حذر الدكتور محمد محسوب - وزير الشؤون القانونية الأسبق - من خطورة ما يتم ضد طلاب الثانوية العامة من تسريب للامتحانات ، واتجاه وزارة التعليم لإقرار نظام جديد للتنسيق في مصر . وقال "محسوب" في تدوينة : "نشأت بحي عين شمس الغربية.. منطقة دافئة غنية بأصالة شعبها.. أنا وكل زملائي في الابتدائية ثم في الثانوية كنا نحمل آمالا كثيرة ولا نجد ما نركبه لنصل إليها إلا التعليم والتفوق فيه" .. مضيفًا : "تفوقنا في كل سنوات عمرنا.. التحقت بإحدى كليات القمة لكني غيرتها بسبب اعتقالي وذهبت للحقوق وتفوقت فيها.. ورغم رفض تعييني بكل هيئة قضائية لأن التعيين يستند لمقابلة شخصية تُحدد قدراتي، وبالطبع كنت عاريا من أي قدرات من تلك التي يعرفونها، فقد تمكنت من ثقب ضيق أن أعيّن بعد ثلاث سنوات من تخرجي بكلية حقوق المنوفية..وتعرفون بقية القصة". وأضاف: "أحد أصدقاء عمري دخل الطب وأصبح طبيبا مرموقا في الولاياتالمتحدة.. ولم أره منذ الثانوية العامة إلا عندما جاءني إلى أوربا ليساندني ببعض ماله بعد خروجي من مصر وقد تحفظ (الانقلاب) - بحسب تعبيره - على أموالي" .. مستدركًا : "أرى أصدقاء لي من أسر فقيرة أو متوسطة وقد شغلوا مناصب راقية أو تقدموا في أعمالهم الخاصة.. كان التعليم هو ممر هؤلاء جميعا لتغيير أوضاع اجتماعية والترقي في سلم المجتمع" ، مشيرًا إلى أنه : " لا يخفي الاتجاه منذ مبارك لخصخصة التعليم والتضييق على أبناء الطبقات البسيطة في المجتمع وغلق ذلك الثقب الذي يتسربون منه إلى مستويات عليا.. ربما لم يفكر بعض الأكاديميين المشاركين في وضع خطط التعليم الاستثماري والتخلص من الأعداد – كما يقولون – في الجامعات، من أنهم إنما يُشاركون في جريمة لها جانبان: الأول: حرمان غالبية الشعب من امتلاك سلاح يُحسن به حاضره ويصنع به مستقبلا مختلفا.. والثاني: حرمان مصر من دورها التاريخي وميزتها الأساسية وهي العلم الذي اتصف به أهلها وحملوه إلى جوارهم العربي والإفريقي والإسلامي." واستدرك : "تسريب امتحانات الثانوية الأخير ليس إلا خطوة في طريق دولة الاستبداد لإغلاق طاقة النور التي تنير عقول وقلوب المصريين.. فما يُجهز من قرارات لإنهاء التنسيق والاستناد للمقابلات الشخصية أو امتحانات القدرات الوهمية ليس إلا طريقا لإنهاء مرحلة تفوق الفقراء وبدء مرحلة لا يُسمح فيها بالمرور إلا لمن له ظهر" .. مضيفًا "في الدكتاتوريات مفيش حاجة اسمها تعليم..إنما أعمال مقاولة الهدف منها تجريف ما تبقى من جيوب الغلابة.. ويبدو أنه بدأت عملية المقاولة الكبرى" بحسب رأيه.