قرر الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلغاء افتتاح معبد موسى بين ميمون، ردا على قرار إسرائيل الأخير بضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال للآثار اليهودية، واحتجاجا على الصخب وشرب الخمور الذى شهده المعبد خلال صلاة الحاخامات اليهود به يوم 7 مارس الجارى. وأكد حواس أنه لن يسلم المعبد كالمعتاد إلى الطائفة اليهودية، وسيبقيه مغلقا، حتى تتراجع إسرائيل عن قرارها.. «المصرى اليوم» التقت حواس لمعرفة تفاصيل القرار وأسبابه، ومعرفة مشاريع وزارة الثقافة، لترميم الآثار والمعابد اليهودية. ■ هناك الكثير من الاتهامات الموجهة لوزارة الثقافة، بإهمال الآثار اليهودية، وأن عمليات الترميم لهذه الآثار، تتم بضغوط خارجية؟ هذا غير صحيح، نحن نرمم الآثار اليهودية، لأنها مصرية، وتخص جزءاً مهماً من تاريخ مصر، وأى إهمال لها يعتبر إهمالا فى حق التراث المصرى، ونحن افتتحنا حتى الآن معبدين يهوديين، ويجرى ترميم اثنين آخرين، منهما معبدا بن ميمون، وهناك دراسات تجرى لترميم 5 معابد أخرى فى القاهرة، ومعبد فى الإسكندرية، وأنا سعيد لأننى لم أجد أى صوت معارض داخل مصر لترميم هذه المعابد والآثار اليهودية، مما يؤكد أننا شعب متحضر، يستحق التحية من العالم كله، بدليل أن أعضاء الكونجرس الأمريكى وجهوا خطاب شكر لأحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، بعد الانتهاء من ترميم معبدا بن ميمون. ■ لماذا لم يتم افتتاح معبد موسى بن ميمون، فى موعده يوم 14 مارس الجارى؟ كنا نخطط لتنظيم افتتاح كبير للمعبد، مثل الاحتفالات التى ننظمها عند الانتهاء من ترميم الآثار الإسلامية والقبطية والفرعونية، لكننا فوجئنا بالإجراءات الإسرائيلية الأخيرة التى تم خلالها ضم الحرم الإبراهيمى للآثار اليهودية، والمحاولات الإسرائيلية المستمرة لتهويد القدس، وهدم المسجد الأقصى، فأرسلت خطاب استنكار للجامعة العربية، وأرسل فاروق حسنى، وزير الثقافة، خطابا لليونسكو بهذا الشأن، خاصة أن ما تفعله إسرائيل يعتبر تصرفات غير حضارية. ■ لكن الطائفة اليهودية بالقاهرة احتفلت بافتتاح المعبد يوم 7 مارس الجارى؟ لم يكن احتفالاً بالافتتاح، بل تم الاتفاق على حضور حاخامات يهود للصلاة فى المعبد، وأنا منعت أى مسؤول أثرى من حضور هذه الصلاة، وألغيت حفل الافتتاح تضامنا مع الفلسطينيين، إضافة إلى أن ما حدث داخل المعبد يوم 7 مارس من صخب وشرب للخمور ورقص يتنافى مع جميع التعاليم والأعراف المصرية، ويستفز مشاعر المصريين والمسلمين فى ظل الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمى، التى تؤكد أن الشعب الإسرائيلى شعب بلا حضارة، يحاول سلب الحضارة والتاريخ الفلسطينى بالقوة، وإلغاء الاحتفال هو اعتراض منا واحتجاج على هذه التصرفات. ■ لكن الحفل حضره السفير الإسرائيلى بالقاهرة؟ هذه أمور سياسية، أنا لا أتدخل فيها، وأنا لن ولم أسمح لإسرائيلى بحضور حفل افتتاح معبد أثرى مصرى، والاحتفال الذى نظمته الطائفة اليهودية، تم وأنا خارج مصر، وأُخذت الموافقة عليه قبل الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم الإبراهيمى. ■ بعد الانتهاء من ترميم معبد موسى بن ميمون، هل سيتم تسليمه للطائفة اليهودية؟ لا، لن أسلمه لهم وسيبقى مغلقا حتى تتخلى إسرائيل عن تصرفاتها غير الحضارية. ■ هناك مطالبات مستمرة من اليهود فى الولاياتالمتحدة بإنشاء معبد للآثار اليهودية، فما رأيك فى ذلك؟ أنا لن أوافق على إنشاء معبد للآثار اليهودية إطلاقا. ■ لماذا؟ طالما لا يوجد سلام، فلا يمكن إقامة مثل هذا المتحف.