قالت صحيفة "الديلي بيست" الأمريكية، إن هناك شيئا نادرا وغريبا للغاية يتعلق بحادثة الطائرة المصرية, التي اختفت 19 مايو خلال رحلة من باريس إلى القاهرة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن هذا الشيء يتمثل في تدمير أجهزة الكمبيوتر والتحكم الخاصة بالطائرة في الدقائق القليلة الأولى للحادث, أيا كان سببه, وهو أمر لم يسبق له الحدوث في الطائرات الحديثة. وتابعت " أيضا, في حال اشتعال نيران أو دخان, فسيكون لدى الطيارين وقت لإرتداء أقنعة الدخان وإرسال نداءات استغاثة ، لكن ما حدث لم يترك للطيارين الوقت لأي من ذلك, مما يرجح وفاتهم في بداية الأمر". واستطردت الصحيفة " بعض التقارير أشارت إلى وجود دخان في الجزء الأمامي من الطائرة، لكن لم يتم التوصل بعد لأي بيانات تفسر ما حدث". ورجحت الصحيفة في تقريرها في 23 مايو أن تكون التحقيقات في حادث الطائرة المصرية طويلة وشاقة, قائلة :" إن ما حدث في قمرة القيادة لا يمكن معرفته, إلا بفحص الأجزاء الرئيسة للطائرة جنبا إلى جنب مع سجلات الرحلة، وهي عملية معقدة للغاية, وتحتاج لأجهزة متطورة غير متوفرة بسهولة". وكان الخبير البريطاني في الملاحة الجوية جون كوكس, الذي عمل طيارا لمدة 45 عاما, تحدث هو الآخر عما سماه لغز جديد فيما يتعلق بحادثة الطائرة المصرية. وقال كوكس في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في 23 مايو, إن هناك تسع دقائق في رحلة الطائرة قبل اختفائها, تشكل لغزا محيرا للغاية. وتابع " هناك تقارير أشارت إلى أن الطائرة أصدرت إنذارا بوجود أدخنة وارتفاع في درجة الحرارة لثلاث دقائق، وبعد ذلك حلقت الطائرة لأربع دقائق دون إنذار، وسرعان ما انحرفت لدقيقتين وسقطت". واستطرد الخبير البريطاني, قائلا :" هذه الدقائق التسع تعتبر قصيرة جدا على أن يكون ما حدث هو حريق، كما أنها طويلة, إذا كان ما حدث هو انفجار". وأضاف " هذه الفترة الزمنية تشكل لغزا لكثيرين, وجعلتني وخبراء آخرين في حيرة كبيرة, لأنه يصعب تفسيرها". وكانت الطائرة المصرية المنكوبة, وهي من طراز "إيرباص 320", قد اختفت فجر الخميس الموافق 19 مايو, وعلى متنها 66 شخصا، بينهم عشرة من أفراد الطاقم. وأبلغت سلطات مطار أثينا باليونان السلطات المصرية باختفاء الطائرة من على شاشات الرادار, وبعد ذلك, أعلن عن تحطمها في مياه البحر الأبيض المتوسط. وقد أقلعت الطائرة من مطار شارل ديجول في العاصمة الفرنسية باريس متجهة إلى مطار القاهرة في الساعة ال11:09 ليلا بتوقيت باريس. وتشير التفاصيل إلى فقدان الاتصال بالطائرة في الساعة ال2:45 فجر الخميس بتوقيت القاهرة, ونقلت "رويترز" عن مصادر شركة مصر للطيران قولها إن بين ركاب الطائرة المنكوبة, ثلاثون مصريا و15 فرنسيا، وبريطاني وبلجيكي وعراقيان اثنان وكويتي وسعودي وسوداني وتشادي وبرتغالي وجزائري وكندي. وصرح وزير الطيران المصري شريف فتحي بأن احتمال وجود هجوم إرهابي وراء تحطم الطائرة أكثر ترجيحا من وجود خلل فني، لكنه أضاف في مؤتمر صحفي أنه من المبكر جدا الحديث عن النتائج, بينما نقلت شبكة "سي ان ان" عن مسئولين أمريكيين قولهم إن هناك مؤشرات أولية على أن قنبلة أسقطت الطائرة المصرية. وبدورها, ذكرت قناة "زفيزدا" الروسية أن تنظيم "داعش" تبنى إسقاط الطائرة المصرية, وهدد بهجمات أكثر تدميرا خلال بطولة أوروبا لكرة القدم في فرنسا. وقد رفضت القاهرة ما نشرته شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية حول احتمال انتحار قائد الطائرة, وانتقد المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد الإيحاءات التي روجت لها شبكة "سي ان ان", بأن قائد الطائرة المصرية انتحر. وقال أبو زيد، في تغريدة على موقع "تويتر" إن إعطاء الشبكة الأمريكية إيحاءات بأن قائد الطائرة المصرية انتحر، في وقت لا تزال فيه أسر الضحايا في حالة حداد, أمر لا يبعث على الاحترام. يشار إلى أنه في 29 من مارس الماضي, تعرضت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران, على متنها 55 راكبا كانت تقوم برحلة بين الإسكندريةوالقاهرة, للخطف إلى قبرص، وعند الوصول إلى مطار لارنكا, أفرج الخاطف عن الركاب ال55 ثم سلم نفسه من دون أي مشاكل بعد ست ساعات من المفاوضات مع السلطات القبرصية. وفي 31 أكتوبر 2015 , تحطمت طائرة روسية من طراز "إيرباص 321" في سيناء بعد دقائق من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ، مما أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها, وأعلن فرع تنظيم الدولة في سيناء حينها مسئوليته عن الحادث، مؤكدا أنه نجم عن انفجار عبوة على متن الطائرة.