بعدساتهم حاولوا أن يعوضوا مصر الجديدة عن التقصير الفنى فى حقها، فطالما رصدت عدساتهم وعدسات غيرهم آثار مصر القديمة والمناطق الشعبية والأثرية، متناسية البارون والكوربة بمبانيهما الفاخرة القديمة. التعويض بدأ بالمسابقة التى أطلقها اتحاد المصورين الفوتوغرافيين المصرى تحت عنوان «الحفاظ على تراث مصر الجديدة»، والتى امتدت على مدار الأسبوعين الماضيين، وانتهت بتعليق الصور الفائزة بالمسابقة على جدران شارع صلاح سالم. «الترام، وقصر البارون، واستخدام الدراجات كوسيلة تنقل، وصحبة الكلب»، كانت أبرز الصور التى عبرت عن الحياة فى مصر الجديدة، بجانب بعض الصور التى مثلت شكل المبانى والبيوت بالمنطقة، وصورة أخرى التقطت فى الماضى يرجع تاريخها إلى عام 1960 وضعت بجانب صورة لنفس المشهد فى الوقت الحالى. الصورتان كانتا تطبيقا لمحور «مقارنة التراث على مر السنين»، الذى كان ضمن محاور المسابقة الثلاثة بجانب محورى «المعمار فى مصر الجديدة»، و«طريقة الحياة فى المنطقة». مصر الجديدة كما يراها أشرف طلعت، المصور الوثائقى، رئيس المسابقة، «لوحة فنية ضمن أكثر من طراز فنى مأخوذ من دول جنوب شرق آسيا»، يقول أشرف: «صحيح المناطق الأثرية الأخرى بها آثار يمتد عمرها ل500 عام، لكن مصر الجديدة التى يبلغ عمرها 100 عام فقط، لها طابع خاص عن بقية القاهرة، سواء فى طابعها الفنى أو نمط حياة أهلها». «أشرف» يتعجب من الإهمال الفنى الذى طال مصر الجديدة، رغم أنها كانت معقل الموسيقيين، على حد قوله، وذكر أن كنيسة «أبونا عجبى»، فى ميدان الإسماعيلية، كانت إحدى الكنائس التى فتحت فصولا بداخلها لتدريب فرق الرقص بمختلف أشكاله. مسابقة التصوير ليست المحطة الفنية الوحيدة، فيؤكد طلعت أن الاتحاد يستعد لعمل عدد من الأنشطة الفنية بالمنطقة لتعويض الإهمال الفنى الذى طال مصر الجديدة.
