استفزنى بشدة قرار الجمعية العمومية للشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات"، بتفويض مجلس الإدارة برئاسة اللواء أحمد أنيس ، بتخصيص جزء من أرباح الشركة السنوية بما لا يتجاوز "مليون دولار"، للتبرع لصندوق "تحيا مصر" . وبالطبع .. اعتراضى هنا ليس على صندوق " تحيا مصر " الذى أسسه الرئيس عبدالفتاح السيسى , حيث أنه مشروع متميز وله العديد من الإنجازات حتى وإن كانت لنا بعض الملاحظات عليه وربما نخصص لها مقالاً خلال الفترة القادمة . ولكن الشيىء المستفز فى هذا الأمر هو الهدف من التبرع , وهو هدف سياسى يتمثل فى التقرب وكسب رضاء الرئيس والمحيطين به . وفى هذا السياق أقول إننى كنت أتمنى أن يكون هذا التبرع خالصاً لوجه الله والوطن بدون اى حسابات أو أهداف آخرى , وهذا ليس تشكيكا فى نوايا أحد فالله أعلم بنوايا البشر , أما الأهداف فيمكن معرفتها بكل سهولة من خلال الشواهد والوقائع والمستندات الرسمية .
وهنا نتساءل : اذا كانت نية السادة أعضاء الجمعية العمومية ومجلس الإدارة فى الشركة خالصة لله والوطن فلماذا لم يتبرعوا بجزء من أرباحهم السنوية الطائلة التى يحصل عليها أعضاء مجلس الإدارة بالدولار والتى قدرت عن عام 2015 فقط ووفقا لما انتهى اليه إجتماع المجلس الذى انعقد فى 8 مايو 2016 بفندق موفنبيك الإنتاج الإعلامى ب 2 مليون و870 ألف و775 دولاراً لعدد 12 عضوا فقط ؟ ولماذا لم يقوموا بالتبرع ببدلات حضور وانتقالات الإجتماعات التى يحصلون عليه , وهى لمن لا يعلم عبارة عن 300 جنيها بدل حضور و2700 جنيه مقابل انتقال لكل عضو عن الإجتماع الواحد وليس شهرياً كما قد يتصور البعض أما رئيس مجلس الإدارة فيحصل على 5000 جنيها شهريا كبدلات عن حضور هذه الإجتماعات ولدينا ما يثبت ذلك بالمستندات الرسمية ونتحدى أن يكذبنا فيها أحد . وبصراحة لا أعرف على أى اساس يتم تقدير بدل انتقال عن الإجتماع الواحد ب 2700 جنيه , وهو رقم مبالغ فيه جداً حيث أنه يكفى للسفر لدولة آخرى .
الغريب أن هذا التبرع المثير للجدل والشبهات , يأتى فى نفس الوقت الذى اعترفت فيه الشركة فى تقرير رسمى لها بتراجع أرباح الشركة المصرية للأقمار الصناعية (EGSA) خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 22.14% . وكشفت الشركة ، أن الأرباح خلال الفترة بلغت 16.46 مليون دولار (ما يعادل 146.5 مليون جنيه)، مقابل أرباح بلغت 21.14 مليون دولار (ما يُعادل 188.2 مليون جنيه) خلال الفترة المماثلة من العام السابق .. والسؤال : هل تحتفل الشركة بتراجع الأرباح من خلال التبرع لحسب صندوق تحيا مصر ؟
وبهذه المناسبة أسأل : ما الذى تم حتى الآن فى الطلب الذى سبق أن تقدم به اللواء أحمد أنيس، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات»، منذ عدة أشهر إلى عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق ، والذى تضمن مطالبة أنيس بالموافقة على عدم خضوع مرتبه لقانون الحد الأقصى للأجور أسوة برئيس الشركة المصرية للاتصالات. وقام الأمير بتحويل المذكرة إلى الإدارة القانونية للشئون القانونية وقت أن كان يتولى رئاستها محمود سعد والذى تم نقله الى شركة النايل سات منذ عدة اسابيع ؟ وهنا أسأل : هل هناك علاقة بين نقل محمود سعد للنايل سات والطلب الذى تقدم به أحمد أنيس ؟ وما الذى تم فى هذا الطلب حتى الآن وهل تم قبوله ام رفضه ؟!!.