أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، استعداد الوكالة للتعاون مع مصر فى مشروعها النووى السلمى، واتفق أمانو - خلال أول زيارة له للقاهرة - مع وزيرى الخارجية والكهرباء على خطوات إعادة تأهيل مفاعل «أنشاص»، فيما التقى المسؤول الدولى أعضاء المجلس المصرى للشؤون الخارجية. وقال أمانو فى مؤتمر صحفى مشترك أمس، مع أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، إن الوكالة اقترحت على مصر إرسال بعثة لتقييم الوضع بشأن المشروع النووى، وأن يكون هناك مجال لإبداء المشورة، مؤكداً أن الوكالة تعمل عن كثب مع مصر فى هذا المشروع كما تدعمه. من جانبه، قال وزير الخارجية: «لقد تناولنا المساعدات التى يمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تقدمها إلى مصر فى إطار البرنامج النووى المصرى، فى ظل رغبة مصر فى بناء أول محطة نووية مصرية للطاقة الذرية». وأضاف: «كما اتفقنا مع المدير العام للوكالة على الخطوات التى يمكن أن تساعد بها الوكالة مصر، فى إعادة تأهيل المفاعل النووى المصرى فى أنشاص». وأوضح أبوالغيط أن المباحثات المطولة التى أجراها مع أمانو، أمس، بمقر وزارة الخارجية، تناولت العديد من المسائل المعنية بها مصر والوكالة الدولية للطاقة على رأسها نتائج مؤتمر المراجعة لمعاهدة منع الانتشار النووى، الذى عقد مؤخراً فى نيويورك، والذى حققت فيه الدبلوماسية المصرية والعربية نجاحاً كبيراً. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت مصر ستغير موقفها من الدعوة إلى انضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووى، قال الوزير: «من الطبيعى أننا لا يمكن أن نتوقف عن بذل الجهود، كما لا أتوقع ولا أتصور أن أحداً فى مصر يطالب بأن نتوقف عن المطالبة بإخضاع كل ما هو متاح لإسرائيل من تسهيلات لرقابة المجتمع الدولى ممثلاً فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ورداً على سؤال لمدير الوكالة الدولية للطاقة بشأن صحة بدء إيران فى تغذية المجموعة الثانية من أجهزة الطرد المركزى لرفع مستوى تخصيب اليورانيوم لمستوى 20%، ومدى تعاون طهران مع الوكالة بعد فرض العقوبات الأخيرة عليها، قال أمانو: «فيما يتعلق بمستوى تعاون إيران مع الوكالة بعد فرض العقوبات، أبلغتنا طهران مؤخراً رفضها وجود اثنين من مفتشى الوكالة اللذين توجها إلى إيران لإجراء عملية المراقبة والمتابعة لمسألة تخصيب اليورانيوم». وأضاف: «ورغم ذلك فلم نبلغ رسمياً من جانب الحكومة الإيرانية بخفض مستوى التعاون مع الوكالة». ورداً على سؤال حول الخطوات التى يمكن أن تتخذها الوكالة ضد المنشآت النووية الإسرائيلية، أوضح أمانو «أن هذه الخطوات مرتبطة بقرار مؤتمر المراجعة للمعاهدة بعقد مؤتمر دولى لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل»، مؤكداً أن الوكالة ستتابع تنفيذ قرارات مؤتمر المراجعة، كما ستقوم برفع تقرير بهذا الشأن للجهات الدولية المعنية حول هذا المؤتمر. فى سياق متصل بحث الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، مع يوكيا أمانو، سبل الاستفادة من إمكانيات الوكالة الدولية، وخاصة برامج التدريب، فى مختلف مجالات البرنامج النووى المصرى، وكذلك فى إعداد كراسة الشروط المرجعية لاختيار استشارى عالمى يقوم بإعداد المواصفات اللازمة للاستغلال التجارى لخامات اليورانيوم. وذكر يونس، فى تصريحات له أمس، أن قطاع الكهرباء تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى مختلف مراحل البرنامج النووى المصرى بشفافية مطلقة، مشيراً إلى مشاركة خبراء الوكالة فى مراجعة القانون النووى الذى صدر فى نهاية شهر مارس 2010. وقدم أمانو التهنئة لصدور القانون النووى المصرى الذى يعمل على إنشاء جهاز أمان مستقل، معرباً عن دعمه الكامل للخطوات التى يتم اتخاذها لتنفيذ البرنامج النووى المصرى. من جهة ثانية التقى أعضاء المجلس المصرى للشؤون الخارجية مع المدير العام للوكالة الدولية. وصرح السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، عقب اللقاء، بأن المناقشات دارت حول قضايا الشرق الأوسط والقضية الإيرانية وقرارات مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى، وخصوصاً تلك التى تتعلق بإقامة المنطقة الخالية من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط، وقضايا التعاون الثنائى بين مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية. إلى ذلك استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، بمقر الجامعة أمس، يوكيا أمانو. وقال رئيس مكتب الأمين العام، السفير هشام يوسف، فى تصريحات له، إنه جرى خلال اللقاء بحث سبل التعاون بين الجامعة العربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية فى ضوء النتائج التى تمخضت عن اجتماع مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووى فى نيويورك مايو الماضى، والاستعدادت للاجتماع القادم للوكالة الذرية فى سبتمبر القادم. وحول توصية المؤتمر بعقد مؤتمر فى الشرق الأوسط فى عام 2012 لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية، أكد أن هذا هو ما تم التشاور بشأنه ولكن مازلنا فى مرحلة مبكرة للتشاور حول هذا الموضوع وستتم دراسته فى دوائر مختلفة. وحول إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، أوضح أنه لم تتبلور بعد آلية معينه لهذا الأمر.
