بعدما طرح جهاز «iPad» فى الأسواق الأمريكية، الأسبوع الماضى، استحوذت أخبار جهاز شركة أبل الجديد على اهتمام العالم أجمع، سواء كان بدافع الاهتمام لمعرفة أحدث مستجدات عالم التكنولوجيا، أو بدافع الفضول وإرضاء النفس، بإلقاء نظرة من بعيد على حدث أثار انتباه الجميع، وسواء كنت من أنصار أجهزة شركة أبل أو من معارضيها، فلن تمنع نفسك من إبداء الاهتمام بالتعرف على الجيل الجديد من أجهزة الكمبيوتر و المسمى «آى باد». يحسب ل«أبل» اعتمادها على أفضل أسلوب تسويق أجهزة إلكترونية فى العالم، قبل أن يحسب لها الفضل فى تطوير أجهزتها، بدءاً بالكشف عن «الآى باد»، وعرض مقاطع فيديو توضح مزايا جهاز أبل الجديد، من حيث الشكل المبتكر، وإمكانيات شاشة اللمس الذكية، وحتى توفير خدمة الحجز الإلكترونى على موقعها لشراء الجهاز، الشهر الماضى. واستشعر الكثير من المهتمين بأجهزة أبل أن هناك حدثاً ضخماً قد يفوتهم إذا ما ضاعت فرصتهم فى حجز نسخهم من الجهاز، ليترجم هذا الاهتمام، فى حجز 250 ألف نسخة من جهاز «آى باد» خلال شهر واحد قبل طرحه بالأسواق الأمريكية، لدرجة أن موقع أبل الإلكترونى واجه بعض المشاكل التقنية، التى أدت إلى توقفه لفترة وجيزة، نتيجة للإقبال الشديد من الراغبين فى حجز الجهاز. وفى مصر، استعان موزعو ووكلاء أبل بأسلوب الحجز المسبق أيضا ، بعدما بدأ العديد من المهتمين بالسؤال عن موعد طرح الجهاز فى مصر، برغم عدم توافر معلومات عن موعد توافر الجهاز فى الشرق الأوسط ومصر، ولا حتى عن سعره المتوقع للمستخدم المصرى. وكعادة موقع www.isuppli.com الشهير دائماً فور صدور أجهزة تكنولوجية جديدة، كشف عن مكونات جهاز «آى باد»، للتوصل للقيمة التقريبية لتكلفة تصنيعه، حيث وصف قيمة نسخة جهاز «الآى باد» المزود ب16 جيجا كمساحة تخزينية، بأنها ضعف قيمة تكلفته الفعلية. ووصف خبراء الموقع شاشة «الآى باد» التى تعمل باللمس بأنها الأغلى سعراً فى مكونات الجهاز، حيث قدرت تكلفتها ب 59 دولارا، كما تم تقدير قيمة الغلاف الألمونيوم للجهاز ب 10.50 دولار تقريباً، بينما قيم سعر البروسيسور ب26.80 دولار، مع العلم أن تلك التقديرات كانت من نصيب إصدارات الواى فاى « WiFi»، وغير المزودة بتقنية الثرى جى «3G». وبحساب قيمة باقى القطع المكونة لجهاز «آى باد»، قيمت تكلفة النسخة ذات المساحة التخزينية 16 جيجا ب260 دولاراً، والمطروحة للبيع بسعر 499 دولاراً، أما النسخة ذات المساحة التخزينية 32 جيجا فبلغت تكلفتها 289.10 دولار، لتباع بسعر 599 دولاراً، وقدرت تكلفة نسخة ال46 جيجا ب348.10 دولار ، لتباع بسعر 699 دولاراً. ولم يغفل خبراء الموقع، تقدير تكلفة أبحاث تطوير «الآى باد»، لحساب صافى ربح شركة أبل فى النهاية، لتكشف عملية بيع للآى باد تصل لحوالى 52 دولاراً تقريباً، وذلك عن النسخة ذات السعة التخزينية 16 جيجا، وكما توقع الخبراء وصل عدد الأجهزة المباعة فى الأسبوع الأول إلى 550 ألفاً تقريباً، وذلك وفقاً لإحصائيات موقع « labs.chitika.com/ipad»، وبحسبة بسيطة نتوصل إلى أن صافى أرباح شركة أبل من مبيعات جهاز «آى باد» يصل إلى ثمانية وعشرين مليوناً وستمائة ألف دولار تقريباً، كأرباح خلال الأسبوع الأول فقط. الجدير بالذكر أن الصحافة الإلكترونية «المجانية» كانت سبباً فى تراجع مبيعات الصحف الورقية فى العالم أجمع، وأصبح لابد من إيجاد بدائل لزيادة العائدات من جديد، ومع بداية الإعلان عن ال آى باد، تسابق الجميع فى إبداء الآراء والتوقعات حول التغير الذى سيحدثه فى سوق النشر الإلكترونى، وعلق الكثيرون من مالكى دور النشر والصحف، آمالهم على التغيير المنتظر حدوثه نتيجة لابتكار شركة أبل الجديد، ظنا منهم أن آى باد يمثل فرصة حقيقية لجهاز «غير تقليدى» يعرض المحتوى الإلكترونى بشكل جيد مقابل المال، مما دفع مؤسسة نيوز إنترناشيونال البريطانية، المالكة لصحيفتى التايمز والصنداى تايمز، للإقدام على اتخاذ خطوة جريئة تجاه الحد من التصفح المجانى لمواقعها الإخبارية على الإنترنت، برغم اعترافها بأن تلك الخطوة تعد مغامرة، لكن لديهم أملاً فى تكرار سيناريو شركات صناعة الموسيقى، عندما بدأت سياسة تحميل الملفات الموسيقية مقابل اشتراكات، الذى أدى لانتعاشة تلك الصناعة مرة أخرى بعد أن تضررت من التحميل المجانى للمقاطع الموسيقية عبر مواقع الإنترنت. وبالنسبة للوضع فى المؤسسات الصحفية المصرية فيتسم بالترقب لانتظار نتائج تجارب الصحف الغربية، أملاً فى نجاح التجربة لتطبيقها فى مصر، وحتى يحين هذا الوقت يجب على مطورى مواقع الصحف المصرية التفكير فى جعل مواقعهم متوافقة مع أجهزة آى باد، نظراً لأن معظمها يعتمد بشكل أو بآخر على تقنية الفلاش غير المدعمة فى أجهزة أبل، مما سيتسبب فى عدم إمكانية ظهورها على «آى باد» بشكل مثالى. لذا يجب البدء بتطوير المواقع وفقاً لأحدث التقنيات البرمجية كال HTML5،CSS3، وJavaScript، بالإضافة لتوفير إصدارات خاصة لزوارها من مالكى آى باد وآى فون، نظراً لاختلاف أسلوب التصفح فى آى باد وآى فون عنه فى أجهزة الكمبيوتر المكتبية.