الاستقلال عن الأسرة دائماً ما يصاحبه رفض واعتراض ومخاوف.. ومنذ عشرين عاماً رفع منتجو الملابس الجاهزة فى مصر لافتة (لن أعيش فى جلباب أبى)، مطالبين بإنشاء غرفة صناعية مستقلة لهم، بعيداً عن غرفة الصناعات النسجية بعد تعارض واختلاف المصالح والاتجاهات والاهتمامات والاحتياجات، لكن الدعوة ظلت تواجه الرفض طوال تلك السنوات إلى أن أقر مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية هذا المطلب عقب مطالبات ودراسات بين الغرفة والاتحاد ووزارة الصناعة، الأمر الذى أثار رفض واعتراض الغرفة النسجية التابعة للاتحاد باعتبارها المظلة الحالية لكل صناع الغزل والنسيج والملابس، وهو ما لم يقبله صناع الملابس الذين قرروا إطلاق حملة مضادة للغرفة النسجية، متمسكين بمطلبهم (لن أعيش فى جلباب أبى). ورفض مجلس إدارة الغرفة النسجية قبل ثلاثة أيام، إنشاء غرفة مستقلة للملابس الجاهزة منتقدين جلال الزوربا، رئيس اتحاد الصناعات، لموقفه المؤيد لاستقلالية صناع الملابس فى غرفة منفصلة لهم، معتبرين موقفه تصفية حسابات مع أعضاء بمجلس الغرفة. وقال يحيى زنانيرى، رئيس جمعية منتجى الملابس والمنسوجات، إن قرار إنشاء غرفة مستقلة للملابس الجاهزة جاء متأخراً بنحو 20 عاماً، ويجب الإسراع فى إنشائها لفتح الطريق أمام تطوير وتحديث الصناعة وانطلاقها عالمياً، فيما قال أحمد الزعفرانى، رئيس الشعبة العامة لتجار ومنتجى الملابس الجاهزة بالغرف التجارية: «من الضرورى إنشاء غرفة مستقلة لاستكمال انطلاقة هذه الصناعة التى تجاوزت صادراتها 1.3 مليار دولار ولتركيز اهتماها بصناعة الموضة وتوفير العمالة واستعادة الوزن التاريخى والتنافسى للقطن المصرى». من جانبها، قالت الاستشارية فى القطاع نادية صالح، إن صناعة الملابس الجاهزة فى الخمس سنوات السابقة حققت قفزات كبيرة ويمكنها تعظيم هذه المكاسب وفتح أسواق تصديرية جديدة، تزامن كل هذا مع ارتفاع الأذواق للمستهلك المحلى الذى يطالب بمستويات من الجودة والموضة لمنتجات الملابس الجاهزة وهذا يضع على كاهل مصنّعى الملابس الجاهزة أعباء وخلق متطلبات خاصة تختلف نوعياً عن مجمل مصنعى المنسوجات، وبالتالى هناك ضرورة لإنشاء غرفة صناعية مستقلة لمنتجى الملابس الجاهزة لتولى هذه التوجهات بعيداً، الأمر الذى يستحيل تنفيذه حالة استمرار تبعية منتجى الملابس لغرفة الصناعات النسجية.