واصل اليورو تراجعه أمس إلى مستويات قياسية جديدة فى ظل موجة بيع قوية على العملة الأوروبية الموحدة بعد تحرك ألمانيا لحظر عمليات البيع على المكشوف لبعض الأوراق المالية، مما أثار مخاوف المستثمرين، وسط تأكيدات أوروبية وأمريكية بالدفاع عن اليورو، كونه يقوم على أسس سليمة، وذلك بالتزامن مع حصول اليونان على أول دفعة من قرض الإنقاذ بقيمة 14.5مليار يورو وقيامها بتسديد 8.5 مليون يورو من ديونها. وتراجع اليورو أمام الفرنك السويسرى فى التعاملات الإلكترونية، وكان اليورو قد تراجع مقابل الدولار الأمريكى ليقترب من أدنى مستوى له خلال 4 سنوات بالرغم من تحويل أول دفعة من القرض الأوروبى لليونان قيمته 14.5مليار يورو لمساعدتها على تسديد استحقاقات ديونها فى آجالها. وحول أسباب تداعيات اليورو، علق فاسيلى سيربرياكوف من مصرف ويلز فارجو بقوله: «إن ثقة السوق تجاه اليورو هشة جدا».وأضاف المحلل: «هناك على الأرجح 100 سبب لبيع اليورو فى هذا الوقت» ويقول المحللون إن المستثمرين يشعرون بالقلق، كما أنهم غير مستعدين لشراء السندات الحكومية من كل من اليونان والبرتغال وإسبانيا، إلى أن يتلقوا تأكيدات وضمانات بأن دول منطقة اليورو لإنقاذ العملة الموحدة ستنجح فى خفض العجز فى موازناتها. وفى محاولة لبث الطمأنينة لدى المستثمرين والمتعاملين باليورو أكد رئيس الاتحاد الأوروبى هيرمان فان رومبى أن اليورو «عملة سليمة تماما»، لكن بول فولكر الرئيس السابق لمجلس الاحتياطى الاتحادى (البنك المركزى الأمريكى) أشار إلى أن خطة الإنقاذ الاقتصادى الأوروبية البالغة قيمتها تريليون دولار تمثل اعترافا بالتهديدات التى تواجه اليورو، والتزاما بالدفاع عنه. وأضاف فولكر أن متاعب ديون أوروبا أثارت قلقه بشأن مستقبل العملة الأوروبية. وفى المقابل، قال وزير المالية الألمانى فولفجانج شيوبله إنه ينبغى على بلدان اليورو خفض عجز موازناتها لاستعادة ثقة الأسواق المالية التى لاتزال غير مقتنعة بقوة الوضع المالى للمنطقة.