بين العامين الخامس والتاسع من عمر الزواج، تجتاح الزوجة حالة نفسية اتفق العلماء على تسميتها «هرشة السنة السابعة»، وسميت بهذا الاسم تعبيرا عن مدى إزعاجها وخطورتها ونسبة لمرض جلدى انتشر فى القرن التاسع عشر يسبب تقرحات وحكة تدوم لسنوات متواصلة عرف ب«الهرشة الفرنسية»، أما الألمان فيطلقون على السنة السابعة للزواج «السنة الملعونة»، لأنه تم تسجيل أعلى نسب طلاق للأزواج فى هذه الفترة من الزواج وصلت فى بلادهم إلى 30 بالمائة سنويا. وقد أثبتت الدراسات النفسية مرور الحياة الزوجية ببعض مراحل الخطر وحددتها بالعامين الأول والرابع ثم العام السابع الذى تصل فيه التوترات لأقصاها بين الزوجين. فرط حساسية تلك الهرشة دفع أيضا المخرج الأمريكى بيلى وايلدر عام 1955 لإخراج فيلم يحمل اسمها «هرشة السنة السابعة» من بطولة مارلين مونرو، تناول فيه أزمة جار مر على زواجه سبع سنوات يتعرض لإغراءات جارته أثناء سفر زوجته وأولاده. وتقول د. هبة قطب، مستشار العلاقات الزوجية والطب الجنسى: هذه الأزمة تصيب الزيجات بين العامين الخامس والتاسع، ونسبتها للسنة السابعة هو أمر تقديرى، وأسبابها نفسية بحتة لا دخل للعوامل البيولوجية فيها، كالشعور بالملل وعدم التجديد فى الحياة الزوجية، ومن أعراضها نشوب خلافات دائمة بين الزوجين، وقلة اللقاءات الحميمة بينهما، وإلقاء اللوم المستمر على الآخر لأتفه الأسباب. ومعالجة آثار تلك الهرشة مرهونة بإكثار الزوجين من تلامسهما الجسدى لا الجنسى، كمسك اليدين والعناق والبقاء متلاصقين أثناء الجلوس، والحرص على تبادل حوار متصل يوميا لمدة نصف ساعة على الأقل، واستعادة طقوس بداية الزواج كالسهر خارج المنزل وتبادل الهدايا والكلمات الرقيقة وإبعاد مشاعر الطمأنينة، التى تجعل كليهما يثق بأن الآخر ملك له. بينما تقول منى سلام، كاتبة أدب الأطفال والسيناريست: مر العام السابع لزواجى، وبسلام حتى هذه اللحظة، دون أزمات كبرى ولكننى لا أنكر وجود شىء من الملل والروتين فى حياتى الزوجية، بحكم المناخ العام الخانق حولنا المسبب للضغوط، وهو ما يؤدى يوميا لإفساد سعادة أسر كثيرة، فالعيب ليس فى الزوجات أنفسهن بقدر ما هو فى الأجواء الكئيبة من حولهن، والتى تعكر المزاج كصعوبة المواصلات وغلاء المعيشة، والحل الوحيد لتجاوز هذه الأزمة هو تجنب العتاب بين الزوجين، لأن الكلام بعتاب لا يعود بنتائج إيجابية فى الغالب، ويتحول إلى حديث طرشان نتيجة عزوف الزوج المصرى غالبا عن استقباله أو الاكتراث به. أما أصعب وأسعد سنوات زواجى، هى الثلاث الأولى، كانت ثرية، مليئة بالبهجة والحيوية والدهشة، ومحاولات اكتشاف الآخر، وبقدر ما كانت جميلة كانت مرهقة ومربكة أيضا. الإذاعى محمد جراح يقول: تزوجت منذ سنوات طويلة، ولا أذكر بالضبط إن كنت مررت بهرشة السنة السابعة أم لا، ولكنى بالتأكيد مررت بهرشات كثيرة، ساهمت فى خلق بعضها بصمتى وهروبى من مواجهة نفسى وزوجتى بأخطائنا المشتركة، غير أنها هى الأخرى لم تعطنى ضوءا أخضر للبوح، فمعظم الزوجات المصريات «عقلهن صغير» لا يقدرن صراحة أزواجهن، وعرفت عن قرب أصدقاء مروا بهرشة السنة السابعة تلك وتعرفوا عليها، وتجاوزوها كأغلب المصريين دون انفصال ولكن ظلت زيجاتهم على توترها، لأن ازدواجيتهم منعتهم من مواجهة المشكلة، بالبعد أو بتحسين الحياة، ولجأوا لحلول مسكنة وملتوية بعض الشىء.