والمجلس القومي لحقوق المرأة: الدستور لم ينصف المرأة "ختان الإناث", العادة التي توطنت عقول آلاف المصريين منذ أقدم العصور, وارتبطت لديهم بشرف الفتاة, معتقدين أن الختان يقلل من شهوة الفتاة ويجعلها أكثر عفة وشرف, دون أن يعلمون أنها عادة تسبب الكثير من المخاطر الجسدية والنفسية للبنات, وبالفعل أودى الختان بحياة الكثير من الفتيات, على الرغم من محاربة الدولة له وتجريمه, إلا أنه مستمر حتى وقتنا هذا وكانت آخر ضحية بنت السابع عشر ميار. ارتبط ختان الإناث في قرى الصعيد والأرياف بشكل أقوى من المدنية, حيث التعنت والتشدد في الصعيد والفلاحين, فهناك الفتاة لابد أن يجرى لها تلك العملية لمجرد اقترابها من سن البلوغ. أما في القاهرة وبقية محافظات مصر, تندر تلك العادة نتيجة لزيادة الوعي لدى البعض منهم. استمر الختان لفترات كثيرة, حتى 2009 وكانت الشرارة الأولى لمحاربة تلك العادة, وتبنتها سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بنفسها, وذهبت في قرى بأسوان والصعيد مع جهاز طبي لتوعية المواطنين, بمخاطر الختان على الإناث. وبالفعل نجت, فى إقناع قرى بأسوان التخلي عن هذه الفكرة, ووقعت وثيقة تخلى أسوان عن ختان بناتهم. وبعد ذلك بفترات متقاربة, جرمت الدولة ختان الإناث وأصدرت قانونا بعقاب الأهل والطبيب في حالة قيامهم بهذه العادة. لكن ظل الكثير من المصريين, يفعلونها لبناتهم, سرًا, وكانت الضحية الأخيرة ميار الفتاه التى تبلغ من العمر 17 عامًا من السويس, توفت أمس الأحد نتيجة نزيف حاد جراء نتيجة ختان الإناث, وألقي القبض على والدتها بعد أن تبين أنه لا يوجد شيء في رحم الفتاة والعملية كانت ختان. وكشفت التقارير الطبية, أن سبب الوفاة هو إجراء عملية ختان, تسببت في صدمه عصبية للطفلة أدت لهبوط حاد في الدورة الدموية. وادعت والدتها, أنها توجهت للمستشفى لإزالة كيس دهني موجود برحم ميار, لكنه أخلى سبيل الأم نتيجة لحالتها النفسية بعد وفاة ابنتها. وفي هذا السياق, قالت الدكتورة ثناء شريف, وعضو المجلس القومي لحقوق المرأة, إن مصر حتى هذه اللحظة لم تنته من ظاهرة ختان الإناث, خاصة في الوجه القلبي, مؤكدة أن الأمهات متمسكين بتلك العادة أكثر من الرجال. وأكدت "شريف", في تصريحات خاصة ل"المصريون", أن ختان الإناث عادة قديمة توارثها المجتمع المصري من قديم الأزل, وبالتالي لن تختفي هذه الظاهرة بشكل كلى. و أوضحت, أن هذه العادة تؤثر بشكل سلبي على نفسية وصحة الفتاة المصرية. وتابعت "شريف", أن ختان الإناث من الأشياء التى غفل الدستور المصري عن تجرمها. فيما قالت سحر الهواري، عضو مجلس النواب عن قائمة "في حب مصر"، إن هناك بعض المواد في الدستور المصري لم تنصف المرأة بشكل قوي كما يجب، ويتمثل ذلك في العنف ضد المرأة وختان الإناث، خاصة في المناطق الريفية، والتي لم يجرمها القانون كما يجب.