فى أحد الأماكن العشوائية بمنطقة مصر القديمة، وتحديداً فى عزبة أبوقرن، بالفسطاط، قرروا أن يبدأوا نشاطهم، من هناك قرر شباب جمعية «عشانك يا بلدى»، فرع كلية الهندسة جامعة عين شمس أن يبدأوا حملتهم لتنمية المنطقة. يقول محمد هشام، أحد أعضاء الجمعية، إنهم بدأوا العمل فى العزبة منذ 5 سنوات حاولوا فيها تنمية المنطقة العشوائية وفقاً لخطة محددة وجدول أعمال واضح، بدأ بتخطيط المنطقة وتقسيمها لمناطق a، b، c ثم ترقيم المنازل لتحديد مناطق العمل، بعد ذلك انتقلت الجمعية لمرحلة جمع المعلومات عن أهالى المنطقة وظروفهم، لتحديد عدد الأسر، وحصر العاطلين عن العمل، والأسر التى بلا عائل. أضاف محمد «هذه المرحلة كانت الأصعب والأخطر، خاصة بعد أن تعرضنا لمشاكل كثيرة مع الأهالى الذين اعتقدوا فى بداية الأمر أننا تابعون للحكومة أو الحزب الوطنى، وأن ما نقوم به من أبحاث هدفه طردهم من مساكنهم، وبعد مداولات طويلة عرف الأهالى حقيقة وطبيعة عملنا وتفهموا الأمر». فى العمل التنموى داخل عزبة أبوقرن جاءت المرحلة التالية التى يسميها محمد هشام «مرحلة التعارف» وهى المرحلة التى بدأ فيها المتطوعون بناء جسور من الثقة مع الأهالى، خاصة بعد أن حصل الشباب على تصريح باستخدام مركز أبوالسعود لأيام محددة من كل شهر لتوزيع السلع الغذائية على السكان مجاناً، وطور الشباب الفكرة لإقامة معارض لبيع الملابس بأسعار لا تتجاوز الجنيه ونصف الجنيه للقطعة. يقول محمد «مرحلة التعارف جاءت قبل عامين حينما قمنا بتجديد مدرسة الفسطاط، ثم المساهمة بشكل كبير فى تجهيز بعض العرائس، وتوفير بعض الأثاث والمتعلقات المنزلية الأخرى التى كانت تعطل الزواج، وتنظيم الأفراح إذا لزم الأمر.. وفى هذه المرحلة شعر الأهالى أننا بالفعل نحاول المساعدة». أما عن المرحلة الحالية من عمل جمعية «علشانك يا بلدى» فى عزبة أبوقرن والتى بدأت منذ عام تقريباً فتضمنت تجديد مدرسة أبوالسعود الابتدائية وتأسيس فصول تقوية لطلاب الثالث والرابع والخامس والسادس الابتدائى، فضلا عن فصول محو الأمية وإنشاء ورش لتدريب الشباب العاطلين على الحرف اليدوية وتوفير المعدات مجاناً. فكرة «عشانك يا بلدى» انطلقت من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة وانتشرت منها إلى جامعتى القاهرة وعين شمس وأيضاً إلى الجامعتين الفرنسية والألمانية. الفكرة استهدفت تغيير فكر العمل الأهلى بالجامعة من العمل الخيرى وجمع التبرعات إلى العمل التنموى وتعزيز روح التطوع لدى الشباب. البداية جاءت فى عام 2002، حين بادرت رغداء الإبراشى إلى تأسيس جماعة «عشانك يا بلدى» فى الجامعة الأمريكية. وفى عام 2005 بعد تخرجها فى الجامعة قامت رغداء بتأسيس «جمعية عشانك يا بلدى للتنمية المستدامة» المسجلة كمنظمة غير حكومية مقرها القاهرة «كان الهدف هو البحث عن مكان مشترك يستطيع أى متطوع من أنحاء القاهرة الوصول إليه بسهولة فالهدف الأول للجمعية هو مد جسور التواصل ما بين طبقات المجتمع». وتحكى رغداء كيف كان أهل عين الصيرة يتجاهلون الجمعية وينتظرون منها أن تكون مجرد جمعية خيرية أخرى توزع المساعدات، ولكن هناك حدثين هامين أحدثا تغييراً ملموساً الأول حين تم تعيين أحد أبناء المنطقة كمحاسب فى شركة كبرى ذات اسم معروف وتحسنت ظروفه المادية جذرياً، أما الحدث الثانى كان حين حصلت إحدى السيدات على قرض صغير لشراء حمار لجر عربة يبيع عليها زوجها أنابيب البوتاجاز وبعد تسديد القرض حصلت على آخر لتبيع الحمار وتشترى حصاناً للغرض نفسه، ولم يمر وقت طويل حتى حقق المشروع أرباحاً وباعت السيدة السيارة الكارو واشترت «تاكسى» يقوده زوجها، وبعد سنوات باعت الأسرة منزلها وانتقلت لمنزل أفضل فى السادس من أكتوبر. وتوضح مؤسسة الجمعية أنه فى عام 2008 وحده، تمكنت الجمعية من خدمة ما يزيد على 2000 من الشباب والنساء من ذوى الدخل المنخفض، عبر ما قدمته لهم الجمعية من برامج وتدريبات.