كريمة: خطوة غير مسبوقة في تاريخ المؤسسة.. نصير: أمر جائز ولاعيب فيه أثارت إعلانات الأزهر عن استراتيجيته الجديدة التي أطلقها مؤخرًا، موجة واسعة من الجدل، خاصة وأنها المرة الأولى التي تحدث في تاريخ الأزهر أن يلجأ إلى هذه الطريقة، التي لم ترق للبعض، وقارنوا بينها وبين إعلانات مسلسلات رمضان، مطالبين بضرورة تعيين مستشار سياسي للمؤسسة الأزهرية لضبط قرارات المشيخة. وانتشرت إعلانات الأزهر أعلى الكباري بالقاهرة وعلى محور 26يوليو، وحملت صيغًا مختلفة ومن بينها "الأزهر الشريف وجهة العالم الإسلامي"، و"الأزهر يرسِّخ المواطنة"، وغيرها ممن تؤكد على أن الأزهر هو المرجعية الإسلامية الصحيحة. وإلى جانب إعلانات الطرق، لجأ الأزهر إلى الفضائيات لحث المواطنين على دفع الزكاة عن طريق بيت الزكاة، فضلاً عن تهنئة بيت العائلة المصرية المسلمين بشهر رمضان والذي يضم كلاً من الأزهر والكنيسة. ووصف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، إعلانات الأزهر بأنها تمثل "سقطة غريبة وغير مسبوقة في تاريخ الأزهر". وأضاف: "لايجوز أن يعلن الأزهر عن نفسه من خلال الإعلانات مثل المسلسلات وإعلان المنتجات الغذائية، فهو قامة وقيمة ولايجوز أن يكون في نفس الكفة مع شركات المسلسلات والمنتجات الغذائية". وأشار كريمة إلى أن "ما حدث يشكل سابقة في تاريخ الأزهر تؤكد ضرورة تعيين مستشار سياسي للمشيخة يضبط المسائل داخل المؤسسة فيما يفعل وما لا ينبغي أن يفعل من تصرفات في الداخل والخارج". وكشف كريمة عن وجود حالة من الغضب العارم سيطرت على الأزهريين حيال ما حدث، لأنه لاتوجد أي مؤسسة من مؤسسات الدولة قامت للإعلان عن نفسها والترويج بإعلانات سواء كانت مؤسسة دينية مثل الكنيسة أو حتى مؤسسات الدولة مثل الوزارات التي لا بد أن تتكلم عن أعمالها وإنجازاتها. فيما استنكرت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، الهجمة ضد الأزهر حيال إعلانات الطرق والفضائيات، قائلة إنه من حق عمل إعلانات وفق رؤيته. وقالت نصير: "أنا لست عليهم بمسيطر فما سلطتي أو سلطة غيري لمنع مؤسسة دينية للإعلان عن نفسها، مشيرة إلى أنه لا يمكن الفصل بأن من قام بعمل هذه الإعلانات هى مؤسسة الأزهر فقد يكون قامت أي جهة أو أي شخص بعمل هذه الإعلانات وإذا كان الأزهر فما العيب فى ذلك".