المأْذون الشرعى الشيخ «أحمد عبدالحكم»، واحد من أشهر المأذونين فى مصر، حيث قام بعقد قران وطلاق عدد كبير من المشاهير ونجوم المجتمع، وهو السبب فى اشتهاره بلقب «مأذون المشاهير»، وبحكم سنوات خبرته التى تجاوزت 30سنة وشهرته فى مجال عقد القران، يحتفظ الشيخ عبدالحكم بقصص وحكايات وأسرار مثيرة، كان شاهدا عليها، من بينها ما سمح بالكلام فيه وحكايات أخرى لم يروها مراعاة للأمانة المهنية، وحفاظاً على علاقته بأصحابها خاصة من المشاهير. التقيناه فى مكتبه بحى بولاق أبوالعلا فى القاهرة وطرحنا عليه العديد من الأسئلة حول قضايا الزواج والطلاق وأبرز الشخصيات التى شارك فى زواجها أو طلاقها ورأيه فى الزواج العرفى ونصيحته للمقبلين على الزواج وغيرها من القضايا فى الحوار التالى: ■ كيف بدأت رحلتك مع المأْذونية؟ - منذ طفولتى كنت أحرص على الجلوس مع والدى الذى عمل فترة طويلة مأْذونا حتى وفاته مثل جدى «والده» وكان لدى ميل وحب غير عادى تجاه المهنة باعتبارها السبب فى التوفيق بين الأسر لذلك حرصت على العمل فيها مستفيدا من خبرات والدى ولتحقيق هذا الهدف التحقت بكلية الحقوق وبعد تخرجى تقدمت فى أوائل الثمانينات لمسابقة لاختيار مأْذون فى منطقة العدوية والفرنساوى والشيخ على، التابعة لمحكمة بولاق أبو العلا خلفا لوالدى بعد وفاته، وتم اختيارى من بين 15 متقدما حيث انطبقت على جميع الشروط المطلوبة لأكمل مسيرة والدى وجدى فى هذه المهنة. ■ ما أبرز الشخصيات الشهيرة التى قمت بعقد قرانها أو تطليقها؟ بدايتى مع زواج النجوم كانت مع الفنان الراحل رشدى أباظة بزواجه من ابنة عمه فى عام 1979م، وزوجت الفنان وحيد سيف والمطرب على الحجار، ثم طلقته من الفنانة مشيرة إسماعيل، وطلقت نور الشريف من بوسى، وزوجت الفنانة المعتزلة نورا من رجل الأعمال المحبوس حاليا هشام طلعت مصطفى كما تضم القائمة الإعلامى حمدى قنديل الذى عقدت قرانه على الفنانة نجلاء فتحى وزوجت شقيقه عاصم قنديل بناهد فريد شوقى بحضور والدها الفنان الراحل فريد شوقى كما زوجت المذيعة مها عثمان على السفير ياسر مراد ابن شقيقة حمدى قنديل وزوجت الإعلامى أحمد مختار وغيرهم. ■ ومن هو أشهر شاهد على زواج قمت بعقد القران فيه؟ - الدكتور أحمد نظيف وكان شاهدا على زواج نجل اللواء حسن صدقى نائب رئيس المخابرات الأسبق على كريمة الدكتور على الحفناوى رئيس مجلس إدارة القرية الذكية السابق ■ ولماذا يلجأ معظم المشاهير إليك تحديدا لإتمام زيجاتهم أو طلاقهم؟ - هذا الأمر اعتبره محبة من الله ونتيجة النزاهة والسمعة الطيبة التى توارثتها أبا عن جد، فضلا عن أن البعض يلجأ إلى نتيجة شعورهم بالارتياح لى مادياً ونفسيا. ■ هل هناك حالات زواج أو طلاق طلب منك أصحابها عدم البوح بها؟ - نعم هناك المئات من حالات الزواج والطلاق للعديد من رجال الدولة والفنانين ومشاهير المجتمع أتممتها ولا أحب التطرق إليها لأنها من أسرار المهنة وأنا مؤتمن على خباياها ولا يمكن الحديث عنها نهائيا. ■ لماذا تراجع الحرص على ارتداء المأذون للعمامة والجبة والقفطان والاتجاه للبس البدلة؟ - المأذون مرتبط بالقاضى الشرعى.. منذ زمن بعيد كان القاضى يرتدى العمامة أو الطربوش والجبة والقفطان وكان أغلب المأْذونين من علماء الأزهر الشريف فكان هناك التزام بزى الأزهر، إلا أن الظروف تغيرت وأصبحت البدلة زى القاضى، وبالتالى تغيرت شروط المأْذونية، فلا يشترط أن يكون من رجال الأزهر أو يرتدى العمامة والجبة والقفطان مثلما كان فى الماضى. ■ وماذا تفضل أنت.. البدلة أم الجبة والقفطان؟ - أميل دائما إلى ارتداء البدلة ولكن فى بعض الأحيان تطلب العروس أو العريس منى ارتداء العمامة والجبة والقفطان خلال عقد القران وفى هذه الحالة ألبى رغبتهما لأن البعض يرون أنها تضفى على المأْذون وقارا واحتراما لأنهم لا يستسيغون رؤية الماْذون مرتديا بدلة. ■ هل تشترط الحصول على أجر معين نظير عقد القران أو الطلاق؟ - لا أشترط الحصول على مبلغ معين سواء فى الزواج أو الطلاق وهى مسألة تقديرية من العريس أو المطلق ولو أعطانى البعض أقل من الأجر المطلوب أكون راضيا. ■ هل تفضل عقد القران فى المنازل أم المساجد؟ أفضل المساجد تيمنا بالرسول صلى الله عليه وسلم، فضلا عن أنها تعتبر أماكن عامة ولها قدسية واحترام. ■ لماذا زادت نسبة الزواج العرفى فى المجتمع؟ - بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والمغالاة فى المهور، وغياب الرقابة من الأسرة جعلت بعض الشباب يلجأ للزواج العرفى لعدم تحمل أى التزامات أو مسؤوليات تجاه الزوجة خصوصا فى المجتمعات الأرستقراطية كما تلجا بعض الأرامل للزواج العرفى تجنبا لفقدان المعاش الذى تتقاضاه من زوجها بعد وفاته، ويلجأ بعض المشاهير للزواج العرفى خوفا من مواجهة المجتمع. ■ وهل هناك حالات زواج عرفى طلب أصحابها إشهارها شرعيا؟ - هناك حالات كثيرة من الشباب يضطرون إلى إعلان الزواج العرفى وتحويله إلى شرعى خصوصاً بعد حمل الزوجة. ■ وهل تشترط الاطلاع على الكشوف الخاصة بفحوص ما قبل الزواج للعروسين قبل إتمام عقد القران؟ - نعم لأنه بناء على هذه الكشوف، أقوم بتدوين ما يفيد بأن الزوجين لائقان طبيا فى وثيقة الزواج، أما إذا كانا يعانيان من بعض الأمراض التى حددتها وزارة الصحة أرفض إتمام العقد.. وأود الإشارة هنا إلى أن معظم هذه الكشوف شكلية، بالرغم من أهمية هذه الفحوصات فى التقليل من حالات الطلاق لأنه فى حالة اكتشاف إصابة أحد المقبلين على الزواج بأحد الأمراض خصوصا المزمنة يمكنه العلاج قبل إتمام الزواج ولذا يجب أن تكون هناك صراحة بين الطرفين لمنع «وقوع الفأس فى الرأس» كما يقولون. ■ كيف تفسر تزايد معدلات الطلاق فى مصر خلال السنوات الأخيرة؟ - أفسره بالحالة الاقتصادية الطاحنة وانعدام الوازع الدينى وعدم التكافؤ الاجتماعى والثقافى بين الطرفين، وقد تبين لى أن أكثر من 75 % من حالات الطلاق التى تحدث قبل أن يدخل الزوج على عروسه سببها الخلاف على قائمة المنقولات. ■ هل حالات الزواج التى تعقدها أعلى من الطلاق أم العكس؟ - نادرا ما أتمم حالات طلاق لأنه فى كثير من الأحيان يوفقنى الله فى إتمام التصالح بين الزوجين قبل تطليقهما وهذه إحدى وظائف المأذون، وعليه أن يجتهد فى إبداء النصيحة للزوجين ولأولياء الأمور وللشهود بالتقوى وحسن الخلق والعشرة الطيبة ويذكرهم بأن الدين المعاملة ويحثهم على التسامح، كما أننى أرفض تزويج أى فتاة لم تكمل الثامنة عشرة والهاربة من أهلها والزواج العرفى. ■ ما أبرز المفارقات الغريبة التى تعرضت لها خلال عملك فى هذه المهنة؟ - قبل نحو 6 سنوات عقدت قران عروسين بعد صلاة العشاء فى مسجد الفتح وبعد نحو ساعتين فوجئت بهما وبصحبتهما أغلب المدعوين على عقد القران، يطرقون باب بيتى ويطلب الزوج منى أن يطلقها فجلست معهم للتوفيق بينهما للحيلولة دون إتمام الطلاق إلا إننى فشلت بعد أن تمسك الزوج برأيه مهما كلفه الأمر وعلمت منه أن السبب فى ذلك نشوب مشاجرة بين شقيقة العريس والعروس داخل محل الكوافير، فأخبرت شقيقها العريس بذلك وارتأى أن عروسته أهانت شقيقته ووالدته أثناء المشاجرة، فصمم على الطلاق وأعطى العروسة كامل حقوقها قبل أن يغادر مكتبى. ■ من واقع خبرتك.. ما الروشتة التى تقدمها للمقبلين على الزواج؟ - يجب على كل مقبل على الزواج التأنى فى اختيار شريك الحياة وألا يغتر بالمظاهر الخادعة، وعليه إدراك أنه قبل أن يختار زوجة له فهو يختار أما لأبنائه على قدر تربيتها فى بيتها ستربى أبناءها، كما أوصى أولياء أمور البنات أن يراعوا الله فى بناتهم وأن يتخيروا الزوج الصالح دون النظر للمادة تطبيقا لحديث النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير».
