تحكى الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد عن سحارتها قائلة: «أهم ما تضمه سحارتى هو صندوق حواديت زمن الجدات فهو جزء من قلبى وعقلى، إضافة لذكريات عن مدينتى بورسعيد وما بها من عطر البحر وحكاياته الشعبية المتوارثة عن الصيادين والمشاهد المبكرة لمقاومة البحر والمستعمر وحواديت نساء البحر اللاتى كن غاية فى القوة والروعة.. وقد أعطتنى هذه السحارة مادة خصبة للكتابة، فكلما أغمضت عينى رأيت السفن وشممت نسيم البحر، وبالفعل تأثرت بكل ذلك فى أعمالى الأدبية، كقصتى «ست عيوش»، والتى أعتبرها حكاية عن إحدى الجدات التى أخرجتها من السحارة كنموذج للزمن الجميل. تختزن السحارة أيضاً جولاتى بالريف المصرى ومنها بدأت علاقتى وربط اسمى بالقمح.. فأنا أحترم وأعشق النباتات ولا أستطيع العيش بدونها، خاصة الصبار «رمز المقاومة»، ولهذا تكثر بأعمالى الحكايات عن جنيات البحر وهمس الحقول، وهو عالم مجنون من الخيال، حرمت منه بعد أن أصبحت كتاباتى تعترك الواقع ولا يمكنها الانفصال عنه.. وما يواسينى تلك السحارة المعنوية، التى نبت منها أغلب أعمالى الأدبية. على الجانب الآخر، جعلنى الأدب مجنونة باقتناء كل ما يجعلنى أتلامس مع هذا الوطن.. وهو ما ترجمته فى مكونات سحارتى المادية، أحتفظ فيها بأنسجة قطنية قديمة من صناعة القطن المصرى، الذى لا أجده الآن، إضافة لبواقى طاقم قهوة صغير الحجم وهبته لى جدتى عند ولادتى، وكان صناعة مصرية خالصة حينما كانت أيادينا من ذهب، ومن حبى له لا أعرف لمن سأتركه من أحفادى.. هذا بجانب بعض المشغولات والحلى الشعبية القديمة من الواحات البحرية وسيناء مع خاتم فضى منقوش عليه آية قرآنية بماء الذهب، أهدتها لى ابنتى فى عيد ميلادى.. وكل ما سبق من حلى لا يستمد فخامته عندى من قيمته المادية بل بما يمثله لى من تراث وحضارة.. وآخر مكنونات سحارتى هو مشغولات نوبية وأسوانية مع تمثالين، أحدهما لحورس والآخر لإيزيس، اشتريتهما من أخميم التى حصلت منها أيضاً على أجمل شال مشغول بالنول اليدوى.