كان شتاء عام 1928 يلملم أوراقه، فى مثل هذه الأيام من شهر مارس، عندما أزهرت النبتة الأولى لربيع الإخوان المسلمين فى مدينة الإسماعيلية على ضفاف قناة السويس، التى خرجت منها دعوة الإمام حسن البنا، مشكلَّة النواة الأولى لأوسع تنظيم دينى عرفه العالم منذ 82 عاماً. اليوم واستعدادا للانتخابات التشريعية المقبلة، يتردد الحديث عن صفقات حكومية، يدخل فيها الإخوان تارة كطرف، وتارة كهدف للاستبعاد، بما يلقى بظلاله على اللعبة السياسية التى تبادل «الإخوان المسلمين» خلالها الأدوار بين منابر السلطة ومقاعد المعارضة، فى مختلف أنحاء العالم العربى، سراً وعلانية، ارتدوا عباءة النظام تارة، وانقلبوا عليه تارات، بعضهم استوعبته الأوضاع السياسية الداخلية فنجح فى تشكيل تحالفات استراتيجية، وبعضهم الآخر ضُيقت عليه القوانين، فنفذت قياداته بجلودها إلى عواصم أوروبا. برز الإخوان فى بعض الدول العربية وصعد نجمهم، وفى دول أخرى بقوا فى الظل، آثر بعضهم انتهاج سياسة «النار الهادئة»، دغدغوا مشاعر الجماهير بالأنشطة الاجتماعية، قبل أن يدخلوا مرحلة الصدام مع السلطة، اختلفوا على ذلك وانقسموا، لكن بقى أحفاد البنا منذ تأسيس الجماعة فى مصر، يتخذون من القاهرة قبلة لهم، فأى مستقبل ينتظرهم وسط التحولات المتفاعلة التى تمر بها المنطقة. فى هذا الملف، شريط أحداث سريع يرصد التطورات السياسية التى طرأت على أذرع الجماعة فى أبرز نقاط تواجدهم خارج مصر.
