"الرجاء عدم إهدار وقت المجلس في إرسال طلبات غير مستوفاة الحالة، ولا ينطبق عليها بروتوكول العلاج المطلوب"، هكذا ردت المجالس الطبية في الإسكندرية على مريضة السرطان حورية سعيد إبراهيم، الجملة كانت كفيلة لتدهور صحتها، وإصابتها بحالة نفسية سيئة جدًا، ودخلت على أثرها الرعاية المركزة، وتوفيت منذ أيام. "حورية" انتشر السرطان في جسمها بعد أن رفضت المجالس الطبية المتخصصة الموافقة على قرار علاجها على نفقة الدولة بعد عودة السرطان إلى جسمها مرة أخرى، واكتفت بعلاجات أخرى بديلة لأنها رخصية الثمن، رغم احتياجها لعقار "الهيرسبتن" أحد العلاجات الموجهة غالية الثمن، لتسطر رقمًا جديدًا في الإهمال والعجز القائم بالقطاع الصحي والروتين الحكومي المتفشي بالأجهزة الحكومية. "حورية" روت أزمتها مع وزارة الصحة، قبل وفاتها قائلة: "الصورة لشخص واحد، هو أنا، صورة قبل تدهور الحالة الصحية، والصورة التانية النهاردة في المستشفى والفرق بين الصورتين زي الفرق بين مصر وبلد تانية، مصر اللي مفيهاش حق لأي مريض، وبلد تانية بتهتم بأي مريض وأنا قدمت على قرار نفقة الدولة تقريبًا من سنة، ولو كان الرد جه بالموافقة ما كانش الحالة تدهورت، إنما للآسف، الرد جاء بالرفض، وكمان متأخر قوي". وتابعت: "أنا حاليًا آخذ علاجًا بديلًا لكن مفعوله بطيء جدًا، بس الشفا في الأول والآخر من عند ربنا، وأنا واثقة أنه حايقف جمبي ويشفيني إن شاء الله، بس أنا مش حاسكت، قضيتي ما وقفتش برد القرار ده، لازم صوتي يوصل علشان أغير القرار، لازم برتوكول العلاج يكون علي حسب حالة المريض مش على حسب قوانين عقيمة من دولة معاقة، أنا لازم أكون سبب في إنقاذ ناس تانية مش قادرة توصل صوتها، ومش لاقية حتى العلاج البديل". واختتمت بهاشتاج "أنا حور سعيد أنا مواطنة مصرية من حقها تعيش، الصحة حق لكل مواطن، أنا لازم أعيش"، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة، وصعدت روحها لبارئها، وما زال هناك ألف حورية سعيد لا نعلم عنهن شيئًا".