قال اللواء المهندس عبدالقادر الدرديرى، وكيل وزارة الإسكان فى القاهرة، إن المحافظة خصصت 1700 فدان لإنشاء مدينة حكومية جديدة على الطريق الدائرى بالقرب من التجمع الخامس، مشيراً إلى أنه تم البدء بالفعل فى عمل الرسومات الهندسية، والمخططات، والدراسات للمدينة بالتنسيق مع هيئة التخطيط العمرانى، ومجلس الوزراء. وأضاف الدرديرى فى حواره مع «عقارات المصرى» أن المحافظة خططت للقضاء على ظاهرة العشوائيات، موضحاً أنه وفقا للخطة الإسكانية الجديدة، فإنه من المقرر بناء وحدات لمحدودى الدخل وحالات الإخلاء الإدارى والزواج الحديث على مساحة 177 فدانا فى مدينة بدر، فضلاً عن بناء مساكن أخرى على مساحة 500 فدان فى مدينة 15 مايو لنقل جميع سكان العشوائيات والمقابر إليها خلال فترة محدودة، وإلى نص الحوار: ■ فى ظل عدم وجود ظهير صحراوى للمحافظة، هل تلجأ القاهرة للتوسع الرأسى بما يمثله من مشاكل مرورية وضغط على المرافق؟ - المحافظة لها حدود، فلا تخرج عن الطريق الدائرى شرقا، والنيل غربا، أو الطريق الدائرى جنوبا، وهو ما حرمنا من وجود ظهير صحراوى، لكن هذا لا يدعونا للتوسع الرأسى، بل إن هناك إجراءات تمت لمنع التوسع الرأسى، والحد من التكدس المرورى، أول هذه الإجراءات أننا حددنا اشتراطات مؤقتة للبناء لحين إتمام المخطط الاستراتيجى للمحافظة عام 2050، هذه الاشتراطات تعاملت مع كل منطقة على حدة، بحيث أصبحت لكل منطقة اشتراطاتها الخاصة، للحد من الكثافة البنائية، والارتفاعات، ووضعنا فيها ضوابط للنشاط التجارى والإدارى، بحيث تظل المناطق السكنية على طبيعتها ولا تتحول إلى أنشطة تجارية، فضلاً عن عدم بناء أى وحدات سكنية داخل القاهرة. ■ وأين يتم تنفيذ الخطة الإسكانية للمحافظة إذن، وما هى الفئات التى ستستفيد منها؟ - البناء يتم فى الأراضى التى أعطتها لنا وزارة الإسكان فى المدن المجاورة، مثل بدر، والتى تم تخصيص قطعتين فيها بمساحات 27 و150 فداناً، أما المستفيدون فهم نفس الفئات التى كنا نبنى لها فى القاهرة، وهم محدود الدخل، وحالات الإخلاء الإدارى، والزواج الحديث، والحالات القاسية، وبذلك يمكن الحد من التكدس السكنى داخل المحافظة، وفى نفس الوقت الاستمرار فى تنفيذ خطة الإسكان. ■ ومتى يتم البدء فى تنفيذ هذه الخطة؟ - خصصت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة هذه الأراضى بالفعل، وبدأنا البناء أيضاً ضمن الخطة الحالية التى تنتهى العام المقبل، لتكون للمحافظة 10 آلاف وحدة سكنية فى مدينة بدر، وسيتم خلال الخطة المقبلة، التى تبدأ 2011، تخصيص قطعة أخرى مساحتها حوالى 500 فدان فى مدينة 15 مايو، بالتعاون مع وزارة الإسكان، سوف يتم استغلالها فى بناء وحدات لنقل سكان جميع العشوائيات إليها، وبذلك تتحقق التنمية الحضارية التى كانت تتم أثناء وجود الظهير الصحراوى، حيث كنا نبنى فى الظهير ثم ننقل سكان المناطق العشوائية إليها، والآن ستكون مدينة 15 مايو هى المكان الذى سينقل إليه سكان المناطق العشوائية تنفيذا لقرار رئيس مجلس الوزراء بألا يكون فى القاهرة أى سكن عشوائى، كالعشش أو حتى المساكن غير اللائقة، ويشمل ذلك أيضا سكان المقابر، فلا يجوز ونحن بعد 10 سنوات على دخول القرن ال21 أن يكون هناك من يعيش فى المقابر، وإذا أجرينا حصراً لسكان المقابر، فسوف نحتاج إلى آلاف الشقق، ولا يمكن أن نبنى لهؤلاء فى نفس المكان، ولا يمكن اللجوء للتوسع الرأسى، كما أنه لن يتم البناء فى المساحات الفضاء، خاصة مع التوجه العام للدولة بأن تتحول جميع المساحات الفضاء إلى مناطق خضراء وحدائق ضمن المخطط الاستراتيجى للقاهرة الكبرى، الذى يجرى إعداده الآن. ■ لكن لحين الانتهاء من هذا المخطط، كيف يتم البناء الآن فى الأراضى الفضاء المملوكة لمواطنين؟ - صدر قرار من المحافظ باشتراطات البناء المؤقت لحين الإعلان عن المخطط، الذى يقضى بتحويل جميع المناطق الفضاء إلى مساحات خضراء، ونقل جميع الأنشطة الملوثة للبيئة إلى خارج العاصمة، لتصبح العاصمة مركزاً للمال والأعمال، وحتى لا يساء الفهم فإن أى قطعة أرض سكنية مملوكة لمواطن ومرخصة لبناء مسكن لن يتم المساس بها، ومن حقه أن يبنيها وفق الاشتراطات المؤقتة. ■ ما الجهة التى تقوم بإعداد المخطط الاستراتيجى؟ - هيئة التخطيط العمرانى هى المنوط بها إعداد هذا المخطط، بالتنسيق مع جميع أجهزة المحافظة التى تقدم مقترحاتها وتتم مراجعتها عدة مرات، ويتم عرضها على المجالس الشعبية والمحليه لمناقشتها وإبداء الرأى فيها، وتعديلها لتجنب الإضرار بأى طرف، لكن كل ذلك يتم ضمن أهداف ثابتة، أهمها نقل المناطق الصناعية والأنشطة الملوثة إلى خارج القاهرة، وإزالة جميع المناطق العشوائية، وسكان المقابر، وتطوير شكل كورنيش النيل إلى شكل حضارى، والتحرك بسرعة حتى لا تتحول الأراضى الفضاء باهظة الثمن على الكورنيش إلى أراض سكنية. ■ هل يتم نقل بعض الوزارات خارج القاهرة للتخفيف من الزحام أم ستبقى على الوضع الحالى؟ - المحافظة بها 7 وزارات فى مكان واحد هو شارع قصر العينى، وموقعها يسبب الكثير من الاختناقات المرورية، وقد تم وضع مخطط لإنشاء مدينة حكومية جديدة تضم هذه الوزارات، فقد تم تخصيص 1700 فدان لإنشاء هذه المدينة على الطريق الدائرى عند نهاية حدود المحافظة بالقرب من التجمع الخامس، وبالفعل بدأنا إجراء الرسوم الهندسية، وإعداد المخططات، والدراسات اللازمة بموافقة هيئة التخطيط العمرانى، ومجلس الوزراء، ونحن كمحافظة دورنا هو المساعدة فى التخطيط، وعمل حدود لهذه المدينة، كما أنشأنا شبكة الطرق الخاصة بها، وراعينا أن تكون محاورها المرورية واسعة.
