تجددت مشكلة العفن البني في البطاطس المصرية المصدرة لروسيا مما ينذر بتجدد أزمة غلق السوق الروسية أمام صادراتنا من البطاطس الموسم القادم، وعلمت «المصري اليوم» من مصادر داخل الحجر الزراعي بوصول خطاب من الجانب الروسي يُعلم الجانب المصري بوجود حالة ل«العفن البني» في إحدى الرسائل التي صُدرت لروسيا. وكشف المصدر أن المسؤولين عن الحجر الزراعي أعلنوا حالة الطوارئ لاكتشاف المحطة التي سمحت بخروج الرسالة، رغم وجود خبراء روس في مصر لمتابعة تصدير البطاطس ومحاسبة المقصرين. كانت روسيا قد فتحت أسواقها للبطاطس المصرية في نهاية موسم البطاطس بعد أن ظلت السوق الروسية مغلقة تحت ادعاءات وجود «عفن بني» بشحنات البطاطس المصدرة العام الماضي وهو ما لم يستطع الجانب الروسي إثباته، مما اعتبر أنه مماطلة غير مبررة، وقد أثر ذلك على خسارة كبيرة للمزارعين والتجار والمصدرين المصريين، حيث كانت روسيا قد استوردت بمفردها 460 ألف طن في الموسم الماضي. ورفض الدكتور إبراهيم العباسي، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، التعليق على الموضوع، في حين أكد بعض المصدرين تخوفهم من أن يستغل الجانب الروسي هذه الحالة ذريعة لغلق الأسواق الروسية أمام البطاطس المصرية، مرة أخرى. وكشف الدكتور علي سليمان، مدير مشروع العفن البني للبطاطس بوزارة الزراعة، ل«المصري اليوم» أنه مع انتهاء الموسم تم تصدير 143 ألف طن بطاطس للاتحاد الأوروبي و80 ألفًا لروسيا و62 ألف طن لدول عربية وأجنبية بإجمالي 285 ألف طن تم تصديرها للأسواق الخارجية. وأكد سليمان انتهاء مهمة خبراء البطاطس الروس بمصر وسفرهم بعد بقائهم لمدة 70 يومًا بمصر لمتابعة عمليات فحص وتصدير البطاطس لروسيا، موضحًا أن الوفد الروسي زار 50 محطة في مصر وجمع بيديه ما يزيد على 60 عينة من محطات الفحص والتعبئة قاموا خلالها بتحليلها في مشروع العفن البني للبطاطس، حيث لم تثبت إصابة عينة واحدة من الرسائل التي تم تصديرها لروسيا وهذا ما يثبت براءة البطاطس المصرية وعدم صحة افتراءات الجانب الروسي العام الماضي. وأضاف سليمان أن الكساد العالمي قد أثر على أسواق البطاطس مما أدى إلى انخفاض التصدير، معللًا ذلك بارتباط اقتصاد مصر بالتجارة الدولية، موضحًا أن ازدهار التصدير مرتبط بانفراج الأزمة المالية، ويبدو من خلال المؤشرات الحالية تحسن الموقف في المجالات التصديرية وبخاصة البطاطس.
