في حال استمراره في منصبه كأول رئيس منتخب بعد ثورة يناير، كان من المفترض أن تنتهي ولاية الرئيس الأسبق محمد مرسي - الذي أطيح به بعد عام واحد من وصوله إلى السلطة - في 30يونيو القادم. وعلى الرغم من نحو 3سنوات على الإطاحة به في 3يوليو 2013، إلا أنه لاتزال جماعة "الإخوان المسلمين" وحلفاؤها يعلنون تمسكهم بعودة الرئيس المعزول، فيما اقترح عدد من أنصاره ترشحه لولاية رئاسية ثانية. وقال المستشار وليد شرابي، عضو حركة "قضاة من أجل مصر"، "إن الرئيس باق في ولايته ثلاث سنوات تبدأ من تاريخ استلامه لمهام منصبه مره أخرى"، مضيفًا: "لا ترهقوا أنفسكم فالمجلس الثوري المصري -الذي يعد أحد أعضائه- لن يمل من الدفاع عن شرعية رئيس مصر، وقد خابت مساعيكم". وأضاف: "مشروع التفريط في شرعية الرئيس مرسي أستمر منذ 2013 وحتى الآن، وقد استخدمت فيه أدوات كثيرة سياسية وإعلامية، تارة بمبادرات سياسية خربة، وتارة بحوارات إعلامية موجهه، وتارة ببيانات ساذجة، إلا أن كل ذلك لم يفلح في كسر عزيمة الثوار أو يثنيهم عن إصرارهم لعودة الرئيس الدكتور محمد مرسي إلى منصبه". وتابع في تصريحات صحفية: "صيحة 2016 قانونية لها دافع سياسي عند نفس الفريق الذي لم يمل طوال الثلاث سنوات الماضية من محاولات هدم الشرعية في نفوس الثوار فبدأ هذا الفريق يعد عدته السياسية والإعلامية والقانونية بإدعاء أن الرئيس مرسي انتهت مدة ولايته". ووافقه الرأي الناشط السياسي عبدالرحمن عز، المحسوب على جماعة "الإخوان"، قائلاً في إحدى تغريداته: "كده الدكتور محمد مرسي قرب يخلص فترة رئاسته الأولى كأول رئيس منتخب، محتاجين نعرف ناوي يرشح نفسه تاني ولا هيدي الفرصة لغيره من أبناء مصر". وبحسب الدستور الذي ينص على ألا تزيد فترة الرئاسة عن 4سنوات، يوافق 30 يونيو القادم نهاية ولاية مرسي الذي بعد عام واحد من فترة حكمه عقب احتجاجات شعبية كانت تدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. النشطاء عبروا عن آرائهم كل بحسب طريقته الخاصة، فقال أحدهم: "هايرشح نفسه فى الآخرة بعد إعدامه إن شاء الله"، واتبعه آخر بقوله: "طبعا يرشح نفسه ولازم تقوموا بالواجب وتعملوا مشروع النهضة 2 ومبروك مقدما ياعز ويديمها رئاسة ونعمة عليكم اللهم آمين"، وثالث صاح بحدة قائلاً: "اصحوا وفووقوا من الغيبوبة بقا". فيما تصر قيادات جماعة "الإخوان" على التمسك بعودته لأنه الرئيس "الشرعي المنتخب، ولأنه يمثل المسار الديمقراطي والإرادة الشعبية"، حسب قولهم. واعتبر الدكتور عز الكومي، القيادي بجماعة "الإخوان"، أن مرسي هو "رمز الثورة والشرعية"، واصفًا التخلي عنه ب "الاستخفاف بالشعب" متسائلاً: "هل ترك مرسى مدته المقررة بالدستور والقانون أم أنه مختطف؟ وهل هذه المدة التي قضاها مغيب في سجون نظام 3 يوليو محسوبة من فترته؟. وأضاف الكومي ل"المصريون"أن الدعوة لانتخابات رئاسية في ظل هذا النظام هي دعوة فارغة المضمون واعترف بشرعية نظام 3يوليو". وتابع: "المبادئ لا تتجزأ والإخوان اختاروا طريق مقاومة نظام 3يوليو وعدم الاعتراف به تحت أي زعم سواء كان انتخابات مبكرة أو الاعتراف بالأمر الواقع كما يريد الغرب". من جهته وصف أحمد عبدالجواد، رئيس حزب "البديل الحضاري" – تحت التأسيس - ترشح مرسي لولاية ثانية ب "الأمر غير الدستوري أو المنطقي"، معلنًا مبايعته للرئيس المعزول لاستكمال مدته. وتساءل: "هل الثلاث سنوات الماضية تمكن الرئيس مرسي من ممارسة مهام منصبه"؟ أم تعرض للاختطاف والاحتجاز؟ قائلاً: "القانون الدولي نفسه نظم هذا الأمر والرئيس مرسي سيظل الرئيس المنتخب الذي لم يمكّن من تأدية مهام منصبه".