شن قيادات حزب الوفد ببورسعيد، أمس الأول، هجوماً حاداً على محمود أباظة، رئيس الحزب، واتهموه بخيانة مبادئ الوفد لتقديمه بلاغاً للنائب العام ضد جريدة «المصرى اليوم»، مؤكدين أن ما نشرته الجريدة حول عقد صفقة بين الحزب والحكومة حقيقى. وقال قادة الوفد خلال جولة لفؤاد بدراوى والدكتور السيد البدوى على لجان الحزب ببورسعيد، إنهم أصبحوا يخجلون من الانتماء للحزب، بسبب تصرفات رئيسه، الذى أهانهم. وطالب الدكتور سامح درويش، نائب رئيس لجنة الوفد بالمحافظة، بإعادة ترتيب الوفد من الداخل ليأخذ دوره فى معركة الوطن، الذى يشهد حالة حراك وغليان وضبابية. وأكد الدكتور السيد البدوى، عضو الهيئة العليا بالحزب، أن هذا اللقاء هو أول مشاركة له بعد سنوات من الابتعاد، وأضاف: لم أتخل عن وفديتى ولم تشغلنى أعمالى كما يقولون، وإنما وضع الحزب لم يكن ملائماً للنشاط السياسى، لذلك ابتعدت عنه جزئياً. وأوضح البدوى أن عودة الوفد حزب الأمة كسابق عهده، باتت أمراً مطلوباً، مشيراً إلى أن تداول السلطة يحتاج إلى حزب قوى، وهناك حراك سياسى تغيب عنه جميع الأحزاب المصرية. وذكر البدوى أن الوفد أمامه الآن فرصة جديدة، لأن التغيير قادم فى مصر لا محالة ولا يجب أن يبتعد عن الصورة، لأن الابتعاد يعنى الخيانة لتراثنا ولآبائنا. وأوضح البدوى أنه لا يريد أن يذكر الأسباب الحقيقية لابتعاده عن الحزب، وقال: كنت أذهب لمقر الحزب فأجد بعض القيادات تقابلنى كأننى خصم، فآثرت الابتعاد لكى لا أكون سبباً فى شق الصف، وأشار إلى أن الهجوم عليه كان يصل لدرجة الكتابة عنه فى باب «العصفورة» بجريدة الوفد وقت أن كان سكرتيراً عاماً للحزب. ورفض البدوى التعديلات التى طرحها محمود أباظة فى لائحة الحزب الداخلية، وقال: لا حاجة لمد فترة الهيئة العليا من 4 سنوات إلى 5، فالفترة الحالية كافية لإصلاح حال أمة وسيدنا عمر بن عبدالعزيز أصلح حال العالم فى عامين فقط. وفجر البدوى مفاجأة بقوله: «طلبت من محمود أباظة ثلاث مرات أن نجتمع أنا وهو وفؤاد بدراوى لبحث تحويل الحزب إلى مؤسسة، لكنه رفض ولو عقد هذا الاجتماع لأيدته فى انتخابات الحزب». وقال: «لن يستطيع أى حزب أو قوى سياسية مواجهة الحزب الوطنى منفرداً ولكن لابد من التوافق بين القوى السياسية»، مشيراً إلى أن الدكتور محمد البرادعى لم يقدم جديداً، ولكن الشعب المصرى وجد فيه الصدق فالتف حوله والناس تريد من الوفد أن يكون ظاهره كباطنه. ولفت البدوى إلى أن الإخوان المسلمين لن يحصلوا على مقاعد فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، لأن الانتخابات ستحددها إرادة وزير الداخلية. وتحدث فؤاد بدراوى، نائب رئيس الحزب، المرشح لموقع رئيس الوفد، قائلاً: إن الحزب يطالب بتداول السلطة والديمقراطية والتغيير من خلال صندوق الانتخاب ويطالب بالشفافية والنزاهة ويجب أن يقدم القدوة فى هياكله الداخلية. وأضاف بدراوى: أرجو أن تتم الانتخابات داخل الحزب فى جو من النزاهة والشفافية وأن نقدم النموذج المثالى للآخرين، موضحاً أن قراره بالترشيح لم يكن وليد اللحظة أو انفعالياً، ولكنه استطلع آراء لجان المحافظات ومدى رغبتها فى التغيير. وتابع: طلبت من الدكتور السيد البدوى التقدم للترشيح لرئاسة الحزب لكنه رأى أن هذه المرحلة تتطلب التفرغ والعودة للوفد ليقدم ما اعتاد على تقديمه من جهد فى وقت سابق. وأكد بدراوى ل«المصرى اليوم» أن جولته ستشمل جميع المحافظات حتى يعلم ما الذى يرغب فيه الوفديون، وقال: فى جميع الأحوال أنا مع الوفديين فى أى شىء يريدونه. وقال صفوت عبدالحميد، المحامى، عضو الحزب، إن بلاغ محمود أباظة ضد صحيفة «المصرى اليوم» خيانة لمبادئ الوفد وما نشرته الصحيفة هو حديث سياسى يرد عليه بموقف سياسى وليس باللجوء للمحاكم، ووجه التحية لشباب 6 أبريل وحركة كفاية، وتساءل: كيف يزج بشباب مصر فى السجون وتصمت صحيفة «الوفد» ولا يتقدم أحد من أعضائه باستجواب أو طلب إحاطة فى المجلس؟، وأضاف قائلاً: «خير للوفد أن يخسر بضعة مقاعد فى البرلمان من أن يكسب معركة محاربة الصحافة المستقلة»، مشيراً إلى أن تعديل لائحة الحزب فى هذا التوقيت تشوبه المصلحة، وتحدث محمد جابر، عضو اللجنة العامة قائلاً: الوطنى يقول لنا نحن أعطيناكم مقاعد فى المجلس المحلى، ونلعب بكم مثل العرائس وهذا يدعو للأسف ولا لزوم لدخول انتخابات مجلس الشعب فى غياب الإشراف القضائى، وقال عادل منسى، عضو اللجنة العامة: إن محمود أباظة صدمنى صدمة عنيفة عندما قال فى برنامج العاشرة مساء لمنى الشاذلى: «سوف نعلن اسم مرشحنا للرئاسة عندما يعلن الحزب الوطنى اسم مرشحه» وكان الأولى به أن يقول: «إن قرار الترشيح رهن إرادة أعضاء الحزب». وأوضح وفيق كامل من مؤسسى الوفد أن رئيس الحزب أهان الحزب أكثر من مرة عندما صرح لصحيفة المساء بأن مبارك هو الرئيس الأمثل لمصر، والثانية عندما استضافته قناة أوربت ليعرض الصحف، والثالثة عندما أفحمه مجدى الجلاد فى مواجهة تليفزيونية، وقال له سوف أفحمك أمام المحاكم بشهادة أقرب قيادات الحزب لك». وتحدث محمد شردى، عضو مجلس الشعب، قائلاً: إنه لا غضاضة من إقامة دعاوى ضد صحيفة مستقلة، مشيراً إلى أن مصطفى شردى توفى منذ 22 عاماً، أقام قبل رحيله 4 دعاوى ضد صحف مستقلة، وقال إن الذين صنعوا «المصرى اليوم» هم شباب الوفد، وأضاف: تعرضت لإهانة بالغة بما كتبته «المصرى اليوم» لأنه نشر كخبر وليس كرأى. من جهته، ندد صفوت عبدالحميد، المحامى، عضو الهيئة الموقرة بالوفد، فى رسالة لرئيس الحزب محمود أباظة بالبلاغ المقدم ضد صحيفة «المصرى اليوم» مدافعاً عن حرية الصحافة، وطالب رئيس الوفد بالتوجه لمكتب النائب العام للتنازل عن بلاغه ضد الصحيفة تأكيداً على ثوابت الوفد.