دخلت الانتخابات الرئاسية السودانية أمس، مرحلة فاصلة مع إغلاق أبواب مراكز الاقتراع فى آخر يوم للتصويت وسط مطالبة أحزاب المعارضة بإلغاء العملية الانتخابية برمتها على ضوء اتهامها المفوضية القومية للانتخابات بالتسبب فى حدوث الكثير من المخالفات والتأخيرات فى تسليم البطاقات الانتخابية فضلا عن عدم تسجيل غالبية الناخبين فى القوائم الانتخابية بالجنوب.. إلا أن المشهد يحمل جانبا إيجابيا عندما أبدى رئيس حزب الأمة السودانى القومى المعارض الصادق المهدى استعداد حزبه للتعاون مع الذين ستفرزهم الانتخابات لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة. وكانت عملية الاقتراع فى أول انتخابات تعددية فى السودان منذ 24 عاما انتهت أمس وسط مشكلات لوجيستية واتهامات عديدة بحدوث خروقات، الأمر الذى يفرز مخاوف من تصاعد حالة من الاحتقان لدى إعلان النتائج المرتقبة علما بأن مراكز الاقتراع بدت خالية فى الخرطوم فى اليوم الاخير الإضافى للتصويت. وانهالت المعارضة السودانية بسيل من الاتهامات تدور حول بطء عملية التصويت وضياع بعض الأسماء وفقد صناديق اقتراع واتهامات بضعف الخبرة والتدريب فى ممارسة العملية الانتخابية بما ينذر ببوادر أزمة ثقة فى إجراءات الحكومة لضمان عملية انتخابية نزيهة وشفافة. ووصفت العضوة البارزة فى الحركة الشعبية لتحرير السودان آن إيتو – نقلا عن جريدة الدستور الأردنية – الانتخابات بأنها «بطيئة حتى الآن» مع وجود قدر كبير من التشوش ووجود عقبات لوجستية كبيرة فى مراكز الاقتراع، وقالت: «الناس ضاقوا من التنقل بين 7 مواقع مختلفة دون العثور على أسمائهم». وجاءت تصريحات إيتو فى الوقت الذى انتقد فيه مسؤولو ومراقبو الانتخابات سير العملية الانتخابية فى الجنوب تحديدا فى ظل تعطل التصويت فى البداية بسبب فقد صناديق اقتراع وافتقار القائمين على الانتخابات للتدريب الكافى ونقص المعلومات عن أماكن مراكز الاقتراع. وفى سياق متصل، أكد مراقبون أن الانتخابات فى دارفور شابها أعمال تزوير لمصلحة البشير وحزب المؤتمر الوطنى عن طريق تجزئة الدوائر الانتخابية والرشوة والتلاعب بالأرقام الإحصائية، فيما كشف مسؤولون بجنوب السودان عن أن العراقيل اللوجستية تمنع مئات الألوف من الجنوبيين من التصويت لتشير بعض التقديرات الأولية إلى أن نسبة المشاركة أقل من 10 %. وردا على الانتقادات المستمرة للعملية الانتخابية، أكد المسؤول البارز فى حزب المؤتمر الوطنى إبراهيم غندور قائلاً: «أعتقد أن بعض المناطق فى الجنوب قد تشهد مشاركة أضعف قليلا نظرا للعقبات اللوجستية ومشكلات المواصلات وارتفاع معدل الأمية.. إلا أنه بشكل عام تسير العملية الانتخابية بشكل جيد للغاية. كما أكدت منظمة المؤتمر الإسلامى - إحدى الجهات الرقابية للانتخابات فى السودان - عدم انحياز مفوضية الانتخابات وشددت على أن كل ما طبق فى السودان إلى الآن «يعد قانونيا». وحول عرض الحكومة السودانية بمشاركة جميع الأحزاب المعارضة فى تشكيل ائتلاف وطنى حال فوز الرئيس السودانى عمر البشير فى الانتخابات، رحب زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدى بالتعاون مع «الفائز فى الانتخابات» من أجل مواجهة التحديات المقبلة، وقال فى حوار مع صحيفة «الشرق» القطرية أمس إنه سيحاول إيجاد موقف مشترك لمواجهة القضايا والتحديات التى يواجهها السودان. وعلى الصعيد الأمنى، أكد الحزب الحاكم فى السودان أمس مقتل 9 من مسؤولى الحزب على يد الجيش الجنوبى أثناء الانتخابات، وقال إجنيس لوكودو رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطنى بالجنوب إنه قبل 3 أيام مضت اقتحم بعض جنود جيش جنوب السودان منزل رئيس الحزب فى راجا وقتلوه هو و8 أعضاء آخرين فى الحزب، موضحاً أن عمليات القتل ذات دوافع سياسية بسبب الغضب من تصويت كثيرين فى المنطقة لصالح «المؤتمر الوطنى».
