تلتقى مجموعة من الأكاديميين المصريين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فى وقت مبكر من صباح اليوم بتوقيت القاهرة، الدكتور محمد البرادعى، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة، فى كلية كينيدى التابعة لجامعة هارفارد، بولاية بوسطن الأمريكية، كما يلقى محاضرة فى الجامعة بعنوان «نحو نظام عالمى جديد لتحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية». جاء اللقاء بعد توجيه المجموعة دعوة منذ أيام قليلة عبر موقع «فيس بوك» لطلبة وخريجى الجامعات المصريين، والمقيمين فى الولاياتالمتحدة للقاء البرادعى فى تجمع صغير، وعلى إثر ذلك، قطع المغتربون المصريون مئات الأميال جوا وبرا عبر القارة لحضور اللقاء، وكان البرادعى قد أعلن تخصيص جزء من رحلته إلى الولاياتالمتحدة لعقد لقاء خاص مع المصريين فى أمريكا، وذلك بهدف مناقشة تحركات حملته من أجل التغيير. ورغم تحول البرادعى إلى رمز للتغيير يلتف حوله المصريون المغتربون فى الولاياتالمتحدة، رصدت «المصرى اليوم» أجواء ما قبل اللقاء، التى كشفت عن ظهور تباين حول أسلوب التأييد بينهم، خصوصاً أساتذة الجامعات، وخريجى الكليات بالجالية المصرية، وائتلاف المنظمات المصرية فى أمريكا الشمالية وأعضائه البارزين أمثال الدكتور سعد الدين إبراهيم. توجهت الدكتورة زينب أبوالمجد، الأستاذة فى كلية أوبرلين، من ولاية أوهايو إلى بوسطن لحضور اللقاء، وتحكى قصة انخراطها مع مؤيدى البرادعى فتقول: «ما إن سمعت الجدال عن احتمالات ترشح البرادعى للرئاسة وتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير، حتى أعلنت تأييدى له، حتى لو لم يكن البرادعى المرشح المثالى الذى أدعمه فى الظروف العادية، فهو رمز للتغيير وعلينا أن نلتف حوله». أما محمد سعيد، خريج جامعة جورج تاون، فقاد سيارته من العاصمة واشنطن خصيصا من أجل الاجتماع، ويعلق قائلا: «البرادعى ظاهرة لا يمكن تجاهلها، وعلينا التشارك معه. نحن لا نتحدث عن سباق رئاسى فى هذه المرحلة، بل عن إمكانية الربط بين البرادعى كرمز للتغيير وبين كفاح استمر لخمس سنوات تجلى فى الاعتصامات والإضرابات اليومية». وبالرغم من شعور معظم المغتربين المصريين فى الولاياتالمتحدة بنفس التحمس تجاه حملة البرادعى، فإن مواقفهم تجاه النشاط السياسى تختلف، الأستاذ عادل اسكندر من جامعة جورج تاون يفسر المحركات السياسية لشتات المغتربين فيقول: «نظرا لتعدد التيارات السياسية التى ينتمى إليها المصريون فى الخارج، فقد لا يشتركون فى رؤى واحدة، إلا أن البرادعى يوحد بينهم». وأكد إسكندر أن إصرار الأكاديميين على الاستقلالية يفسر إعراضهم عن الارتباط بجماعات النشاط السياسى المصرية فى أمريكا. فى الثالث من أبريل الجارى اجتمع ائتلاف المنظمات المصرية فى أمريكا الشمالية مع طلبة وأساتذة جامعات، وموظفى منظمات غير حكومية، ومتخصصين، وأطباء، وجعل هؤلاء تركيزهم منصبا على حملة البرادعى، فأطلقوا على أنفسهم «الحملة الوطنية للتغيير بالولاياتالمتحدة»، وأصدروا عريضة تعبر عن دعم أعضائها لمطالب تغيير الدستور والعدالة الاجتماعية والسماح للمرشحين المستقلين بخوض الانتخابات الرئاسية، فضلا عن إنهاء العمل بقانون الطوارئ. وطالب الموقعون على تلك العريضة بمنحهم حق التصويت فى الانتخابات المقبلة عن طريق الرقم القومى أو جواز السفر، وذلك بمقر السفارة المصرية فى واشنطن أو القنصليات المصرية المنتشرة عبر الولاياتالمتحدة، ومن أجل تفعيل تلك المطالب، تنوى الجمعية الجديدة، تحت قيادة ائتلاف المنظمات المصرية، تنظيم تظاهرة فى يوم عيد العمال أول مايو أمام مقر السفارة المصرية للمطالبة بحق التصويت. بالرغم من ذلك، نأى الأكاديميون المستقلون عن ربط أنفسهم بالائتلاف، وقالت زينب أبوالمجد: «لم أشعر بالراحة لوجود سعد الدين إبراهيم، وأعرف آخرين رفضوا حضور لقاء 3 أبريل لرفضهم رؤيته»، وتقول أبوالمجد إن ذلك الشعور من عدم الراحة ينبع من الضغوط التى يمارسها إبراهيم على الإدارة الأمريكية لدفع الديمقراطية فى مصر، وتفسر قائلة: «أى مساعدة من جانب الإدارة الأمريكية لن تخدم سوى الهيمنة الأمريكية، وهو ما أرفضه، لذا فأنا أرفض سعى إبراهيم للحصول على عون الإدارة الأمريكية». وهنا يؤكد عادل إسكندر، الأستاذ بجامعة جورج تاون، أن سعد الدين إبراهيم لديه تاريخ سياسى طويل، ويتبنى موقفا سياسيا معاكسا للنظام المصرى، نظرا للاضطهاد الذى لاقاه على أيدى الحكومة، لكن الجيل الجديد من المغتربين المصريين فى أمريكا «يرغب فى صياغة مساره الخاص بعيدا عن احتكار الشخصيات الأخرى ذات التاريخ السياسى». اختار البرادعى الالتقاء شخصيا بسبعين من المصريين المستقلين، معظمهم أساتذة وخريجون من كلية كينيدى بهارفارد، كما اختار الاجتماع برابطة المصريين الأمريكيين. أما الدكتور سعد الدين إبراهيم، فقال ل«المصرى اليوم» إنه لن يلتقى البرادعى فى هارفارد، ولكنه سيجتمع به فى لقاء تليفزيونى ببرنامج المذيعة كريستيان أمانبور على قناة «سى إن إن» الأمريكية، وأشار إبراهيم إلى أن تلك الحلقة سوف تكون هى الأخيرة لأمانبور على القناة، مؤكداً أن الحوار سيكون ثلاثياً بينه وبين البرادعى وأحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى، وسيتناول قضية التغيير فى مصر. فى سياق متصل، يقيم تحالف المنظمات المصرية الأمريكية مؤتمراً بنيويورك منتصف مايو المقبل لمدة ثلاثة أيام فى الحرم الجامعى لجامعة نيويورك تحت عنوان «مستقبل مصر والديمقراطية الدستورية» بمناسبة مرور العام الخامس على تأسيس التحالف.