تستعد مصر وإيران لخوض معركة ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها حول إسرائيل وحق الدول النامية فى التكنولوجيا النووية، خلال اجتماع مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى، الذى يبدأ أعماله الاثنين المقبل، بمقر الأممالمتحدة فى نيويورك، فيما جددت الجامعة العربية المطالبة بانضمام إسرائيل للمعاهدة. ومن المتوقع أن يشارك الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى المؤتمر، وستحدث المواجهة بينه وبين هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية التى ترأس الوفد الأمريكى فى الاجتماع. ويتوقع الدبلوماسيون من الرئيس الإيرانى أن يتخذ موقفا متحديا ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين، ويتهمهم بمحاولة حرمان الدول النامية من التكنولوجيا النووية فى الوقت الذى يغضون فيه الطرف عن القدرات النووية لإسرائيل. وتجتمع 189 دولة موقعة على معاهدة عام 1970 التاريخية للحد من الأسلحة كل خمس سنوات لتقييم مدى الالتزام بالمعاهدة والتقدم الذى تحقق فى تنفيذ أهدافها على أرض الواقع. وتهدف المعاهدة الى حظر انتشار الأسلحة النووية وتدعو الدول النووية الى التخلى عن أسلحتها. وخلال تصريحات للصحفيين هذا الأسبوع امتدح ماجد عبدالعزيز، مندوب مصر لدى الأممالمتحدة، تحركات إدارة أوباما الجديدة فى مجال نزع السلاح، لكنه قال إن الدول النامية تنتظر المزيد. وصرح عبدالفتاح أيضاً بأنه من المهم عدم التركيز فقط على الخطر النووى الذى تشكله إيران، وقال: «النجاح فى التعامل مع إيران سيعتمد بدرجة كبيرة على مدى نجاحنا فى التعامل مع مسألة إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط». وأضاف: «نرفض وجود أى أسلحة نووية.. سواء كانت فى إيران أو فى إسرائيل». وطرحت مصر ورقة عمل لمناقشتها فى مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووى، تطالب بعقد اجتماع دولى تشارك فيه إسرائيل، يبدأ العمل فى وضع معاهدة لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية. وذكر دبلوماسيون أن الولاياتالمتحدة وروسيا والدول الثلاث الأخرى دائمة العضوية فى مجلس الأمن متقبلة للفكرة، وتأمل فى التوصل إلى حل وسط مع القاهرة. إلى ذلك جددت جامعة الدول العربية مطالبتها بضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وتنفيذ القرار الدولى الداعى لإيجاد منطقة خالية من الأسلحة النووية بالشرق الأوسط. وأعرب السفير وائل الأسد، مدير إدارة العلاقات متعددة الأطراف بالجامعة، والذى سيرأس وفدها فى مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى، عن أمله فى أن يشهد المؤتمر خطوات فعلية فى اتجاه تنفيذ هذه المطالب. ورفض الأسد الربط بين انضمام إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار وبين توقيع سلام نهائى بين العرب وإسرائيل، مشيرا إلى أن الدول العربية انضمت للمعاهدة خلال الصراع العربى الإسرائيلى، وبالتالى لا يوجد مبرر أن تتحجج بعض الدول بالسلام لإعفاء إسرائيل من هذا الاستحقاق. من جانبه، أكد السفير محمد إبراهيم شاكر، نائب رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، أن «مجلس دول الأجندة الجديدة لنزع السلاح النووى»، والتى تتكون من عدد من الجمعيات غير الحكومية فى قارات العالم، ستشارك بورقة فى المؤتمر تطالب فيها بضرورة نزع السلاح النووى من دول العالم بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وقال شاكر ل«المصرى اليوم»، إن دول الأجندة الجديدة لنزع السلاح النووى تتكون من عدد من الجمعيات غير الحكومية من البرازيل والمكسيك وأيرلندا والسويد ونيوزيلندا، بالإضافة إلى مصر التى يشارك منها المجلس المصرى للشؤون الخارجية. وأضاف أن المجموعة أعدت ورقة للمشاركة فى الاجتماع، مؤكداً أنه يتم حاليا التشاور بين أعضاء المجموعة حول عدد من النقاط المحورية بالورقة تمهيدا للمشاركة بها وتوزيعها على أعضاء الوفود المشاركة فى المؤتمر.