يرى الكاتب الصحفي جلال دويدار، أنه كان الأجدر أن تقوم الحكومة بإلغاء امتحانات كافة مواد الثانوية العامة، مؤكدًا أن إلغاء كل الامتحانات هذا العام ضمانا للعدالة والمساواة بين جميع الطلاب وحتي لا يوصم جيل ثانوية هذا العام بالغش والفساد. وقال "دويدار"، في مقاله بصحيفة "الاخبار"، إن الإقدام علي هذه الخطوة يعد شيئًا في غاية الصعوبة في ظل الظروف التي يعيشها الوطن وثقل الأعباء المالية والنفسية التي تحملها الآباء والأمهات لإعداد أولادهم لعبور محنة امتحان الثانوية، لكن ما حدث كان حتميًا حتي تدفعنا الصدمة إلي ايجاد حل لمواجهة عدم تكرار هذا الموقف المثير للإحباط والسخرية. وإلى نص المقال: بعد قرار المسئولين عن التعليم بإلغاء امتحان الديناميكا بالثانوية العامة نتيجة التأكد من عملية تسريبه تساءلت.. ولماذا «الديناميكا» بالذات وكل امتحانات هذه الشهادة تعرضت لنفس المشكلة منذ بدأت الامتحانات؟ إنه وفي ظل مأساة هذا العام التي لم يكن لها مثيل وجسدت التحدي بكل معانيه.. كان لابد من إلغاء كل الامتحانات هذا العام ضمانا للعدالة والمساواة بين جميع الطلاب وحتي لا يوصم جيل ثانوية هذا العام بالغش والفساد. بالطبع فإن الإقدام علي هذه الخطوة يعد شيئا في غاية الصعوبة في ظل الظروف التي يعيشها الوطن وثقل الأعباء المالية والنفسية التي تحملها الآباء والأمهات لإعداد أولادهم لعبور محنة امتحان الثانوية. ما حدث كان حتميا حتي تدفعنا الصدمة إلي ايجاد حل لمواجهة عدم تكرار هذا الموقف المثير للإحباط والسخرية. انه ولا جدال يعد سابقة فريدة من نوعها في تاريخ التعليم بهذا الوطن. أعلم وأقدر أن القيادة السياسية ممثلة في الرئيس السيسي الذي جاءت به ثورة 30 يونيو التصحيحية من أجل الانطلاق بهذا الوطن إلي آفاق التقدم.. مثقلة بأعباء غير مسبوقة يجب تخطيها. في نفس الوقت عليها أن تدرك أن لا أمل في تحقيق الأهداف الذي يسعي إليها دون أن تكون هناك ثورة في نظم التعليم السائدة. في كل الدول المتقدمة والتي تسير علي طريق التقدم ما استطاعت تحقيق أهدافها سوي بإرساء نظم تعليمية حديثة تقوم علي الاستيعاب وليس الحفظ الذي يشجع علي الغش والتسريب لإجتياز الامتحانات. أصبح واضحاً وجلياً أن عمليات تسريب الامتحانات ليست إلا نتيجة للانحطاط الأخلاقي الذي تملك وتمكن من المجتمع. إن تداعيات وطأة هذه الظاهرة زادت وللأسف بعد الانفلات الأمني والسلوكي الذي ولدته الفوضي التي صاحبت تسلط وسيطرة جماعة الإرهاب الإخواني علي ثورة 25 يناير. ما حدث يؤكد أن ما كانت تدعيه هذه الجماعة عن التزامها بقيم ومبادئ الدين الإسلامي لم يكن إلا خداعاً وتزويراً وبهتاناً.. لا هدف له سوي المتاجرة بالدين للوصول إلي الحكم وتدمير مقومات الدولة المصرية. إن أزمة امتحان الثانوية العامة هذا العام لا يمكن مواجهتها بإلغاء امتحان أو امتحانين أو اصدار تعليمات بالقبض علي المتهمين والمشتبه في قيامهم بتسريب هذه الامتحانات. إن ما نحتاج إليه هو ثورة حقيقية تستهدف نسف نظم التعليم المعمول بها من جذورها. لابد أن تكون هناك جدية في الأخذ بكل النظم التي تم تطبيقها في العديد من الدول بنجاح كبير انعكست نتائجه علي كل أوجه الحياة بها. الشيء المؤكد ان الإقدام علي هذه الثورة يعد أخطر مشروع قومي يمكن ان تتبناه القيادة السياسية حيث أن عوائده سوف تكون ترسيخا للمستقبل المزدهر يسجل لها في التاريخ.