تعيش طالبة كلية التجارة، شيماء محمود جلال، البالغة من العمر21 سنة مأساة كبيرة بعد أن تسبب أستاذ أمراض جلدية شهير فى وسط القاهرة فى بتر ساقها اليمنى، تعرضت ل3 صدمات قاسية، الأولى عندما خرجت من غرفة العمليات ووجدت ساقها إلى جوارها داخل كيس من البلاستيك، والثانية عندما شاهدها خطيبها وحماتها، التى قالت: «ابنى مايتجوزش واحدة عاجزة» والثالثة عندما علمت أنها لن تتمكن من التعيين فى الجامعة لعدم تقديمها التماساً بتأجيل الامتحانات، التقت «المصرى اليوم» بها داخل منزلها فى إمبابة، قالت بحرقة شديدة: «هذا الطبيب يتاجر بمهنة الطب»، فعندما خرجت من عيادته أثناء متابعة علاجها، وأخذت الأدوية التى كتبها فى الروشتة تسببت فى تورم وظهر لون أسود على ساقها، واتصلت به وأخبرته بذلك، فرد عليها بأنها لو حضرت ستدفع 300 جنيه قيمة كشف مستعجل، وقام بتحويلها إلى مستشفى قصر العينى وامتنعت الممرضات عن تنظيف الجرح، وأضافت، أن تشخيصه الخاطئ أدى إلى تدمير حياتها وعدم تمكنها من تحقيق حلمها بأن تصبح أستاذة جامعية، حيث حصلت على تقدير جيد جدا فى الفرقتين الأولى والثانية، أما الثالثة فكانت محجوزة فى المستشفى ما بين العناية المركزة وغرفة العمليات. حاولت «شيماء» أن تظهر تماسكها لكن عينيها كانت مليئة بالدموع وصوتها يختلط بالبكاء، ظلت تنظر لأعلى واستطردت بأنه من المستحيل أن يقوم أحد بإعادة ما ضاع، وقد أصبحت تتحرك «برجل صناعية» من الخشب. وأضافت أنه فى صيف 2008، ظهرت «حباية» فى ساقها اليمنى، تبدو أنها ناتجة عن لدغة ناموس وكانت تشعر بألم فى هذا المكان وشعرت بالقلق لأنها مصابة بالسكر وتوجهت إلى طبيب أمراض جلدية فى إمبابة فأخبرها بأنها «حباية» عادية تطفح على الجلد فى فصل الصيف ولا يوجد منها أدنى خطورة وأعطاها مضاداً حيوياً وبعض الأدوية، لكنها لم تختف فتوجهت له مرة ثانية، وكان رده: «لو عايزة تطمئنى أكثر أحولك إلى أستاذ أمراض جلدية شهير فى وسط البلد ليأخذ عينة»، وذهبت إليه وأخذ العينة وأخبرها بأن نتيجة التحاليل تؤكد عدم إصابتها بأى أمراض وأعطاها علاجاً وطلب منها الحضور بعد شهرين لكن الجرح ظل يكبر فى مكان أخذ العينة وعادت له وأعطاها بعض المراهم والأدوية وطلب منها الحضور بعد 3 شهور، وبالتردد عليه مرة أخرى كتب لها 12 حقنة كورتيزون للقضاء على الالتهاب وبعد أن أخذت 3 منها اسود الجرح وحدث تورم شديد. ويوم 9 مايو عام 2009، دخلت المستشفى وتم حجزها فى قسم الأمراض الجلدية ولم يحضر الطبيب للكشف عليها إلا بعد 3 أيام رغم صراخها من الألم وتورم ساقها مع انبعاث رائحة كريهة وتم تعليق المحاليل لها واستكمل الطبيب علاجه لها بوضع الكورتيزون دون عرضها على طبيب جراحة. وبعد 12 يوماً، تم عرضها على طبيب الأوعية الدموية، الذى أخبرها أن ساقها حدثت بها «غرغرينا» وظل يوجه اللوم إلى الأطباء لتسببهم فى تدميرها، قائلا: «مريض السكر الغرغرينا بتزيد فى جسمه كل نصف ساعة»، وتم إدخالها غرفة العمليات لتنظيف الجرح وبعد خروجها وجدت أن الأطباء استأصلوا عضلات وأوردة الساق ولم تجد سوى عظمة وعندما كشف طبيب الأمراض الجلدية -المتسبب فى تدهور الحالة- قال إن الجراحة خاطئة، وأدخلها العمليات مرة ثانية وبعد خروجها فوجئت ببتر ساقها ووضعها فى كيس بلاستيك إلى جوارها عند خروجها من العمليات. وظلت فى المستشفى حتى 26 نوفمبر الماضى، حاولت الصعود إلى طبيب الأمراض الجلدية حتى تلومه على ما فعله، واكتشفت أنه أصدر تعليمات لنوابه من الأطباء وإلى الممرضين بعدم إدخالها ورفضه رؤيتها. وأنهت «شيماء» رواية مأساتها بقولها: أكثر ما جعلنى أشعر بالعجز عندما وجدت خطيبى يفسخ الخطبة ووالدته تقول: «ابنى ما ينفعش يتجوز بنت عاجزة ورجلها مقطوعة». وأنها اكتشفت فى مارس الماضى أن المحضر الذى حررته ضد الطبيب تم حفظه فى النيابة العامة، فتقدم والدها بالتماس إلى المستشار محمد غراب، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة، الذى أصدر قراره بإعادة فتح التحقيقات. وبدأ أحمد مصطفى وكيل نيابة مصر القديمة، برئاسة مالك مصطفى التحقيق فى القضية وطلب تقارير الطبيب والأشعة الخاصة بالضحية لعرضها على لجنة الطب الشرعى لمعرفة الأخطاء التى تسببت فى بتر الساق.