«ساينس بوك» هو أول موقع إنترنت على مستوى والشرق الأوسط، للتواصل الاجتماعى فى المجالات العلمية، والتكنولوجية، والثقافية.. تعاملت معه الصحف والمواقع الإخبارية على أنه مجرد اقتراح يصعب تنفيذه، رغم وجوده بالفعل على شبكة الإنترنت منذ أواخر العام الماضى. تصدّر الشهر الماضى اقتراح الدكتور «هانى هلال» وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى، بإنشاء موقع إلكترونى يحمل اسم «Science Book» على غرار موقع «Facebook»، عناوين الصحف ومواقع الإنترنت، نقلاً عن إحدى وكالات الأنباء، وتابعت إحدى الصحف فى منتصف الشهر الحالى الخبر وقامت بنشر تحقيق عن مدى إمكانية تنفيذ الفكرة المقترحة، مستعينة بآراء العديد من الخبراء والمسؤولين وأساتذة الجامعات، بالإضافة إلى المهتمين بالبحث العلمى سواء الباحثين أو الطلاب، الذين وصفوا الفكرة بأنها مجرد شو إعلامى، ولن تستطيع الحكومة تطبيق الموقع بالشكل الذى تتحدث عنه. لكن المفاجأة هى أن فكرة موقع «ساينس بوك» منفذة بالفعل تحت إشراف وزارة البحث العلمى، وأن ما تناقلته الصحف ومواقع الإنترنت من أخبار وتحقيقات كان نتيجة خطأ فى الخبر الأصلى الخاص بوكالة الأنباء، وهذا ما أكده الدكتور «ماجد الشربينى»، نائب وزير الدولة لشؤون البحث العلمى، رئيس أكاديمية البحث العلمى، فى حديثه معنا عن فكرة الموقع، قائلاً «موقع «ساينس بوك» موجود بالفعل على شبكة الإنترنت منذ شهر يوليو الماضى، بعدما قامت وزارة البحث العلمى من خلال الشبكة القومية للمعلومات بإطلاقه، ليكون لنا السبق فى إنشاء أول موقع اجتماعى علمى فى مصر والشرق الأوسط. ويعتبر الموقع بمثابة ملتقى للتواصل بين المدارس والجامعات والطلاب والأساتذة وأعضاء هيئة التدريس والباحثين ورواد الصناعة والشركات الكبرى والمراكز البحثية والمؤسسات العلمية ومستخدمى شبكة الإنترنت من جميع الأعمار والمراحل بجمهورية مصر العربية وتواصلهم مع نفس الفئات السابقة من جميع دول العالم، فيستطيع أى طالب أو باحث اللجوء لموقع «ساينس بوك» للاستعانة بخبرات مستخدمى الموقع فى الوصول للأبحاث أو الكتب التى تختص بموضوع بحثه أو دراسته، أو طلب مساعدة متخصص لإيجاد مادة كيميائية معينة تساعده فى إتمام تجربة بحثية ما، كما يمكن التعرف أيضا على الوظائف والمنح المتوفرة فى مجال عمله من خلال المجموعات المنشأة على الموقع، كما يستطيع أى مبتكر عرض أفكار ومشروعات طلباً لتمويل من جهة. والهدف الرئيسى من إنشاء الموقع هو نشر الثقافة العلمية بين مجتمع الشباب والأطفال، ليتعرفوا على أحدث المعلومات العلمية التى توصل إليها كبار الباحثين والعلماء، من خلال مشاركة الصور والملفات الصوتية والمرئية والمؤتمرات وورش العمل والمشاركة بالمجموعات والمناقشات العلمية والتكنولوجية، مما يساعد على الارتقاء بمستوى الفكر العلمى والثقافى لديهم، كما يهتم الموقع بتنمية المفهوم العلمى والتكنولوجى لدى الأطفال بطريقة محببة لهم، حيث يوفر أكثر من 300 لعبة للأطفال تختص بمجال العلوم والتكنولوجيا لتساعد فى زيادة المعرفة العلمية والتكنولوجية بطريقة سهلة ومسلية. وبسؤاله عن التكلفة التى يحتاجها إنشاء موقع مثل «ساينس بوك» والعائد المتوقع منه، حتى نستطيع مقارنته بال«فيس بوك» على سبيل المثال، أجاب «الشربينى»: «ليست لدينا مصادر مالية كبيرة لإنشاء مشروعات علمية ضخمة، لذا وجب علينا التفكير فى ابتكار مشروعات ثقافية وعلمية غير مكلفة، معتمدين على الإمكانات المتاحة لدينا من طاقة بشرية وأجهزة متطورة وشبكة اتصالات عالية السرعة، بهدف نشر المعرفة العلمية والثقافية، وجاء (ساينس بوك) نتاجاً لهذه السياسة، حيث قمنا بتطويره وإنشائه بتكلفة لا تكاد تذكر، ونبذل حالياً كل جهدنا لتحسين أداء الموقع، لاستقبال أكبر عدد من المستخدمين، ليكون دافعاً للشركات والمؤسسات الكبرى لطلب نشر إعلانات خاصة بها على الموقع، مما يوفر دعماً مالياً لاستمرار تطوير الموقع بالشكل الأمثل، وأتمنى أن يشترك مستخدمو شبكة الإنترنت فى مصر والعالم العربى معنا فى إنجاح تجربة «ساينس بوك»، كما شارك مستخدمو الإنترنت فى العالم الغربى فى نجاح مواقع شبيهة من خلال الاشتراك فى الموقع ودعوة الآخرين للاشتراك أيضاً». «وصل عدد المشتركين بالموقع حتى الآن لحوالى 2500 مشترك دون الإعلان عن الموقع، وهذا دليل كاف على أن الفكرة ليست مجرد شو إعلامى كما ذكر فى الصحافة».. كان هذا تعليق المهندس أحمد السيد، مدير إدارة تطوير مواقع الإنترنت بالشبكة القومية للمعلومات وصاحب فكرة إنشاء الموقع، على ما تم نشره فى الصحف والمواقع الإخبارية، واستكمل حديثة قائلاً: «قبل إنشاء الموقع قمنا بتقسيم الأشخاص المستهدفين من خلال الموقع لأربعة عناصر هى: الأطفال والشباب والباحثين والمؤسسات، وبحثنا عن فكرة تربط بعضهم البعض، فطرأت فكرة المواقع الاجتماعية بعدما أثبتت الأبحاث أن مواقع مثل Facebook وHi5 من أكثر المواقع الجاذبة للمستخدمين، لما تقدمه من إمكانات التواصل مع الآخرين». وبالنسبة لما أثير فى الصحف عن عدم دقة الأبحاث والمعلومات التى ستنشر على الموقع، علق «السيد» بأنه يوجد فريق ضخم مهمته مراجعة كل ما ينشر من أبحاث على «ساينس بوك» لحظة بلحظة، بالإضافة إلى توفير إمكانية الإبلاغ عن أى أخطاء لمستخدمى الموقع، لضمان دقة كل المعلومات المنشورة على الموقع، وبالنسبة للمقالات العلمية لا يتم نشرها إلا بعد مراجعتها من قبل متخصصين ليتم نشرها فيما بعد. مع العلم بأن اهتمامنا الأول والأخير هو المحتوى العلمى، ويأتى بعدة الاهتمام بتصميم الموقع، فقد يلاحظ البعض أن التصميم يحتاج لبعض التطوير وهو ما يتم الآن، لعلمنا بأن المستخدم يمكنه التأقلم مع الشكل الحالى للموقع لكن لن يستطيع قبول موقع بلا محتوى لائق يستحق المطالعة، ورغم ذلك لم نغفل توفير واجهة استخدام خاصة لمتصفحى الموقع سواء من خلال أجهزة الموبايل المختلفة أو أجهزة القارئ الإلكترونى الحديثة مثل iPad. وبسؤاله عن السبب وراء عدم اختيار اسم «www.sincebook.com.eg» بدلاً من عنوان الموقع الحالى «www.estc.sci.eg»، أجاب «السيد»، تم نشر الموقع تحت اسم ESTC، اختصارا لمصطلح «Egyptian Science and Technology Community»، وحينما اطلع الدكتور «ماجد الشربينى» على النسخة التجريبية للموقع، قام باقتراح اسم «sincebook» بدلاً من ESTC، ليكون أسهل فى التداول بين زواره، وسيتم تفعيله كعنوان رئيسى للموقع ضمن خطة تطوير شاملة تهدف لتطوير أسلوب التصفح ليكون أبسط وأسهل فى التعامل، بالإضافة لتوفير واجهة استخدام باللغة العربية، وتطويرات أخرى متعددة.