«الجرجار» هو زى نسائى نوبى وهو من التراث النوبى، وتتميز به فتيات النوبة، ويعبر عن هويتهن وأصالتهن ويعتبر بالنسبة لهن اعتياداً على الاحتشام منذ الصغر فى إطاره. والجرجار بفتح «الجيم» ترتديه الفتيات فوق الملابس، وهو ثوب من التل الخفيف ويقال إنه صمم على هذا الشكل قديماً لمسح أثر أقدام المرأة أثناء سيرها فلا يتتبعها أحد. وكان فى بادئ الأمر يسمى «بوال»، وكان هذا للصغار، ثم بعد ذلك تطور وأصبح «الكومان» ويشبه الإسدال، وهو الآن أصبح أكثر تطوراً، فهو يُصنع من الركامة داخله تُل أسود رقيق، وهو شفاف يصل طوله إلى الأكمام من الأمام ويزداد من الخلف فيخفى به آثار الأقدام، ويصنع أيضاً من الدانتيلا ولونه أسود، وهو له نقوش متعددة ومزينة برسومات صغيرة ورقيقة بنفس اللون الأسود، أشهرها ورق العنب والورود والقلوب والنجوم والهلال والعديد من النقوش، وتعتاد الفتيات على اقتنائه مهما تعددت نقوشه، ورغم أن هذا الزى اختصت به النوبيات فقط ولكن لجمال نقوشه واختلافه عن كثير من الملابس، تقتنيه غير النوبيات أيضاً ويرتدين أسفله أحدث صيحات الملابس بألوانها الجميلة ومن فوقه الجرجار فيعطى شكلاً جميلاً . ويعد «الجرجار» رمزاً للفتيات النوبيات وهن يعشقنه رغم أنهن يرتدين التوب السودانى أيضاً، فهو الزى الثانى لهن، وأيضاً انتشرت العبايات بجميع موديلاتها ولكن يبقى «الجرجار» هو عشق بنات النوبة الأول، وترتدى معه الشبشب الأسود، وبطبيعة الفتاة النوبية فهى تعشق الحلى الذهبية فترتدى الجرجار وتتزين بالمشغولات الذهبية الجميلة مع نقوش الحنة الجميلة على اليدين والقدمين، وهى تضفى الجمال على الجرجار حيث لونه أسود. وتشتهر الأفراح النوبية بأغانيها الجميلة والمميزة، وترتدى عروس النوبة فى ليلة الحنة فى بادئ الأمر فستاناً على أحدث الموديلات وأجملها، وبعدها ترتدى العبايات الجميلة المزركشة، وممكن أن ترتدى العروس فى تلك الليلة أكثر من ثلاثة أو أربعة موديلات، وذلك لأن من عادات النوبيين السهر فى ليلة الحنة حتى الصباح حيث تعتبر هى اليوم الأساسى لأفراح النوبيين. ولم يعد التراث النوبى حكراً على النوبيين فحسب، بل يعشقه كثير من السياح، فالزى النوبى يعتبر جزءاً من الحضارة الفرعونية، وهو ما يتميز به النوبيون ويصرون على الحفاظ عليه مهما كان هناك من الموضات الجديدة.