادية عشرة صباحًا، واستمرت حتى الرابعة عصرًا، إلا أن هذه المحاولات لم تجد حفاوة وترحيبًا من غالبية الأفراد في كلا المحافظتين. وفي الإسكندرية، تحولت الميادين إلى ثكنات عسكرية وانتشرت دوريات متحركة وثابتة بجميع الميادين، فيما غابت القوى السياسية عن أي مظاهر للاحتفال. ولم يظهر إلا هتافات لطلاب الثانوية على منصة معدة للاحتفال بمحافظة الشرقية، حيث قاموا بالهتاف عليها ضد وزير التعليم؛ احتجاجًا على تسريبات الامتحانات، بينما قامت قوات الأمن باعتقال 15 عنصرًا من أعضاء جماعة الإخوان بالمنوفية قبيل الاحتفال. واقتصرت مظاهر الاحتفال في عدد من المحافظات على دعوات من المحافظين للمشاركة في أمسيات ليلية؛ فيما شهدت الإسكندرية اليوم الخميس، انتشارًا لعناصر قوات التدخل السريع والعمليات الخاصة والأمن المركزي في جميع أنحاء المحافظة؛ لحماية الممتلكات العامة والخاصة، وتأمين الطرق والمحاور الرئيسية، وضبط العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون. ودفعت قوات الأمن بوحدات لتأمين المنشآت العامة والأهداف الحيوية، وتنظيم دوريات ثابتة ومتحركة تجوب الميادين والشوارع الرئيسية, كما انتشرت العناصر الأمنية من خلال دوريات ثابتة ومتحركة في مناطق متفرقة، وتم غلق محيط المنطقة الشمالية العسكرية بسيدي جابر، ومحيط منطقة سجون برج العرب، وسجن الحضرة العمومي، ومحيط البنك المركزي، وشارع البنوك بالسلطان حسين ومحاكم الإسكندرية. وفي جنوبسيناء، شهدت مدينة الطور، هدوءًا تامًا في الاحتفال بثورة 30يونيو منذ صباح اليوم، ولم تشهد الشوارع أي مظاهر احتفال ومسيرات، وكذلك الميادين لم يظهر بها تجمعات للاحتفال. وأكد فوزى همام، رئيس مدينة طور سيناء، أنه تم تأمين كافة المنشآت الحكومية ومنطقة البنوك، وكذلك المنطقة حول كنيسة موسى الرسول وماري، والتشديد حولها من كل الجهات من قوات الشرطة والجيش، كما تم تأمين، وتدعيم الأكمنة ومنها كمين الوادي، وكمين الساحل، وزيادة عدد أفراد التأمين بها، وكذلك تأمين الدقات المؤدية داخل المدينة. وفي السياق ذاته، سادت حالة من الاستنفار الأمني المكثف في شوارع محافظة الإسماعيلية، وعلى طول المجرى الملاحي للقناة، وبدأت الاحتفالات مساءً حيث نظمت مديرية الأمن بمنطقة عز الدين مائدة إفطار أعقبتها احتفالية فنية أحياها الفنان شعبان عبد الرحيم، الذي قدم مجموعة من الأغاني الوطنية، بالإضافة إلى فرقة الموسيقى العربية لجنود المعسكر. وفي المنوفية اعتقلت قوات الأمن 15 من عناصر جماعة الإخوان؛ وذلك مع بداية الإعلان عن احتفالات 30 يونيو، حيث قامت قوات الأمن بحملة اعتقال بمدن تلا, وأشمون, والسادات, وبركة السبع, وتشهد المحافظة حالة من الاستنفار الأمني مع خلو الشوارع من أي مظاهر الاحتفال. وفي الشرقية وعلى غير العادة خلت المدن والشوارع من مظاهر الاحتفال، حيث لا توجد أعلام ولا سيارات تجوب الشوارع بالأغاني الوطنية أو تركيب لزينات على مجالس المدن؛ باستثناء الاحتفالات التي أعلنت عنها المحافظة مساء أمس أمام ديوان عام المحافظة، بينما أعلنت بعض الأحزاب والقوى السياسية، عدم مشاركتها في احتفالات هذا العام.