واصل عدد من الناشطين السياسيين احتجاجاتهم على الاعتداءات الإسرائيلية على «أسطول الحرية»، ونظموا وقفة احتجاجية أمام مجلس الشورى، أمس، وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلى، ووقف تصدير الغاز إلى «تل أبيب»، وسط حصار أمنى مشدد يفوق المعتاد وبعض المناوشات المحدودة. وحمل مئات المتظاهرين لافتات «اطردوا سفير الخنازير» وصوراً لحسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر كتب أسفلها «رمز الكرامة»، ورددوا هتافات «المقاومة هى الحل ضد الغاصب والمحتل» و«يا سعدات قول لهنية الحل فى البندقية». من جانبه، انتقد محمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات فى نقابة الصحفيين، الموقف المصرى الذى «جاء متأخراً ولم يبادر بتقديم حل جذرى للمشكلة بفتح معبر رفح بشكل نهائى ورضوخه إلى الضغوط الأمريكية الإسرائيلية». وأصدر شباب الجمعية المصرية للتغيير (تحت التأسيس) بياناً ربطوا فيه بين ما حدث لقافلة الحرية وتمديد قانون الطوارئ والشروع فى تزوير انتخابات الشورى، ووصفوا النظام بأنه «فاقد للشرعية ومتواطئ مع إسرائيل». وقال محمد على، أحد المشاركين فى المظاهرة، إن وقفة المحتجين تأتى اعتراضاً على غياب موقف عربى حقيقى فى مواجهة إسرائيل، وأضاف أنه لم يكن ليتظاهر لو اتخذت الحكومة موقفاً «يرضى عنه»، ولكنها اكتفت ب«الفرجة». فى السياق نفسه، احتشد نحو 3 آلاف طالب فى المدينة الجامعية للأزهر فى مظاهرات غاضبة، مساء أمس الأول، للتنديد باعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلى على «أسطول الحرية» الذى أسفر عن مقتل 19 ناشطاً وإصابة العشرات، ورددوا هتافات: «لما قالوا نفك حصار.. قاموا وضربوا عليهم نار» و«أبوالغيط قوم واتحرك.. ده ابن الغرب قام واتحرك»، و«رغم ورغم الامتحانات.. مش هنسكت على الإهانات»، و«ليه الذل وليه العار.. إمته هنكسر الحصار». وحرق الطلاب العلم الإسرائيلى، ونددوا بالمذبحة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية. وألقى أحد الطلاب كلمة، طالب من خلالها بوقف التطبيع بكل أشكاله، وقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيرها من القاهرة. وانتقدت اللجنة التنسيقية لطلاب مصر، فى بيان موحد أصدرته فى الجامعات، أمس الأول، «وقوف حكام العرب والعالم مكتوفى الأيدى أمام انتهاكات حقوق الإنسان، واكتفائهم بالشجب والاستنكار. وندد البيان بالموقف المصرى والعربى والعالمى الذى اكتفى بالشجب والاستنكار. وطالب المحتجون من حركات «حقى» و«مقاومة» و«رابطة العمل الإسلامى» و«الإخوان المسلمين»، بضرورة اتخاذ الحكام العرب إجراءات فاعلة للرد على إسرائيل. كما طالبوا بضرورة الدعوة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة الأحداث وتوقيع عقوبات على «الكيان الصهيونى، وتقديم الدعم بكل أنواعه للمقاومة الفلسطينية ومدها بالسلاح»، إلى جانب مطالبة المجتمع المدنى وجميع القوى الشعبية والتيارات السياسية بالتحرك لحث النظم الرسمية على التحرك لمواجهة ما يحدث، فضلاً عن تقديم الدعم إلى القطاع المحاصر». وفى المحافظات تواصلت مظاهرات الغضب، أمس، احتجاجا على الجريمة الإسرائيلية. ففى الغربية تظاهر نحو 5 آلاف من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، أمام مكتب كتلة الإخوان فى مدينة طنطا، للتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية، بمشاركة من نواب الجماعة والنساء والأطفال والشيوخ، واستمرت المظاهرة أكثر من ساعتين، وسط حصار أمنى مشدد. وطالب المتظاهرون بطرد السفير الإسرائيلى من القاهرة وسحب السفير المصرى من إسرائيل. وفى الشرقية، تظاهر نحو 5 آلاف مواطن، أمام مقر شركة عمر أفندى فى مدينة الزقازيق. وانتقد المتظاهرون موقف الحكام العرب فى مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية واستمرار «تل أبيب» فى فرض الحصار على غزة، وطالبوا الحكومة بفتح باب الجهاد، وحاصرت قوات الأمن المتظاهرين وفرضت كرودنا أمنيا حولهم لمنع تسربهم إلى أماكن أخرى. وفى بورسعيد، نظم المئات، وقفة احتجاجية، أمام المسجد التوفيقى بحى العرب. وطالب الدكتور أكرم الشاعر، عضو مجلس الشعب، خلال الوقفة، بإلغاء معاهدة كامب ديفيد وطرد السفير الإسرائيلى وسحب المبادرة العربية للسلام، المقدمة من جامعة الدول العربية، وإلغاء أى معاهدات أبرمت بين أى دولة عربية وإسرائيل، وفتح الحدود مع غزة. وفى المنيا، نظم نحو 2000 مواطن، وقفه احتجاجية استمرت لأكثر من ساعتين، أمام مسجد عمر بن الخطاب، وأدى المحتجون صلاه الغائب على أرواح الشهداء، وطالبوا الحكومة بطرد السفير الإسرائيلى، ووقف تصدير الغاز، وفتح معبر رفح. وفى كفرالشيخ نظمت نقابة الأطباء، مظاهرة أمام مقرها بمدينة كفر الشيخ، شارك فيها الآلاف من المواطنين والمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين. وفى الفيوم، نظم المئات من أبناء الفيوم والقوى السياسية مسيرة حاشدة، بدأت من كوبرى الشيخ سالم بمدينة الفيوم وامتدت إلى الشوارع المجاورة، للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على قافلة أسطول الحرية، ومواقف الحكومات العربية وتخاذلها تجاه تلك الجرائم. وفى الإسكندرية، نظمت جماعة الإخوان المسلمين نحو 17 مظاهرة ووقفة احتجاجية، على مستوى المحافظة، بمشاركة العديد من القوى والأحزاب السياسية والنقابات المهنية للتضامن مع أهالى غزة والتنديد بالعدوان الإسرائيلى. بينما توجه وفد من حزبى الجبهة والغد ومركز «ضحايا» لحقوق الإنسان وشباب 6 أبريل، إلى القنصلية التركية ومقابلة القنصل التركى الذى شكرهم على تضامنهم وطلب عدم تنظيم أى مظاهرات احتجاجية أمام القنصلية. وحرق المتظاهرون العلم الإسرائيلى، ورددوا الهتافات ضد إسرائيل. وأصدرت القوى السياسية والوطنية بالمحافظة بيانا، أدانت فيه الاعتداءات، وطالبت بطرد السفير وغلق السفارة الإسرائيلية فى مصر، وفتح معبر رفح، وإلغاء جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل. وفى بنى سويف، تظاهر نحو 2000 من المسلمين، وأغلقوا شارع عبدالسلام عارف أكبر شوارع المدينة على الإطلاق. وطالب المتظاهرون، بطرد السفير الإسرائيلى من مصر وفتح باب التطوع للجهاد. وقال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، خلال الاحتفال بمرور 34 سنة على إنشاء حزب التجمع، إن الحكومة المصرية حكومة ضعيفة تركت العدو الصهيونى ينتقم من «أسطول الحرية» وكل ما فعلته الحكومة أنها استدعت السفير الإسرائيلى فى القاهرة ولم تعلن ماذا قالت له، «ربما دعته لشرب فنجانين من القهوة. من جانبهم، تظاهر عشرات الأطباء أمام مقر نقابتهم للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية وقاموا بحرق العلم الإسرائيلى كما داسوه بالأقدام. وطالب الدكتور جمال عبدالسلام، مقرر لجنة العلاقات الخارجية باتحاد الأطباء العرب، بضرورة التصدى للغطرسة الإسرائيلية وفك الحصار عن القطاع المحاصر. وقال الدكتور إبراهيم الزعفرانى، أمين عام لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء إنه فى حالة سماح السلطات المصرية بإدخال جميع أنواع المساعدات فإن النقابة على أتم استعداد لجمع 100 طن من المساعدات خلال 48 ساعة وإدخالها عبر معبر رفح، مشيراً إلى أن السلطات المصرية تسمح فقط بدخول المساعدات الطبية.