يعتقد كثيرون من مشجعى كرة القدم فى غانا أن إصابة نجم منتخب «النجوم السوداء» مايكل إيسيان، التى أجبرته على الغياب عن مونديال 2010، كانت نتيجة «لعنة» ألقاها عليه أبوه الذى يعيش فى كنف الفقر، بينما يشكو من عدم رؤيته ابنه منذ 15عاما، وفشل كل محاولات الاتصال به. وفى الوقت نفسه، أعرب ريو فيرديناند، قائد المنتخب الإنجليزى لكرة القدم، بعد تعرضه لإصابه أجبرته أيضا على توديع أرض أفريقيا وبطولة كأس العالم عن اعتقاده بأن «شخصا ما أصابه بلعنة». وحتى الآن تأكد غياب ما لا يقل عن 17 لاعبا معظمهم من النجوم عن أول مونديال يقام بالقارة السمراء، فيما لا يزال سبعة لاعبين على الأقل مشكوكاً فى إمكانية مشاركتهم جراء الإصابة، وآخرهم جناح المنتخب الهولندى ونجمه آرين روبن. وفى الوقت نفسه، وصفت وسائل الإعلام غياب كل من الألمانى مايكل بالاك والنيجيرى جون أوبى ميكيل والغانى مايكل إيسيان والبرتغالى جوزيه بوسينجوا والشكوك التى تحوم حول مشاركة المهاجم الإيفوارى ديدييه دروغبا فى المونديال بأنها «لعنة تشلسى» حيث إن جميعهم يلعبون ضمن صفوف نادى تشيلسى الإنجليزى الفائز بلقبى الدورى الممتاز والكأس الإنجليزيين لهذا الموسم. والسؤال الذى يطرح نفسه هو ما بال كل هذه اللعنات تصب على رؤوس النجوم ومنتخباتهم التى تعول كثيرا على مشاركتهم فى الحدث الكروى الأبرز عالميا؟ وهل هى مجرد مصادفة أم أن لأرض الأسلاف والمعتقدات القديمة التى يشوبها الغموض وتشتهر بالطلاسم والتعاويذ والسحر دورا فى كل ذلك؟ ففى غانا، ذكر موقع غانا ويب الإخبارى أن عددا غير قليل من المشجعين يعتقدون أن جيمس إيسيان قد استعان بتعويذة «جوجو» وهى تعويذة لجلب سوء الحظ، لضمان عدم مشاركة ابنه «العاق» فى مونديال جنوب أفريقيا. وفى جنوب أفريقيا، الدولة المضيفة للبطولة، أصبح السحر تجارة رائجة حيث ذكرت صحيفة «التايمز» الجنوب أفريقية أن ساحرا ممن يطلق عليهم اسم المعالجين التقليديين يدعى ثابانج خوبيكا، وهو مورد منتظم للعلاجات التقليدية للاعبى كرة القدم بغرب أفريقيا، قد أقام كشكا بوسط مدينة جوهانسبرج يبيع فيه خليطا يحتوى على «شحوم السنجاب» التى ينصح اللاعبين بدعك القدمين بها لزيادة سرعتهم. وقال خوبيكا إن «السنجاب يجرى بسرعة، مثل واين رونى. ولتكون مثله فأنت بحاجة لاستخدام هذا الزيت». وتتكلف شحوم السنجاب المخلوطة بجذور شجرة ما مبلغ 600 راند جنوب أفريقى، أى نحو 78 دولارا أمريكيا. وينصح بها لكل من لاعبى كرة القدم والأشخاص الذين يقيمون دعاوى قضائية لأن كليهما بحاجة إلى مراوغة الدفاع. ويؤكد موقع أفريك دوت كوم الإخبارى أن حكايات الشعوذة والسحر الأسود معتادة للغاية فى كرة القدم الأفريقية، وأن أغلب اللاعبين يستخدمونها للتواصل مع أسلافهم قبيل خوض المباريات الكبرى لمنحهم القدرة على التفوق على المنافس. ومن إلقاء التعاويذ على الكرة أو أدوات اللاعبين قبيل المباراة إلى دهان عوارض مرمى الفريق بالخلطات السحرية لإبقاء الكرة بعيدا عن الشباك، يعتقد الأفارقة أن «رجال الجوجو» أى السحرة يفعلون المعجزات. وغالبا ما يحرص المشجعون فى الوقت الذى يتابعون فيه مجريات المباراة داخل المستطيل الأخضر، على مراقبة أشخاص مثيرين للشبهات يقفون على خط الملعب، بينما يحاولون تغيير مسار المباراة. وعندما يؤدى فريق افريقى ما مباراة بشكل سيئ ومفاجئ، فإن بعض مشجعيه يسارعون إلى القول بإن أحدا ما ألقى بتعويذة على اللاعبين والمباراة. ونظرا لأن السحر والتعاويذ والطلاسم تمثل جزءا لا يتجزأ من ثقافة وموروثات الشعوب والقبائل الأفريقية ومعتقداتهم الدينية فإنهم لا يشعرون بأن استخدامها فى كرة القدم يخل بمبدأ اللعب النظيف وتساوى الفرص. ويقول جون موشويو، وهو لاعب جنوب أفريقى دولى سابق لعب فى صفوف منتخب جنوب أفريقيا الفائز بكأس أفريقيا 1996، لصحيفة التايمز الجنوب أفريقية، إن ارتداء المهاجم البرازيلى ريكاردو كاكا «تى شيرت» مكتوباً عليه «أنتمى للمسيح» تحت فانلة فريقه يمثل الطريقة المعادلة لاستخدام التعاويذ السحرية لدى أبناء أفريقيا، بينما شبهها آخر بأنها المعادل الأفريقى لطقوس المناولة فى المسيحية. ولكن هل أفلحت تلك المحاولات فى السابق؟ فقد ذكر موقع أفريك دوت كوم أنه فى عام 1974رافق منتخب نمور زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) فريق من السحرة خلال مشاركتهم فى كأس العالم لكرة القدم غير أن الفريق منى بالفشل أمام منتخبى البرازيل وأسكتلندا قبل أن يتلقى هزيمة قاسية على يد يوغوسلافيا التى انتزعت أنياب النمور بتسجيل تسعة أهداف فى مرماهم مقابل هدف واحد.