قرية صغيرة فى محافظة قنا، لا تبعد عن «نهر الحياة» أكثر من 4 كليومترات، ورغم ذلك فالعطش هو السمة العامة للقرية، حيث يشرب المواطنون مياها مالحة وملوثة. فى قرية «العديسية» التابعة لمركز قنا، يعيش 5000 مواطن رحلة عذاب يومية بحثاً عن مصدر نظيف للمياه. يقول عبدالهادى عمر، أحد الأهالى: «المعاناة الحقيقية هنا هى الوصول إلى المياه النظيفة، المعاناة هنا يومية، ولا تكاد تنتهى، فالمواسير الممتدة تنقل مياهاً مالحة، لا أحد يستخدمها للشرب أو للطعام، وإنما لغسل الأوانى والتنظيف». يتابع عبدالهادى: «تقدمنا بالعديد من الشكاوى إلى المسؤولين بالوحدة القروية وشركة المياه دون جدوى فمازالت المياه مالحة كأنها مياه البحر». ويضيف قاسم على الصغير، أحد أهالى العديسية: «نعتمد على شراء جراكن المياه النظيفة من إحدى السيارات بالقرية لاستخدامها للشرب وللطعام، خاصة أن ملوحة مياه الحكومة أدت لإصابة الكبار والصغار بالفشل الكلوى، خاصة أن المواسير مثقوبة والمياه ملوثة، مما أدى لانتشار أمراض خطيرة مثل التيفود». ويتابع «ورغم أننا نسدد فواتير المياه بانتظام فإن الشركة لم تتحرك لحل هذه الأزمة اليومية، رغم أن قريتنا لا تبعد عن نهر النيل سوى 4 كيلومترات فقط». ويقول هانى عمر، أحد أهالى القرية: «نتفق مع سائقى سيارات النقل ليوفروا لنا جراكن المياه مقابل جنيه واحد للجركن، حيث يملأون الجراكن بالماء النظيف من القرى المجاورة كقرى الأشراف أو الشيخ عيسى أو القناوية ويبيعونها لنا مقابل جنيه للجركن». ويتابع عبدالناصر على، أحد سكان العديسية: «نعتمد على الجراكن مرتين يومياً، وهذا يعرضنا للإحراج مع القرى الأخرى التى أحيانا ترفض تزويدنا بالمياه، فنحن فى الأصل نعتمد على مياة مرشح دشنا الذى كان يعمل لساعة واحدة يومياً، وهو متوقف منذ 4 أشهر وحتى الآن عن العمل دون سبب معروف، ولم تعد لدينا حلول». رحلة البحث عن مياه نظيفة ليست سهلة، فعبد الناصر يصف ما يحدث من صراع على المياه قائلا: «غالباً ما تحدث مشاحنات بين الأهالى أثناء الحصول على جراكن المياه من السيارات، المشادات تتطور باستمرار فالجميع عطشى، وكلهم يريد المزيد من المياه، والوحدة المحلية لم تكلف خاطرها وتوفر لنا سيارة فنطاس، والمسؤولون يصرون على تجاهل المشكلة حتى الآن».
