شهدت محافظات مصر، مظاهرات حاشدة أمس، فى إطار "جمعة الحداد" التى دعت لها قوى سياسية وحركات وائتلافات شبابية احتجاجًا على الأحداث الدموية التى شهدها إستاد بورسعيد بعد انتهاء مباراة فريقى الأهلى والمصرى. وطالب المتظاهرون المجلس العسكرى بتسليم إدارة البلاد بشكل فورى إلى سلطة مدنية أو إلى رئيس مجلس الشعب المنتخب، وإقالة حكومة الدكتور كمال الجنزورى وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى يختارها نواب مجلس الشعب باعتباره المؤسسة الوحيدة المنتخبة فى البلاد حاليا. كما طالبوا بإقالة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وجميع قيادات الوزارة وإعادة هيكلتها من جديد. وانطلقت العديد من المسيرات عقب صلاة الجمعة من دوران شبرا ومناطق مختلفة من القاهرة من بينها مناطق المهندسين وبولاق الدكرور والجيزة والمعادى وحلوان ومناطق شرق القاهرة اتجهت جميعها إلى ميدان التحرير للمشاركة فى فعاليات "جمعة الحداد". وخرجت مسيرة تضم الآلاف من المتظاهرين من مسجد "الاستقامة" بالجيزة إلى ميدان التحرير، حمل المتظاهرون خلالها صور ضحايا استاد بورسعيد، رافعين لافتات مكتوب عليها "مطلوب رئيس"، و"لا لدستور تحت حكم العسكر". وانضمت إليها مسيرة أخرى قادمة من شارع الهرم، وسلك الجميع شارع جامعة القاهرة بدلا من شارع مراد، مرددين هتافات "يسقط يسقط حكم العسكر"، و"سامع أم شهيد بتنادى العسكر قتلوا ولادى"، و"غلوا الزيت غلوا السكر يسقط يسقط حكم العسكر"، فيما حمل المتظاهرون أعلام ألتراس الأهلى وألتراس الزمالك. وقام المتظاهرون بتوزيع منشورات تحت اسم "الرئيس أولا"، مطالبين فيه بعدم رفع أى لافتات حزبية أو تنظيم دعاية لمرشحى انتخابات وأيضا عدم تخوين أى فصيل سياسى والتركيز على المطلب الأول وهو الرئيس أولا، على أن يتم تنحية الخلافات جانبا وعدم الهتاف ضد أى فصيل سياسى أو استخدام ألفاظ خارجة. وقرر المتظاهرون الوقوف خمس دقائق حدادًا فى ميدان التحرير على كل الشهداء منذ أحداث ثورة يناير مرورا بمحمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء وصولا إلى شهداء بورسعيد. كما تضمن البرنامج هتافا موحدا فى الميدان من الرابعة والثلث إلى الرابعة والنصف هو "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم". وأثناء مرور المسيرة أمام كلية الهندسة جامعة القاهرة انضم إليها المئات من طلبة الكلية حاملين صور أربعة من طلاب الكلية قتلوا فى أحداث بورسعيد الأخيرة. وشهدت المسيرة أثناء انطلاقها من أمام مقر الكلية انهيارًا حادًا وبكاءًا هيستيريًا لطلبة الكلية حزنا على زملائهم الذين عادوا من المباراة بكفنهم، مطالبين بالقصاص من قتلة زملائهم، حيث قتلوا بدون سبب قائلين إنهم كانوا ذاهبين لمشاهدة مباراة ليس إلى حرب لكى يتم قتلهم، معلنين حالة الحداد داخل الكلية. ومن أمام مسجد "النور" بالعباسية انطلقت مسيرة نظمتها حركة 6 إبريل وطلاب الحرية بكلية الهندسة جامعة عين شمس، وحركة "مصرنا" بعدما رفضت الحركة التوجه نحو وزارة الدفاع مفضلة التوجه إلى ميدان التحرير، بينما توجهت حركة طلاب الحرية و6 إبريل مع المئات من المتظاهرين إلى وزارة الدفاع ولكن قوات الجيش أقامت الأسلاك الشائكة قبل جامعة عين شمس. وأقامت حركة طلاب "الحرية" بالاشتراك مع بعض أهالى "العباسية" حاجزا بين المتظاهرين وقوات الجيش منعاً للاحتكاك، وقالوا ل"المصريون" إنهم لن يسمحوا بوقوع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الجيش وإنهم جاءوا فقط لإرسال رسالة للمجلس العسكرى وسينسحبوا بعدها. وانطلقت مسيرة أخرى من أمام مسجد "الفتح" متجهة إلى التحرير، ودعا المتظاهرون خلالها إلى إسقاط حكم العسكر، نظم هذه المسيرة "التيار الإسلامى العام"، الذى يضم (ائتلاف دعم المسلمون الجدد، وحزب التوحيد العربى، وحركة حازمون، وحركة طلاب الشرعية، وحزب الفضيلة) داعيا إلى إسقاط حكم العسكر فورا، وفتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة فورا وتسليم السلطة مع عمل التعديلات الدستورية اللازمة لانتخابات الرئاسة. كما طالبوا بإقالة كل من وزير الداخلية ووزير العدل ووزير الإعلام على أن يقوم البرلمان بتشكيل هيئة قضائية مؤلفة من القضاة المستقلين "المشهود لهم بالنزاهة" لتولى الإشراف على تلك الانتخابات الرئاسية. وفي مسجد السيدة زينب، انطلق عدد من المتظاهرين في مسيرة من أمام المسجد باتجاه ميدان "التحرير" إلا أن المسيرة شهدت انقساما بين المشاركين بعدما قام عدد من الصوفية المحتفلين بالمولد النبوى الشريف بحضور الشيخ يس التهامى بالاحتفال، مرددين الأناشيد وحلقات الذكر، الوقت الذى قام المتظاهرون بعدها بالخروج فى المسيرة منقسمين، منهم من ذهب باتجاه شارع شريف ومن اتجه إلى التحرير باتجاه القصر العينى محاولين تجميع أكبر عدد من المتظاهرين للذهاب إلى التحرير. وفى الإسكندرية، انطلقت مسيرات تضم أنصار عدد من الحركات السياسية، بالإضافة إلى أعضاء ألتراس عدد من الأندية الرياضية (الأهلي والزمالك، والاتحاد السكندري) من أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية إلى المنطقة الشمالية العسكرية. ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية واللافتات المعبرة عن مطالبهم بسرعة نقل إدارة البلاد إلى السلطة المدنية، والتنديد بأحداث الشغب باستاد بورسعيد. فيما تراجعت القوى السياسية والائتلافات الثورية عن مسيرة تم الإعلان عنها أمس الأول باتجاه قصر رأس التين بالإسكندرية، حرصًا على سلمية التظاهر وضمان عدم استغلال أية عناصر لتلك التجمعات بهدف إثارة احتكاك مع أي من أفراد القوات المسلحة.