انتقد التقرير السنوى لوزارة الخارجية الأمريكية، وضع حقوق الإنسان فى العالم، واعتبر أن وضع الأقليات تدهور خلال 2009، خاصة فى الشرق الأوسط، مؤكداً أن المرأة فى المنطقة العربية تعانى التمييز والعنف، مؤكداً تزايد القلق إزاء التمييز المتصاعد ضد المسلمين فى أوروبا. ورصد استمرار القيود على الحجاب والنقاب الذى ترتديه النساء المسلمات فى فرنسا وألمانيا وهولندا. وتحدث التقرير عن أعمال العنف، التى لحقت بالمدنيين فى غزة، مشيراً إلى سقوط 1400 شهيد من الفلسطينيين، خلال العدوان الإسرائيلى، بينهم أكثر من 1000 مدنى، كما تناول التقرير العراق، باعتبارها ضمن الدول التى تشهد حرباً، حيث «استمرت التعديات على حقوق الإنسان رغم التحسن الأمنى الواضح بصورة عامة»، بينما لايزال العنف بحق وسائل الإعلام منتشراً. وانتقد التقرير انتهاكات حقوق الإنسان عام 2009 فى دارفور، حيث لاتزال النساء والأطفال عرضة للعنف، وتواصل مجموعات تابعة لحكومة الخرطوم قصف القرى وقتل المدنيين، بينما قتل حوالى 2500 سودانى نتيجة النزاع بين الشمال والجنوب فى السودان. ورصد «العنف ضد النساء وانتهاك حقوق الأطفال والتمييز على أساس الجنس والدين والعرق» الذى عم العديد من دول الشرق الأوسط» مندداً بحرمان المرأة من الاستقلالية وحرية الحركة والاستقلال المالى، مشيراً إلى عدم معاقبة العنف بحق النساء فى القانون. واعتبر السماح للمرة الأولى بالاختلاط فى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) فى السعودية التى افتتحت فى سبتمبر 2009 لا يعوض عن استمرار حظر الديانات الأخرى غير الإسلام فى المملكة. وفى أوروبا ركز التقرير بصفة خاصة على المشاكل التى يعانى منها المسلمون خاصة فى هولندا، وقال: «إن المسلمين يواجهون استياءً اجتماعياً على أساس الاعتقاد بأن الإسلام يتعارض مع القيم الغربية». وذكر التقرير أن حوادث العنف الخطيرة ضد المسلمين كانت نادرة، بما فى ذلك الترويع والشجار والتخريب المتعمد للممتلكات وكتابة الشعارات باستخدام لغة «بذيئة». وأضاف: «إن السياسيين اليمينيين يلعبون دوراً فى تأجيج حالة الاستياء»، مشيراً إلى الحظر الذى فرضته سويسرا على بناء المآذن فى المساجد، واتهم التقرير أوزباكستان بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان خلال العام الماضى، حيث قامت بتعذيب السجناء واعتقال العديد من السياسيين المعارضين البارزين. واستنكرت الخارجية الأمريكية بشدة وضع حقوق الإنسان فى روسيا، منددة بالضغوط التى تمارس على وسائل الإعلام والاغتيالات التى تستهدف صحفيين وناشطين حقوقيين إلى جانب تدهور الوضع فى شمال القوقاز. وفى غضون ذلك، رفضت بكين التقرير الذى أكد أن سجل الصين فى مجال حقوق الإنسان لايزال سيئاً، خاصة ضد الأقلية المسلمة وسكان هضبة التيبت، واعتبر مجلس الدولة الصينى، فى تقرير مضاد أن الولاياتالمتحدة «نصبت نفسها مجدداً القاضى العالمى فى مجال حقوق الإنسان» واتهمها بغض الطرف عن تغطية تجاوزات حقوق الإنسان على أراضيها، وقال التقرير الصينى: إن واشنطن تستخدم حقوق الإنسان ك«أداة سياسية» للتدخل فى الشؤون الداخلية لدول أخرى، وتشويه صورتها ومتابعة مصالحها الاستراتيجية الخاصة، وكان التقرير انتقد بشدة وضع حقوق الإنسان فى إيران وكوريا الشمالية وكوبا.